الحدث السياسي

الزعبي: الوفد الذي كان حاضراً أمامنا في جنيف كان محرجاً منذ اللحظة الأولى


أوضح وزير الإعلام عمران الزعبي في حديث لقناة (الميادين) ضمن برنامج حديث دمشق أمس السبت أن الوفد الرسمي السوري إلى جنيف كان قدم وثائق أو بيانات أو مشروع أفكار من أجل التأسيس لقاعدة مشتركة، لافتاً إلى أن جزءاً كبيراً مما قدمه كان في مضمونه وحتى في نصوصه الحرفية ينتمي إلى بيان (جنيف1).

وبين الزعبي أن الوفد الرسمي السوري اكتشف منذ جلوسه مع وفد الائتلاف المسمى "المعارضة" أن هذا الوفد ليس مطلعاً على بيان (جنيف1) لأنه لو كان مطلعاً عليه لعرف أن الوفد الرسمي قدم له مقترحات تشكل صلب بيان (جنيف1) والذي يشكل قاعدة مشتركة يمكن البناء والتأسيس عليها.

وقال الزعبي "هم جاؤوا باتجاه القفز فوق كل مقدمات بيان (جنيف1) بالذهاب إلى الفقرة التاسعة في البيان والحديث عن هيئة حكم انتقالي وفق التفسير الأمريكي وتفسيراتهم وتمنياتهم هم لهذه الهيئة أو مشروعها"، مضيفاً "لذلك لم يساهموا إطلاقاً بالتأسيس لقاعدة أو مواقف مشتركة لا يختلف عليها السوريون."

وأضاف الزعبي "الوفد الذي كان حاضراً أمامنا في جنيف كان محرجاً منذ اللحظة الأولى، أولاً بشكل بنيوي لأنه يعرف أنه لا يشكل حتى "المؤسسة" أو "الكيان" الذي يفترض أنه يمثله وثانياً كان محرجاً لأنه لا يمثل كل أطراف المعارضة في الخارج والداخل بما في ذلك المعارضة الوطنية."

وأضاف الزعبي بالإضافة إلى ذلك نحن طلبنا من المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أن يكون في الجولة القادمة تمثيل واسع لأكبر طيف من المعارضة الوطنية السورية.

وأكد الزعبي أنه من الضروري "تجاوز واقع أزمة التشكيل داخل هذه القوى والكتل السياسية المسماة "المعارضة" أو التي تندرج تحت عنوان المعارضة قبل الذهاب إلى أي نقاش سياسي حول أي شيء سواء بيان جنيف أو أي شيء آخر قد يكون في خدمة مصالح الشعب والدولة".

وقال الزعبي "نحن ذهبنا إلى جنيف ونعرف جيداً أننا ذاهبون إلى تفاوض وحوار وللقاء أشخاص نعرف تماما حجم تورطهم في سفك الدم السوري والحرب في سورية وحتى أكون منصفاً فعلى الأقل إن لم يكونوا جميعهم فجزء كبير منهم لأن لنا ملاحظات عليهم قد نوضحها فيما بعد".

وأكد الزعبي أن الوفد الرسمي السوري كان لديه دافع حقيقي ذهب من أجله إلى جنيف وهو المصالح الوطنية للدولة السورية وكان مفوضاً من قبل السيد الرئيس بشارالأسد أن يناقش كل التفاصيل تحت هذا العنوان الكبير ولم يكن ذاهبا لقضية شخصية .

وأشار الزعبي إلى أن "الأمريكيين وروبرت فورد شخصياً خدع حتى هيئة التنسيق الوطنية في سورية وقوى سياسية أخرى من المعارضة في الخارج عندما كان يصور أن الأمور ستشمل طيفاً واسعاً من "المعارضة" فما حصل أنه في الليلة السابقة لانعقاد مؤتمر (جنيف2) قدمت لنا أسماء أعضاء الوفد الآخر ولم يكن لكثير من قوى المعارضة فيه أي تمثيل.

ولفت الزعبي إلى أن وفد الائتلاف كان يرفض كل ما كان يطرحه الوفد الرسمي السوري من أجل إيجاد أرضية مشتركة على أمل أن ينجح الحوار خدمة لمصالح السوريين لكنه بسبب خضوعه لقيادة أمريكية  لم يستطع هذا الوفد اتخاذ قرار يخدم مصالح السوريين.

وأضاف الزعبي "قد يقول البعض إنهم يطمحون إلى تعطيل الدستور الحالي ولكن لا يمكن تعطيله لأن ذلك ينافي بيان (جنيف1) ونحن شعرنا حين كنا في جنيف أن الوفد الآخر لم يقرأ الدستور ولا السياسة عدا عن أن جزءاً منهم هم هواة سياسة وقادمون بوظيفة محددة تتلخص بأن يسمعوا ويخرجوا ويتكلموا وهذا ليس اتهاماً ولا أتكلم من باب التخوين بل من الباب التقني والفني."

وأكد الزعبي أنه "لا مكان للتنازلات في قضايانا الوطنية أو التنازل عن دستورنا أو البنى المؤسساتية في سورية وهذا الكلام لن يحدث كما لن يكون بمعنى التنازل فيما يتعلق بالمصطلحات التي يستخدمونها حول تنحي السيد الرئيس بشار الأسد أو صلاحيات الرئاسة أو المؤسسات العليا في الدولة وهذا الكلام مرفوض شكلاً ومضموناً ولا نقاش حوله في المطلق" موضحا أن النقاش "حول إمكانية مساهمة قوى المعارضة الوطنية داخل بنية سياسية ووطنية وداخل عنوان حكومة فيها وزراء يجري اتفاق حول عددهم وحول إعادة النظر في صياغة البنى التشريعية وذلك من خلال عملية سياسية تخضع للدستور النافذ وفيما عدا ذلك لن نتنازل عن السيادة الوطنية ورفض التدخل الخارجي ومواجهة الإرهاب."

ورداً على سؤال عن مصير المحادثات في حال فشلت الجولة الثانية أوعلى الأقل إذا لم يتغير الوفد المعارض وإمكانية انتقال الحوار إلى داخل سورية أوضح الزعبي أن الدولة السورية لم تكن منذ البداية مع استبعاد أي أحد من الحوار وهناك أدلة كثيرة تؤكد هذا الطرح، مبيناً أن هناك مرحلة كانت بعض أطياف المعارضة في الداخل لا تريد أن تجري حواراً مباشراً مع الدولة تحت عنوان أنها "تريد الحوار بحضور الجامعة العربية والسعودية وقطر وتركيا أو بحضور بروناي وجيبوتي والمغرب... وبمعنى آخر هي ترفض الحوار".

وشدد الزعبي على أن الدولة جاهزة للتحاور مع جميع أطياف المعارضة السورية التي لم تكن موجودة في جنيف وإطلاق عملية حوار معها بكل المعايير والأفكار ومناقشة كل النقاط بصدر مفتوح ووطنية عالية، مؤكداً أن الوطنية العالية مطلوبة من الجميع إذ إننا نريد في المحصلة حقن دماء السوريين وإيقاف التدمير والحرص على جميع السوريين.

هذا وقد أدان الزعبي الانفجار الذي وقع أمس السبت  في الهرمل شمال لبنان، معتبراً أنه "كغيره من الاعتداءات الإرهابية التي يتعرض لها لبنان وسورية والعراق المستفيد منها واحد وإذا كانت مثل هذه العمليات تقف خلفها جهات بمعنى منظمات إرهابية متعددة ذات ثقافة واحدة فإن المستفيد منها واحد وهو أولا وأخيرا العدو الصهيوني".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=4421