تحقيقات وتقارير

في عيدها العالمي.. التمكين القيادي لدور المرأة في المجتمع السوري


الاعلام تايم_نسرين ترك

لطالما كان للمرأة دور أساسي عبر التاريخ في دعم المجتمع وحمايته جنباً إلى جنب مع الرجل، وخلال سنوات الحرب الست العجاف كانت المرأة السورية مثالاً في العطاء والتضحية، وكانت هي ربة المنزل  الطبيبة والممرضة، وكذلك الضابط والمحارب الذي يقوم بواجبه على الجبهات بكل ما تعنيه الكلمة من نضال وقوة كان يتغنى بها الرجال الأبطال المدافعون عن وطنهم .

ويخطئ من يعتقد أن المرأة الحلقة الأضعف في الأزمات، فالمرأة السورية أثبتت أنها العامل الأقوى في الصمود، فعلّمت العالم معنى الصبر والعطاء من أجل الوطن، وسجلت في التضحية مواقف قلّ نظيرها في كل المجتمعات، وذلك بالتزامن مع دورها الذي أخذ يتنامى في المجتمع، فكانت شريكاً أساسياً في صناعة الأحداث وفي الكثير من مواقع  صنع القرار.

وانطلاقاً من أهمية تمكين دور المرأة على كافة الأصعدة وفي يوم عيدها العالمي، أقامت "الجمعية الوطنية لتطوير دور المرأة" تحت رعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل "ريم القادري"، ورشة عمل حول "التمكين القيادي لدور المرأة في المجتمع السوري"..

وناقشت الورشة تحديات قيادة المرأة في المجتمع السوري، ومفهوم التمكين القيادي  من خلال التمكين الاقتصادي، القانوني، الاجتماعي والأسري لها.

وفي لقاء خاص مع رئيسة مجلس إدارة الجمعية "ميساء صلاحي" أشارت  أنه كان لدى النساء في سورية فرصة كبيرة لتصل إلى مراكز قيادية، فسورية من الدول العربية السباقة عبر التاريخ التي أشركت المرأة في كافة الأصعدة، وإظهار دورها وتقديرها.. فالتمكين القيادي للمرأة ليس بالضرورة أن تكون بمنصب قيادي، فمن الممكن أن تكون قيادية بعملها وأن يكون لديها طموحات لتطوير نفسها، وهو ما تناقشه الورشة ما سيفتح أمامها الأفق لتضع أهداف أكبر.

وأضافت أنه وقبل الأزمة كان العمل ميداني قانوني من خلال حلقات صغيرة، فكان هناك رفض للحديث بمواضيع تتناول العنف ضد النساء والاغتصاب والخوف من العيب والخجل وكل ذلك على حساب تضخم حجم المشكلة، أما اليوم أصبحنا  في مواجهة تحديات بصورة واضحة قضايا العنف ضد النساء،  الزواج المُبكر، وتحديات المرأة المغتصبة، وغيرها.. فالإرهابيون يعتبرونها ضعيفة وهي أول من تُنتهك حقوقها، مشيرة إلى دور وزارة الشؤون الاجتماعية الداعم من خلال  جمعيات مختصة بعلاج نفسي وطبي.

المتطوعة في العمل الأهلي "أمل محاسن" تحدثت على هامش ورشة العمل عن مشاكل المرأة التي زادت خلال فترة الحرب على سورية، فأصبحت هي المعيلة والمسؤولة عن كل الالتزامات المنزلية، وأشارت أنه ومن خلال العمل على مشروع "المرأة المعيلة" الذي تم وضع انطلاقاً من مسؤولية المرأة برعاية عائلات كثيرة في ظل غياب دور الرجل، وأكدت أنه من خلال العمل الميداني هناك كثافة من الحالات التي يتم تسجيلها بهذا الشأن وهناك الكثير من النساء اللواتي لا يمتلكن المعرفة حول الأماكن التي يحب أن يتوجهوا إليها، ويجهلن قيمة دورهن في المجتمع.

كما أكدت  الحرص على تنمية المرأة المعيلة والإحاطة بظروفها العامة وتمكينها على كافة المستويات، وقالت: نحن نحتاج إلى صرخة لإيصال أصواتنا لوضع خطط بناءً على احتياجات المرأة في المجتمع،  فالمرأة السورية هي الملكة عبر التاريخ وبالدور الذي تقوم به اليوم ، حملت كل الاعباء ولم تئن، حاملة الوجع والحزن والضياع والمجتمع وهي لازالت صامدة لأجل تراب الوطن.

 

"إخلاص غصة" رئيس مؤسسة "بالميرا" لرعاية حقوق المرأة  والطفل وعضو في المؤسسة السورية الحضارية لمساندة المصابين والمتضررين لأسر الضحايا في سورية، وجهت تحية للمرأة السورية رمز الحضارة والسلام والصمود.

وأشارت إلى أن الغاية من تمكين المرأة هو الدفع بالمشاركة الفاعلة للمرأة في دوائر صنع القرار عن طريق توسيع نطاق الفرص والخيارات والبدائل المتاحة، والمشاركة الفاعلة للمرأة تتطلب تنميتها وتنمية قدراتها وإمكانياتها لتمتلك عناصر القوة لإحداث التغيير في مجتمعها، وهو ما يكمن في المعرفة والثقة بالنفس وقدرتها والعمل ضمن إطار الجماعة وليس العمل الفردي.

وأضافت أن ورشة العمل اليوم هي بادرة جيدة للاتقاء بين المؤسسات التي تعمل في مجال حقوق المرأة وتمكينها وتحديد احتياجات وواجبات المرأة السورية والعمل على تمكينها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً، وتملك زمام القوة .

 

لا شك أن هناك الكثير من  الآثار السلبية التي لحقت بالمرأة خلال سنوات الحرب على سورية،  إلّا أن دورها كان جليّاً وفاعلاً على كافة الأصعدة،  فالحديث يطول جداً هنا عن المرأة السورية التي سيمجدها التاريخ بخلاف غيرها من نساء العالم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=44013