تحقيقات وتقارير

زيت الزيتون يغيب عن المائدة السورية!!


الإعلام تايم - رنا الموالدي

 

المشهد لافت بكل معنى الكلمة، حيث يغطي طابور المنتظرين لدورهم واجهة ذاك المحل التجاري المسمى بالعامي "بزورية"، وأمام هذا المشهد لفتني أحدهم بقوله "مرحبا يا معلم أديه الزيت اليوم ليصفعه الجواب على وجهه 1950 ليرة "


مقارنة لا تبدو عادلة بين طقوس شراء المواد التموينية التي أصبحت خرافية، وما آلت إليه زمن الحرب بطقوسها المأساوية الغريبة فالأسعار تختلف أولاً من محل لآخر ومن حي لآخر ومن سوق لسوق فما مبرر كل هذا..


الجميع  يعيشون ظرفاً اقتصادياً ضاغطاً ولكن أن يكون هذا الظرف هو المبرر للغش والاحتيال والاستغلال فهنا المشكلة، فمن خلال لقاء "الاعلام تايم" بالمواطنين شعرت بأولئك المساكين الذين يسرق قوتهم اليومي ولا يدرون بمن يستنجدون، فالجميع يقول بأن هناك ارتفاع بالأسعار وجشع من قبل البائعين، متسائلين عن سبب غياب الرادع القانوني والرقابة .‏


وانطلاقاً من أهمية هذا الجانب ولكي نستطيع أن نخمن ما يحدث في السوق رغبنا الإضاءة على واقع أسعار الزيت من خلال متابعتنا الميدانية مستفيضين عن ذلك بشرح من قبل المواطنين..
أنا موظف والأسعار مرتفعة جداً ولا أحد في الأسواق يتعامل بضمير فهل يعقل أن يرتفع سعر لتر الزيت من شهر لشهر 200 ليرة وهل من المعقول أن يستمر ما نعيشه حالياً من غش واستغلال طال كل شيء حتى وصل إلى قوت يومنا ولم يعد بإمكاننا نحن أصحاب الدخل المحدود أن نخزن المونة "بحياتي ما اشتريت لتر زيت دائماً كان عندي بالتنكة" أين الرقابة إلى متى ينتظرون اتخاذ الإجراءات.؟!‏
وقد بيّن آخر بأن أسواق بيع الزيت والزيتون شهدت ارتفاعاً كبيراً في بيعها وارتفعت أسعارها عن الموسم الماضي أضعافاً مضاعفة ما دفع الأسرة إلى التوجه لإلغاء "المونة" والتحكم في الكميات المشتراة كون امتداد الغلاء زاد وضعنا المعيشي سوءاً فسعر لتر زيت الزيتون يتراوح ما بين 1800 - 2100


وكما هي العادة فإن البائع والتاجر يعزو رفع الأسعار بهذه المادة الغذائية الرئيسية إلى ارتفاع تكاليف الانتاج وقلة موسم الزيتون حيث أكد لنا بعض التجار بأن الموسم الحالي متدنٍ والانتاج لهذا الموسم قليل ناهيك عن قلة الأمطار والمياه لسقاية أشجار الزيتون بالإضافة إلى ارتفاع أجور الأيدي العاملة لقطف الزيتون وارتفاع سعر عصر الزيتون ضمن المعاصر المخصصة له لذلك فإن البائع مضطر للبيع بأسعار مرتفعة .‏


وبحسب تقديرات المختصين في القطاع الزراعي فإن سعر  كيلو الزيتون هذا العام يتراوح بين 800 ليرة إلى 1000 ليرة سورية، حيث سيكون سعر صفيحة زيت الزيتون للنوع الجيد بين 32 ألف ليرة وزن 16 كغ، وبين 32- 34ألف ليرة للنوع الممتاز.
وبذلك يكون سعر زيت الزيتون مرتفعاً للعام الثاني على التوالي، بعد أن شهد العام الماضي ارتفاعاً كبيراً عن الأسعار التي كانت رائجة سابقاً ورغم هذا الارتفاع في السعر على جيب المستهلك الذي يعاني من ارتفاع أسعار جميع المواد، فإن مبيع زيت الزيتون بالنسبة للفلاح لا يعتبر رابحاً، وهو بالحد الأدنى يخرج بتكاليف إنتاجه إن لم يكن خاسراً.


في المقابل معظم تصريحات مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك تدور في فلك تكثيف الدوريات على تلك الأصناف بدءاً من سوق الجملة وحتى باعة المفرق لضبط الأسعار ومنع أي تجاوزات وتدقيق الفواتير المتداولة وتنظيم الضبوط التموينية وإحالتها إلى النيابة العامة أصولاً لينتهي هنا دورهم.


هاجس الربح ولا شيء سواه لدى تجارنا فهم يستمرون بالوقوف على جراح المواطن كيفما يشاؤون لتزداد أموالهم وفي ظل الظروف الحالية يعبرون عن حالهم مجيدين التعبير بالمبررات المباشرة وغير المباشرة فكيف نحن المستهلكين ننظر إلى حقيقة الأمر وما هو واقع الحال في ظل الاستغلال والفوضى والغش وغياب الاجراءات في ظل مضاعفة الأسعار.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=43636