وجهات نظر

تدمر وما بعدها ودفن الأوهام

احمد شعيتو


الإعلام تايم- المنار


جاءت سيطرة الجيش السوري وحلفائه على تدمر في ريف حمص و التقدم الذي لا يزال متواصلا في تلك المنطقة بعد وقت غير طويل من السيطرة الاستراتيجية الكبرى على حلب لتوجه رسالة للإرهاب وداعميه أن المسار مستمر بوتيرة ثابتة، وأن الأصوات التي ارتفعت بعد سقوط تدمر بموازاة تحرير حلب وأكثرت من التحليلات حول توازنات الميادين عليها أن تخفت.

سريعاً كانت عملية السيطرة وبخطة محكمة، وبعد إحكام القبضة على المرتفعات المحيطة بالمدينة كان التقدم السريع خصوصاً بعد تمكنت القوات البرية من السيطرة على جبل الطار الاستراتيجي الذي فتح الباب للمدينة، وسط غارات مكثفة على المسلحين.

لم يكتف الجيش السوري باستعادة تدمر وهو لا يزال يواصل التقدم وبحسب المعلومات الأخيرة واصلت وحدات من الجيش السوري مطاردة تنظيم "داعش" الإرهابي شرق وشمال شرق تدمر واحكمت سيطرتها على جبال العامرية والتلال المحيطة بها شرق المطار بـ 5 كم وسيطرت نارياً على الصوامع وكبدت تنظيم "داعش "الإرهابي خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.

وحسب المتابعين الميدانيين يشكل كل هذا الإنجاز في تدمر ومحيطها منعاً لأي هجمات ارتدادية وسيطرة مهمة على حقول النفط وينهي حلم "داعش" بربط الرقة بالقلمون الشرقي حتى الحدود اللبنانية.

وفيما لم تتأخر استعادة تدمر ، زاد عليها الجيش وحلفاؤه في ميدان مواز بتقدم واسع في ريف حلب تمكنوا خلاله في وقت قصير من استعادة أكثر من 50 بلدة . و بحسب المعلومات واصلت وحدات من الجيش السوري في الساعات الماضية تقدمها في الريف الشرقي لمدينة حلب وتستعيد ناحية الخفسة وبلدات وقرى: خفية الحمر، الريحانية، حرنة شهاب، معربا، ذخيرة، قبب كبير، قبب صغير، أم رسوم، الكبارية، رسم البوخر، طبارة، بلوة، العزيزية، الكبان شيخ أبيض، وقضت على العشرات من إرهابيي تنظيم داعش.

ومن الناحية العملية فإن هذا التقدم ضد "داعش" في أكثر من ساحة يعني أن هناك تقهقراً واسعاً للتنظيم الارهابي يؤسس لمرحلة مقبلة من الخسائر، والسيطرة الواسعة في ريف حلب الشرقي تعني استراتيجياً الاقتراب أكثر من منطقة الرقة ، والسيطرة على تدمر ومحيطها تعني استعادة التلال الاستراتيجية وآبار النفط والاقتراب من دير الزور.

بعد استعادة "داعش" لتدمر كثر الحديث عن مصطلح تدمر مقابل حلب في إطار ما سمي رسم توازنات وأن تدمر كانت هي الورقة البديلة لداعمي الإرهاب وكبح جماح التقدم الذي يحققه الجيش السوري وحلفاؤه للاستمرار في الإمساك بأوراق ضغط ،  رغم أن الخاسر في حلب كان جبهة النصرة وحلفاءها وليس "داعش"، حيث كثرت التحليلات أن ما حصل هو لتثبيط التقدم الاستراتيجي وحاولت تفريغ مضمون الإنجاز الكبير في حلب لكن الأحداث اللاحقة أثبتت أن كل ذلك قد سقط. وقد أتت اتفاقية وقف النار بمراقبة ثلاثية لتثبت أن الأمور لصالح الجيش السوري في الحرب على الإرهاب.

ويعمل الجيش السوري وفق عنوان استغلال وقف النار في التركيز على مناطق سيطرة "داعش"، ووفق خط صلب ، فبعد تحرير حلب سقطت أوهام كبرى وأتت أطراف اقليمية ودولية الى مسار وقف النار ولا عودة الى الوراء في مسار دحر الإرهاب، والدليل تحرير تدمر والتقدم الكبير في ريف حلب ، فإذا كان تحرير حلب أسقط الكثير من الاوهام لداعمي الإرهاب فالمسار الحالي دفن هذه الأوهام إذا كان لا يزال هناك بعض الرهانات، لتتخطى سورية المزيد من أمواج الارهاب نحو شاطئ الأمان
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=44019