حوارات ولقاءات

جلول للإعلام تايم: الحركة المسرحية السورية لن تتوقف


الاعلام تايم_ حوار هلال عمار
على خشباته ومنها نهضت أمم وأبدعت وخرجت ثقافات وطورت وجددت تراثا حضاريا إنسانيا.. فالنهضة دائما هي ما ينتجه، إنه المسرح!!.. فأسماء الكتاب العظام خرجت من على خشباته، ورغم ظهور السينما والتلفزيون وانتشار الفضائيات مازال رواده مخلصين.. وفي سورية حيث انطلق المسرح في عام 1871 على يد رائد المسرح السوري والعربي أبوخليل القباني أول مؤسس لمسرح عربي وقد أسسه في دمشق(مسرح القباني)، وكان له الفضل في قيام حركة مسرحية في سورية وفي الوطن العربي بعد ذلك.. مازال مستمر يقدم رغم الجرح النازف من جسد الوطن، وبقي صامداً بصمود الوطن ليشكل الفرق بين ثقافة الحياة التي يهواها السوريون وبين ثقافة الموت التي أتت بها شياطين المؤامرة للنيل من حضارة امتدت وقاومت الغزاة والطامعين لعشرات السنين ...
حول المسرح في سورية ووضعه الحالي وهمومة ومشاكله والمعوقات التي تعترضه كان هذا الحوار لموقع "الاعلام تايم"مع الأستاذ عماد جلول مدير المسارح والموسيقا..
س1 : ما هو وضع المسرح في سورية بشكل عام و خاصة في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد وما هو تأثير الأزمة على المسرح؟؟
-المسرح جيد بالشكل العام .. والأزمة السورية قد ولدت أزمات عديدة في الداخل وأثرت بطبيعة الحال على مديرية مركزية تابعة لوزارة الثقافة وعلى المسرح الذي يشكل مرآة المجتمع، أما التأثيرات تمثلت بالعديد من الوجوه كنقص الكوادر الفنية والتقنية والإخراجية، إضافة الى نقص في التمويل ولذلك نحن في صدد تحد للواقع الذي نعيشه وبالرغم من ذلك كنا ومازلنا أفضل بكثير من الدول التي شهدت أحداثا وفوضى كتونس مثلا،  ونحن لم نتوقف عن العمل بل بقينا مستمرين منذ بداية الأزمة الى الآن وأقول إننا لم ولن نتوقف مهما اشتدت المؤامرة التي ولّدت الأزمة .

س2: ماسبب غياب الممثلين المشهورين عن المسرح بعكس أوقات سابقة حيث كان المسرح هو الأساس بالنسبة لهم.. وهل يتم التواصل معهم للاشتراك في أعمال مسرحية؟
-  تأسيس المسرح القومي أتى بمكرمة من القائد الخالد حافظ الأسد،  كسابقة لعصرها ..لهذا تسابق الممثلون سواء لتحقيق طموحهم أو الكسب المادي، لكن الذي تغير انتشار الدراما والقطاع الخاص إضافة الى شركات التمويل الخارجي والأهم من هذا كله هو ظهور الفضائيات وبالتالي الانتشار الاوسع وعلى المستوى العالمي فضلا عن المردود المادي الكبير دفع الممثلين للسعي لتحقيق شهرة أوسع وتحقيق مكاسب مادية أكثر .
وبالنسبة للتواصل مع ممثلين مشهورين نحن تركنا الباب مفتوح أمام الجميع ومرحب بهم دائما متى شاؤوا العودة للعمل المسرحي، ونرجو منهم أيضا الالتفات الى المديرية كنوع من رد الجميل لما قدمه المسرح على امتداد المسيرة الفنية في سورية، طبعا عاد البعض الى المسرح مشكورين كالفنان المتألق غسان مسعود و سيقدم بشهر أيلول وبرعاية وزارة الثقافة عرضه "كأنو مسرح" والفنان الكبير أيمن زيدان أيضا له عمل مسرحي اسمه " اختطاف" في صالة الحمراء وكذلك الفنان مأمون الخطيب يقدم سنويا عروض مسرحية، ونتمنى عودة البعض مثل الفنانين الكبيرين بسام كوسا وفايز قزق خاصة أنهم أبناؤه .

س3-ماسبب غياب الدعم الإعلامي أو التغطية الإعلامية والإعلانية للمسرح؟؟
- هناك عدة أسباب وأهمها ضعف الإمكانيات بشكل عام فضلا عن غياب الشركات الداعمة أو المروجة، ومع ذلك شهد المسرح وخلال الأزمة إقبالا جماهيريا منقطع النظير ربما بسبب نفور الجمهور من أخبار الحرب وحب الابتعاد عن ثقافة الموت التي تبثها الفضائيات، وأنا أتوجه بكل الشكر لهذا الجمهور الوفي.

س4: لم نعد نشاهد المسرحيات الطويلة أو المؤلفة من عدة فصول بل اقتصرت على أعمال قصيرة لاتتجاوز الساعه أحيانا ..
- حقيقة هذا الامر ليس في سورية فقط بل أصبح صفة عامة للعروض حتى في المهرجانات الدولية.. مثال مهرجان "أفينون " في فرنسا ...لقد أصبح المشاهد ونحن في عصر السرعة يمل من الجلوس طويلا على مقاعد المسرح، لكنه لن يغادر المسرح  بل يبقى ليناقش ويحلل مع الاصدقاء ومن هنا تأتي أهمية المسرح ..إنه عامل مهم للتواصل وطرح الأفكار وتحصيل المعرفة .

س5- منذ بداية العام قدمتم مسرحيتي "زيتونة وستاتيكو"  ماهي الأعمال القادمة وعلى أي أساس يتم اختيار النصوص ؟؟
-طبعا لدينا جدول طويل للأعمال القادمة ويستطيع من يريد معرفة مواعيد تقديم الأعمال التواصل معنا والاطلاع عليها جميعا.. أما بالنسبة للاختيار فيتم التركيز على نوعية وجودة العمل المقدم.. إضافة الى الاهتمام الكبير الذي نوليه لجيل الشباب لإظهار مواهبهم وإنتاجهم الفكري، وبالتأكيد هناك لجنة مهمتها قراءة النصوص المقدمة وتتألف من كبار الكتاب والمخرجين وللعلم هي لجان قراءة وليست رقابة.

س6-مسرحا الشباب والطفل ماذا عنهما ؟؟
-لقد أطلق السيد وزير الثقافة مشروع دعم مسرح الشباب إسوة بدعم سينما الشباب.. وهناك تقديم نصوص كثيرة من دمشق وباقي المحافظات تعمل على دراستها لجنة قراءة، والمميز بالمشروع أنه لايتم إهمال الأعمال حتى في السنه القادمة وأعني أنه ليس سنويا بل دائم فالنصوص المقدمة هذا العام يمكن إنتاجها العام القادم وكله بحسب الإمكانيات المتوفرة طبعا...

س7 : منذ فترة خسر المسرح أحد أهم أركانه ورواده وهو فنان الشعب رفيق سبيعي وتكريما له ماذا تقول في الختام؟
-حقيقة يستحق لقب فنان الشعب ،لأن من يحبه الشعب لا يموت بل يبقى خالداً في ضميرهم وذاكرتهم وصورهم.. لذلك كان لوفاة الفنان رفيق سبيعي الأثر الكبير في نفوس زملائه ومحبيه وهو الذي كان أحد الرواد الأوائل وأتمنى أن يتم تكريمه بشكل دائم لأنه بصراحة ابن البلد الذي أبى غير وطنه.. فكان الوطن هو المسرح الكبير الذي تربى ونشأ وعاش ودفن فيه.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=43&id=43692