تحقيقات وتقارير

سنعود.. عندما تصبح جامعة أولا وعربية ثانياً


الاعلام تايم_لمى محمود


في ذكرى تأسيسها الثانية والسبعون( 22 آذار1945).. سورية عندما تعود، ستعود إلى "جامعة دول عربية" تجمع ولا تفرق، وتكون عربية شكلاً ومضموناً وقيادة، وهي لن تقبل العودة المجانية أو القائمة على "تبويس اللحى" و"الصلح العشائري".. سورية ستقول للقائمين على الجامعة عليكم أن تعتذروا علناً لسورية، عما فعلتموه، وما قمتم به من دعم وتمويل وتسليح واحتضان للجماعات الإرهابية، واعتبار قراركم بتجميد عضوية سورية في الجامعة العربية خطيئة كبرى، أضرت بالعرب، وأيضاً ملياراتكم التي ضخت للتخريب والقتل والدمار في سورية، يجب أن تدفعوا أضعافها تعويضاً للإعمار، وتكفيراً عن خطاياكم.


المقعد السوري في الجامعة العربية هو المقعد الوحيد الرابط للعروبة، وإخراج سورية من منظومة الجامعة العربية كان في سياق مشروع مخطّط له لشنّ تدخل عسكري ضدّ سورية، عبر نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن، وتدرك سورية والجامعة العربيّة أنّ عودة سورية إلى صفوف الجامعة، يخدم الجامعة أكثر ممّا يخدم سورية، ويُعيد إليها عروبتها المفقودة بغياب سورية عن اجتماعاتها ومؤسساتها.


إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي طالب بجمع الشمل العربي، والتراجع عن قرار الجامعة "العربية" المخزي والمعيب بتجميد عضوية سورية في الجامعة منذ ما يزيد على خمس سنوات، لكن أمين عام الجامعة العربية المدعو أحمد أبو الغيط، بدلاً من أن يلتقط تلك المبادرة، ويعمل على تحقيقها وترجمتها على أرض الواقع، أمعن في مواقفه العدائية لكل ما هو قومي وعروبي قائلاً "الظروف غير مواتية لعودة سورية"؟


إن الدول التي وقفت خلف قرار التجميد للحكومة والشعب السوري عليها التراجع عن هذا الخطأ، او الخطيئة، والتعهد بتقديم تعويضات كاملة للشعب السوري عما ارتكبته من دمار، وتسببت فيه من أعمال قتل، كليا أو جزئيا، والا فلا يشرف سورية وشعبها العودة الى هذه الجامعة التي سعت للتدخل العسكري الاجنبي في سورية وليبيا، وقبلهما العراق، ووفرت له "الغطاء الشرعي" العربي.


ومن غير اللائق أن تحتفظ سورية بعضويتها في الامم المتحدة، وكل منظماتها الدولية المتخصصة، وتشارك في جلساتها وفعالياتها جنبا الى جنب مع الدول العظمى والدول العربية في آن، ويجري تعليق هذه العضوية في جامعة كانت أحد مؤسسيها، عندما كانت الدول التي وقفت خلف تجميد عضويتها غير موجودة على الخريطة أصلا، ومجرد محميات بريطانية.


لم تحقق هذه الجامعة العربية طول 72 سنة من عمرها  إلا قراءات الخطب وتبادل تقبيل الأنوف.. والتآمر على الشعوب العربية لخنقهم وتجهيلهم وبذر ثرواتهم والبطالة والأمية، فهل من المنطق أن تكون الأمية في الدول العربية إلى ٧٥٪ والفقر كذلك".


الوقت الملائم لعودة سورية الى مقعدها في الجامعة العربية هو عندما تصبح هذه الجامعة جامعة أولا، وعربية ثانيا، وتستجدي هذه الجامعة عودة سورية، وتعبر عن ندمها، وتطلب المغفرة، لما فعلته بأبنائها.. عاجلاً أم آجلاً سيحدث.. ولننتظر.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=44344