تحقيقات وتقارير

نضال المعلمين قبلة على جبين الحياة


الإعلام تايم - رنا الموالدي


منذ بداية الأزمة السورية نال القطاع التربوي حصته من المشاكل التي تعاني منها سورية, ناهيك عن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية لهذا القطاع فقد استهدفت المدارس في بعض المناطق بالعمق، ووصلت الأضرار في بعض المؤسسات التعليمية إلى حد التدمير الكلي واستشهاد مئات المعلمين أثناء تأديتهم واجبهم الوظيفي في محاولة يائسة للتنظيمات الإرهابية بوقف العملية التعليمية المتواصلة.


طلاب تحيط بهم أصوات الرصاص من كل اتجاه لكنهم لا يسمعونها، يسمعون فقط صوت ذاك المعلم  بإصراره وصموده  كي لا تنطفئ شمعته لتضيء على الطالب دون أن يأبه بالدمار الذي لحق بالمدارس والتفجيرات التي طالت المراكز التعليمية، لأنه يدرك أن بناء الوطن لن يكون إلا من خلال المؤسسات والصروح العلمية.


ولم تتوقف تأثيرات الحرب على الأضرار المادية، بل تركت أثراً نفسياً على التلاميذ والمعلمين على حد سواء، جراء قصف الإرهاب بعض المدارس والمناطق بقذائف الهاون، فضلاً عن من فقد أباه وآخر أفراد من أسرته، أو تلك الأسر التي أجبرت على ترك منازلها في بعض المناطق والانتقال إلى مناطق أخرى بحثاً عن الأمان، الأمر الذي فرض  على الطلاب النازحين التكيف مع واقع جديد في مناطق النزوح.


بعض الأطفال لم يدخلوا في حياتهم إلى غرفة الصف بينما خسر آخرون دراستهم فالحرب فاقمت أزمة التعليم كأي أزمة أخرى وازدادت بشكل كبير نتيجة الظروف الراهنة ..
هكذا تحدث عدد من المدرّسين والمختصين في السلك التعليمي لموقع "الاعلام تايم" موضحين أن الحل الجذري لهذه الظاهرة يكمن في عودة الاستقرار الكامل إلى البلاد، فنحن نعمل بشكل جزئي من خلال تأمين الاستقرار ضمن المعقول نفسياً أو اجتماعياً، بتوفير جو هادئ للتلاميذ لتحفيزهم معنوياً، وإقامة نشاطات دائمة تنسيهم ما مروا به، هذا وكثيراً ما نصادف أسراً غير متعلمة تدفع بأبنائها للابتعاد عن التعلّم وترسيخ فكرة سيئة عن المدرسة في أذهانهم، في مقابل أسر تحرص على تعليم أبنائها تحت أي ظرف تمر به فالأمر يتعلق بالدرجة الأولى برؤية الأهل لمستقبل أولادهم وبدورنا نقوم بتوعية هذه الأسر وإرشادها إلى طريق الصواب، مبينين لها ما تخلّفه مشكلة تسرب الأطفال من المدارس من أمية وجهل يحولان دون تطور المجتمع وتقدمه، وفي هذا الصدد أصبحت عملية الدعم النفسي ضرورة ملحة للطلبة لضمان تغلبهم على الآثار المترتبة للأزمة وخلق روح إيجابية للتعلم والاجتهاد بعيداً عن العزلة والانطواء أو ترك التعليم نتيجة حالات القلق والإضطراب.


هنا عندما  يقف الإنسان وقفة صغيرة مع نفسه، ويتخلل هذه الوقفة تصور لدور المعلم في هذه الظروف ندرك حينها ضخامة وعظم الدور الذي يقوم به و المسؤولية التي تقع على عاتقه، فيوم "المعلم العربي"  ليس يوماً واحداً في العام بل كل يوم تزرع به قيمة أو  ينال به نجاح أو يصار به ﻹنجاز أو يقدم فيه عطاء و يبذل به تضحية هو يوم للمعلم أيضاً فلا أحد في المجتمع يضاهي بعطائه عطاء المعلم أو يحاكي بتضحيته تضحيات المعلم ، فلمجتمعنا نبارك و لمعلمينا باﻷخص و على امتداد هذا الوطن يوم المعلم.. فلهم كل التحية.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=44185