تحقيقات وتقارير

فعالية تدريبية لنحفظ حياة إنسان


الإعلام تايم - رنا الموالدي


لطالما تحدث أمور مفجعة في بلدنا مواجهين ظروفاً ومواقف صعبة تفرض نفسها فجأة ودونما إنذار، راغبين في أن نمد يد العون إلى الأشخاص المتأثرين بتلك الأزمات.


وحيث تمثل الإسعافات الأولية أبسط أساسيات الرعاية الصحية للمصابين لدى تعرضهم لحوادث طارئة أو المرضى بأية وعكات صحية مفاجئة، فإنه ما من شك أن تلك الإسعافات مهما كانت بسيطة، إلا أنها يفترض ألا تكون اجتهادية أوعشوائية، لأن الإسعاف الخاطئ للمصاب يمكن أن تمتد تأثيراته السلبية إلى حدوث مضاعفات ربما تؤدي بحياته، وعليه فإن وعي أفراد المجتمع  بأهميتها والتشجيع على تعلمها يشكل خطوة أساسية من أجل تحقيق هذا الغرض.


لذا فالرعاية الفورية أو ما يسمى الدعم الأساسي للحياة BLS التي تقدم للمصابين في الأوقات الحرجة بغرض إنقاذ حياتهم أو منع تفاقم إصابتهم باستخدام الأدوات المتاحة وبمهارات علاجية بسيطة حتى وصول المساعدة الطبية المتخصصة أو نقلهم إلى أقرب مشفى تشكل الخطوة الأولية لسلسلة من الخطوات اللاحقة التي من شأنها أن تقلل من حدة الإصابات الخطرة وترفع احتمالات البقاء على قيد الحياة للمصابين.


هذه الخطوات لخصها الدكتور أيهم سعده  المدرب الدولي بمجلس الإسعاف الأوربي خلال دورة " الإسعافات" التي أقامتها منظمة الصحة العالمية للإعلاميين بتأمين السلامة أولاً من عدم وجود خطر على المسعف أو على المصاب، ثم تحديد ما إذا كان المصاب "واعياً" أو "لا" بهز كتفيه أو مناداته بعدها طلب المساعدة وتأمين الطريق الهوائي والتحقق من وجود التنفس وذلك برفع الذقن باستعمال طرفي اصبعين تحت مقدمة الذقن والنظر إلى حركة جدار الصدر والاستماع إلى صوت التنفس عند فم المصاب والشعور بالزفير على خد المسعف.


وإذا لم يكن المصاب يتنفس بشكل طبيعي طلب الإسعاف على الرقم 110 ثم القيام بعملية "إنعاش القلب الرئوي" بالضغط على عظم القص بمعدل 100 ضغطة بالدقيقة.


مدير "الاعلام التنموي" في وزارة الإعلام عمار غزالي حدثنا عن الدورة أنها الثالثة على التوالي نفــذها 3 خبــراء مــن وزارة الصحــة  والتي هدفت إلى تدريب وبناء قدرات  الاعلامين الصحفيين على الإسعافات الأولية وكيفية التعامل مع أي مشكلة صحية أو طارئ يمكن أن يحدث  في أي مكان خاصة أننا في حالة حرب، لافتاً أن الدورة تأتي ضمن سلسلة الدورات التدريبية التي تنظمها المديرية لتأهيل وتدريب العاملين في الحقل الإعلامي بمختلف المؤسسات.

 

 

 


الدورة قدمت الكثير من الأمور التي كانت غامضة لدي، خاصة الإسعافات المتعلقة بمرضى القلب التي قدمها الدكتور فادي العبده تقول شذى محمد احدى المشاركات في الدورة" خلال هذه الدورة تعرفنا على الحالات التي تتطلب إسعافات أولية ، وما هي الشروط والمواصفات الواجب توافرها في المسعف وغيرها الكثير من الأمور لحين الوصول  لأقرب مشفى  ولم تصادفنا صعوبة تذكر خلال أيام الدورة للخبرة الكافية التي يتمتع بها الأطباء المحاضرون وتقديمهم المعلومة بصورة واضحة لا لبس فيها " ومسؤوليتنا كإعلاميين تتلخص بالتوعية حول بعض المفاهيم و التصرفات الخاطئة عند الناس بالنسبة للإسعافات.


قد يحدث أن تجد نفسك شاهداً على فاجعة أصابت المكان الذي توجد فيه، ربما تكون حرباً وربما كارثة أو حتى حوادث مرور، فنجد أنفسنا مرتبكين لا نعرف ماذا نفعل لنساعد أولئك  المتضررين وعندما يكون لدينا المعرفة والدراية بكيفية التصرف في مثل هذه الظروف والمواقف فإن ذلك قد ينقذ حياة إنسان تلك الحياة التي لا تقدر بثمن.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=44163