بطل من سورية

بطل من كويريس.. الشهيد الملازم أول أحمد على زهود


الإعلام تايم - نزيها حسن

من منا لا يتذكر أبطال مطار كويريس بريف حلب؟ فمجرد ذكرك الاسم تنصع أمام عينيك صورة الأبطال الأباة الذين رفضوا الانسحاب وبقوا يدافعون عن المطار ضد أعداء البشرية الإرهابيين إلى أن تحقق الفتح المبين وتحقق فك الحصار الذي كان بداية النصر في حلب وريفها الشرقي.

والشهيد البطل الملازم أول أحمد على زهود، هو من أولئك الأبطال الذين بذلوا دمائهم على ارض مطار كويريس، تقول أم الشهيد السيدة جنان أحمد .. «كان صغير السن لكن كبير بالأفعال كريماً ومحباً للجميع، دائما كنت قلوا صحيح انك صغير بس عقلك كبير وأفعالك اكبر منك، كان يبتسم ويقلي.. أنا ابنك».

وتضيف «مرة قلتلو بلحظة خوف عليه .. ياريت يا أمي نحسن ننقلك لمكان أقل خطورة .. قاطعني فوراً وقلي.. أوعى تفكري هيك .. أنا ورفاقي رح نبقى سوا ندافع عن بلدنا، وكل واحد من رفقاتي ألو أم متلك بتخاف عليه، ماني أعز منهم، بس انت لاتنسينا من دعواتك».

وعن ظروف استشهاده تقول الأم وهي تقلب بقية صور له على هاتفها الجوال بكلام يخرج مع أنفاس متحشرجة ودموع تجمدت للحظات في عينيها.. «تعرض هو ورفاقه لحصار طويل ولهجمات شرسة من قبل الإرهابيين في مطار كويرس لكنه كان دائماً متفائل ولم يهب الموت يوماً .. بتعرفي شباب كويرس كانوا مضرب للمثل بالشجاعة والإقدام» وتتابع باشراقة وجه كأنه يستقبل أحمد فتقول « بقي أحمد سنتين وشهر ماشفتو ومرة أنا عم اشتغل بالأرض دقلي وقلي وينك يا أمي؟ قلتلو بالأرض.. قلي أنا عالطريق قربت أوصل عالبيت.. ماصدقت اللي سمعتو.. بس رحت أمشي واركض وحسيت الطريق عم يطول .. ولما وصل ضميتوا وشميت ريحتو .. ياالله شو كنت مشتاقة لشوفتو.. خلصت الأجازة ورجع التحق بالكلية».

وفي يوم استشهاده 26 حزيران 2015 «إجانا اتصال من أحد رفاقه يخبرنا بالأمر ويقول أنه تم دفن جثمانه في ارض المطار وبقينا بانتظار اليوم الذي نستطيع فيه أن ننقل جثمانه إلى مسقط رأسه لنزوره كل صباح ونضع الريحان ونشعل البخور..»

كانت حرقة الأم كبيرة فهي لا تستطيع أن تزور قبر ابنها الشهيد «ولكن الحمد لله» تقول أم أحمد «بعد أربعة أشهر تقريباً، تم فك الحصار عن المطار وتم نقل جثامين الشهداء الأبطال من أرض المطار ومن بينهم جثمان ابني أحمد حيث وصل بتاريخ 27 تشرين الثاني إلى قريته في بانياس واستقبلناه مع أهالي القرية بالزغاريد ورش الأرز كما يليق بالأبطال ودفناه في مقبرة الشهداء .. فدمائهم لم تذهب ولن تذهب هدراً ستزهر انتصاراً للوطن بإذن الله. واليوم أزوره أضع الورد على قبره وأترحم على روحه».

الشهيد البطل من مواليد 1/1/1995 قرية حريصون التابعة لمنطقة بانياس لأسرة كادحة تعمل في الأرض والزراعة، عاش طفولته في مرابعها مع أبوه وأمه وإخوته الخمسة، درس في مدارس القرية وحصل على الثانوية العلمية بتفوق وانتسب إلى الكلية الجوية التي كانت هدفه وحلمه.

الرحمة والخلود لشهداء سورية الذين عشقوا الوطن فأهدوه الروح

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=53&id=44070