الحدث السياسي

المقداد: وفد الائتلاف المسمى "المعارضة" مجموعة عملاء لقوى تحركهم عن بعد


أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد مقابلة مع قناة (الإخبارية) السورية أمس أن وفد الائتلاف المسمى /المعارضة/ لم يكن لديه أي حس وطني بل كان عبارة عن مجموعة عملاء لقوى أخرى تحركهم عن بعد، ووفد الجمهورية العربية السورية لم يفاجأ بهذا المستوى المنحط الذي لا ينسجم مع ما ذهب من أجله إلى جنيف ولم يفاجأ بما انتهت إليه المحادثات.

وشدد المقداد على أن الوفد الآخر هو من يتحمل المسؤولية التامة عن عدم التوصل إلى أي نتيجة من هذا الاجتماع فهو رفض ما لا يمكن لأي سوري أن يرفضه وهي مبادئ تتعلق بوحدة سورية واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها والعمل على استعادة أراضيها المغتصبة.

وأوضح المقداد أن الوفد السوري ذهب إلى جنيف من أجل إنجاحه عبر وقف نزيف الدماء في سورية ووقف التدخل الخارجي ومكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن سورية أعلنت ترحيبها ببيان (جنيف1) عندما صدر وتحفظها على بعض ما ورد فيه وأبدت استعدادها لمناقشته والتعامل معه ولكن الولايات المتحدة أقنعت الطرف الآخر بأنه ذاهب إلى جنيف لاستلام مفاتيح دمشق.

وقال المقداد: "إننا لم نتهرب على الإطلاق من مناقشة البيان وقلنا إننا سنناقش بدءاً من النقطة الأولى أي البدء بوقف العنف والإرهاب وبعدها نستمر إلى كافة النقاط الأخرى ونحن مستعدون لها ولدينا ملفاتنا وأوراقنا."

وأضاف المقداد: "إن الأصدقاء الروس كان لديهم فهم دقيق للفقرة المتعلقة بهيئة الحكم الانتقالية وهم عندما خرجت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بعد انتهاء المؤتمر وقالت إن الهدف هو تغيير نظام الحكم في سورية ردوا عليها عبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف وقالوا إننا لم نتفق إطلاقاً على ذلك بل اتفقنا على أن يكون المؤتمر للسوريين كفرصة كي يتناقشوا ويتفقوا على كل شيء يتعلق بحاضر ومستقبل سورية."

وبين المقداد أن لافروف أسقط الادعاء الأمريكي وهو شارك بصياغة كل الفقرات المتعقلة بالجانب الذي يترك للسوريين أن يناقشوا كل شيء يتعلق بمستقبلهم، لافتاً إلى أن الأصدقاء الروس يمارسون دورهم بكل مسؤولية وإحساس بالمأساة التي تمر بها سورية وهدفهم الأساسي هو وقفها.

وأكد المقداد أن الطرف الآخر جاء إلى جنيف من أجل بند واحد هو هيئة الحكم الانتقالي وتغيير نظام الحكم ولكننا في سورية لا نتعامل مع بلدنا كغرباء أو كقطعة جبنة نرحب بكل من يأتي لقضمها بل نتعامل معها على أنها بلدنا وضميرنا وكل ذرة تراب فيها من لحمنا ودمنا ولا يمكن أن نسمح للولايات المتحدة الأمريكية ولا لغيرها أن تقرر نيابة عن الشعب السوري.

وبين المقداد أن بيان جنيف يقول بأنه لا يمكن أن يصار إلى خلق حالة فراغ في سورية ولذلك يجب أن يبقى الدستور الحالي فاعلاً ومطبقاً حتى يتم تغييره من خلال الحوار الوطني والذي نأمل أن ينتقل إلى دمشق في أقرب فرصة ممكنة لأنه لا يمكن أن نصل إلى توافقات إلا على أرض الوطن وهذا يعكس وطنية الآخرين وسيتم توفير كل الظروف من أجل إنجاح مثل هذا الحوار الوطني.

وأوضح المقداد أن الوفد الآخر رفض إدانة الإرهاب الذي يقتل السوريين وكان كل همه ليس الهيئة الانتقالية التي تناقش بين جميع السوريين بل الهيمنة على السلطة في سورية، مؤكداً أن وفد الائتلاف مقبل على شيء يتوهمه ولن يصل إليه أبدا، لافتاً إلى أنه لا يمثل أحداً إلا نفسه.

وأكد المقداد أن القرار الأمريكي باستمرار تسليح المجموعات الإرهابية في سورية كان هدية لمؤتمر جنيف من أجل تدميره وإفشال جهود الحل السياسي،وتابع بالقول"إن الأمريكيين طلبوا لقاء معنا ولكن لم نرد عليهم نهائياً لأننا لا نشعر أن هناك أي مبرر لهذا اللقاء".

وأشار المقداد إلى أن كلام المسؤولين الروس دائما متوازن ومعقول ويليق بهيبة الاتحاد الروسي وسورية على اتصال دائم مع الأصدقاء الروس ومتفقة معهم على أنه لا يمكن الدخول بنقاش جدي حول القضايا الواردة في (جنيف1) دون وجود طيف واسع من المعارضة.

وقال المقداد إذا أرادت الولايات المتحدة أن تكون منسجمة مع الحد الأدنى من القيم الأخلاقية فعليها أن تسمح للمعارضة الوطنية السورية بالمشاركة في الجولة القادمة، لافتاً إلى أن المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي يعي جيداً أن هذا التمثيل للمعارضة ليس هو المطلوب كما أن الجانب الروسي مصر على أن تكون هنالك معارضة ذات مصداقية.

وشدد المقداد على أن الإعلام الوطني السوري أثبت خلال الأيام القليلة الماضية أنه إعلام مناضل ومشرف وصادق ومسؤول ويمثل ضمير المواطن السوري رغم كل ما تعرض له من ضغوط دولية وعقوبات لا إنسانية وهو يقوم بجهد كبير.

وشدد المقداد على أن رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته احمد داوود أوغلو وأجهزة استخباراتهم يتحملون مسؤولية سفك الدماء في سورية ويجب أن يقدموا إلى محاكم دولية.

وأوضح المقداد أن صمود الشعب السوري وتضحيات جيشه دفاعاً عن وحدة سورية وسيادتها وكرامتها طوال الفترة الماضية هي التي خلقت مؤتمر (جنيف2) لأن خطة أعداء سورية كانت إسقاطها خلال عشرة أيام أو أكثر كما فعلوا في دول عربية أخرى.

وأضاف المقداد:"إننا نقول للولايات المتحدة وإسرائيل وعملائهم في المنطقة إن سورية تصمد وستصمد لأن شعبها وجيشها وقيادتها قرروا الصمود والاستمرار في النضال من أجل الحفاظ على سيادتها وكرامتها وكرامة كل شعوب المنطقة العربية والدول النامية في كل مكان من هذا العالم".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=4410