الإعلام تايم - الوطن
وأضاف محللون سياسيون إنها تخطت قمة جنيف التي عقدها الرجلان 19- 21 تشرين الثاني عام 1985 قائلين: إن العالم أصبح أكثر أمناً لكن الوقائع بينت أنه تحسن بالمناخ على حين ذهبت التوقعات نحو نتائج ملموسة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ريابكوف أمام مجلس الدوما الروسي إن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة ترامب تؤكد بقوة رغبتها في التعاون مع روسيا في محاربة الإرهابيين حتى النصر، وكان الوزير لافروف أشار في كانون الثاني الماضي إلى أن الرئيس الأميركي ترامب لديه نظرة مختلفة في محاربة الإرهاب، وأكد ريابكوف أن روسيا على استعداد لمحاربة الإرهاب مع الولايات المتحدة في سورية- مشيراً إلى أنها مبادرات لا تزال تلاقي حواجز فرضتها إدارة أوباما، لكنه قال إننا ننظر بإيجابية إلى تصريحات الرئيس ترامب بضرورة تطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن. على طرف مقابل قال الخبير الأميركي بول فاليلي (وهو أحد خبراء نادي فالداي الذي يعقد منتدياته في زوتشه الروسية، وخبير يقدم استشاراته لإدارة ترامب في مجال السياسة الخارجية)، فقد أعلن هذا الخبير أن لديه مفاجأة سوف يعلن عنها في موعد لاحق. يمكن القول إن التوقعات والتحليلات بشأن تدشين قمة حوار القطبين الروسي الأميركي لا تزال قيد التداول بل إن الإشارات تنحو باتجاه العاصمة الكازاخزية حيث يمكن للرئيس الكازاخية استضافة هذه القمة الحدث بين الرئيسين بوتين وترامب، وينقل ترامب أقواله عن محاربة إرهاب داعش والفصائل الإرهابية الأخرى إلى أفعال تنسجم مع دعوة الرئيس بوتين لتشكيل جبهة دولية موحدة تعتمد التنسيق مع الجيش العربي السوري الذي يحارب الإرهاب دفاعاً عن العالم بأسره. ولعل استعادة تحرير مدينة تدمر الأثرية وعودتها محررة من إرهاب داعش إلى حضن الوطن يبعث برسالة واضحة إلى أي طرف يريد محاربة الإرهاب: إن أي حل سياسي للأزمة في سورية لا يضع محاربة الإرهاب في أولويات مهامه إنما يكون سلوكه خاطئاً ويعمل على تحقيق مكاسب بذرائع واهية، الأمر الذي قاومته سورية سياسياً وميدانياً، وبالتأكيد أنه ما لم تستطع القوى الداعمة للإرهاب تحقيقه بالحرب لن تستطيع الحصول عليه بالسياسة. ولا جدال بأنه ليس أمام الرئيس ترامب لمحاربة داعش الإرهابي والانتصار على الإرهاب بكل تسمياته إلا تنسيق جهوده السياسية والميدانية مع الجانب الروسي والجهد الذي يقوده الرئيس بوتين في هذا الاتجاه. ولعل هذا الاتجاه في حسابات ترامب الاقتصادية والسياسية يشكل بداية التعاون الأميركي الروسي الذي يرحب به الجانبان لما فيه أمن واستقرار العالم وتعزيز القوانين والمواثيق الدولية وتتحول العداوة السياسية المعطلة إلى فعل إيجابي في محاربة الإرهاب وإنجاز الحل السياسي للأزمة في سورية على أساس القرار الدولي 2254. وما انتهى إليه الحوار في استنا أو جنيف 4.
ويمكن القول إن سورية جيشاً وشعباً بقيادة الرئيس بشار الأسد التي حققت طوال سنوات الصمود الوطني التي مضت الانتصارات على الإرهاب ومختلف التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تلقى دعم مثلث حلف الإرهاب التركي السعودي القطري المتحالف مع الكيان الإسرائيلي، ستواصل صمودها الوطني والتمسك بحقوقها السيادية في الميدان كما في السياسة مهما حاول هذا الطرف أو ذاك اللعب على المفردات وتدجين السياسات والمواقف لخدمة أغراض ومصالح سياسية لا تتوافق مع مصالح الشعب السوري في وحدة أرضه واستقلاله الوطني. |
||||||||
|