تحقيقات وتقارير

"أنقذوا البسمة".. أطفالٌ يواجهون المرض بـ"بسمة"


الاعلام تايم _ نسرين ترك
كثيراً ما يتملكنا الخوف لمجرد ذكره أو معرفة بأنّ أحد الأشخاص مُصابٌ به.. نتألم لمجرد أن نتخيّل حجم العذاب والوجع الذي ينهك الجسد.. ونتعاطف بحزن مع كل من يعيش مع هذا المرض، لكن ماذا لو كان من يواجه هذا المرض أطفال بأجسادهم الصغيرة الهشة ونفوسهم البريئة التي لم ترى بعد من الحياة إلاّ مرها..
"أيمن" الذي لم يتجاوز السابعة من عمره تم اكتشاف إصابته بالسرطان قبل أربعة أشهر، يسعى والده جاهداً لنقله إلى مشفى الأطفال، حيث قد يتوفر له علاج أفضل وربما يحظى بفرصة للنجاة.. والد أيمن أب لأربعة أطفال، يعيش مع عائلته في غرفة بريف دمشق بعد أن فقد منزله خلال الحرب، يعمل بدوام جزئي في أحد محال دمشق ولا يستطيع تحمل تكاليف العلاج على نفقته الخاصة..
وكأن الحرب لم تشفع لأطفال البلاد المُتعبة الخلاص من مرض يزيد أوجاعهم.. إنما الأزمة زادت بتأثيراتها من عذاباتهم، فإن سَلِمَ "أيمن" من مخاطر السفر والتنقل بين المحافظات وتكاليفه الباهظة فلن يسلم من مشقة الحصول على العلاج وتأمين الدواء "المفقود"..
"أيمن" طفل من آلاف المرضى السويين الذين يدفعون ضريبة الحرب وأثرها على المنظومة الصحيّة، فظروف الحرب والحصار على سورية وفرض المقاطعة في الأدوية لم تستثن حتى أكثر  الحالات الإنسانية حاجة في تأمين الدواء، فالأدوية في مجملها نوعية مستوردة، وفي ظل عدم وجود بدائل محليّة يتم استيراد الأدوية من الدول الصديقة.. حيث أثّرت العقوبات الاقتصادية في نوعية الدواء المستخدم.
وتبذل الجهات الحكومية يالتعاون مع بعض الجمعيات كجمعية "بسمة" الكثير من الجهود لتأمين الأدوية والدعم النفسي لهؤلاء الأطفال، فالجانب النفسي ركن أساسي في علاجات الأورام لأن الإقامة في المشفى وسقوط الشعر وما تتركه الحرب من أزمات نفسية يُضاعف الحاجة إلى الدعم النفسي، كما أنّ خصوصية المرض وصعوبته وطول فترة العلاج وجرعات الكيميائي تجعل الأطفال يميلون للاكتئاب..
رغم سنوات عمره القليلة إلاّ أن "أيمن"  يواجه المرض بقوة، يتقدم ببسمة نحو رحلة العلاج وكأنه يقول أنّ السرطان ليس نهاية العالم، إنما هو ذلك الجانب المُظلم من الألم.
الفنّ لإنقاذ "البسمة"
"الفرق بين الألم والأمل بسمة.. أنقذوا بسمة" بهذه الكلمات كانت الدعوة التي أطلقتها جمعية "بسمة لدعم الأطفال المصابين بالسرطان" بدءاً من شباط الحالي، متوجهّة لشرائح المجتمع وأفراده للمساعدة بـ 28 طريقة مختلفة أطفال بلدهم المصابين بهذا المرض القاتل.
حيث تزامنت الحملة المستمرة حتى نهاية هذا الشهر، مع اليوم العالمي لسرطان الأطفال الذي يصادف 15 شباط من كل عام.
وتتضمّن الحملة عدّة سُبل يمكن من خلالها دعم الأطفال المصابين، منها شراء منتجات،  التبرع بمبلغ مادي، أو المساهمة بنشر التوعية حول المرض، وأعراضه وعلاجه، إضافة إلى إطلاق نشاطات فنية وتثقيفية يعود ريعها للأطفال المصابين بالسرطان.‏ وتعتبر حملة الدعم هذه الثانية بعد توقّف دام نحو أربع سنوات نتيجة ظروف الحرب.
وتحت عنوان "بالفن منرسم بسمة" نظمت "بسمة" بالتعاون مع وزارة الثقافة وغاليري "آرت هاوس" معرضاً فنّياً (نحت وتصوير). ويضمّ الحدث عدد من الفنانين السوريين هم أسماء فيومي، اسماعيل نصرة، باسم دحدوح، بطرس المعري، ياسر حمود، ريما سلمون، خالد تكريتي، زهير حسيب، صفاء الست، طلال معلا، فؤاد دحدوح، مصطفى علي، نزار صابور، جمانة شجاع، سامي الكور، شادية دعبول، صبا رزوق، لوسي ديميرجيان، ماسة أبوجيب، مي أبو جيب، نوار اسمندر.
وقدّم الفنانون خلال المعرض الذي استمر  أربعة أيّام كان آخرها اليوم 23 شباط، الأعمال بشكل كامل لصالح الجمعية  ليعود ريعها لدعم الأطفال المصابين بالسرطان.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=43749