تحقيقات وتقارير

الطاقة البديلة.. جزء من الحل


الإعلام تايم - رنا الموالدي


على الأرض الخط الأحمر الذي بات يبدو شاحباً قد تم كسره.. فمنذ بداية الشتاء  بدأ مسلسل نقص المحروقات، مع إمكانية الحصول على تلك المواد بأسعار مرتفعة في السوق السوداء حيث يترواح سعر المازوت فيها ما بين500 إلى 600 ليرة في الأحوال العادية، كما يمكن الحصول على الغاز المنزلي بدءاً من 3000ليرة وما فوق.


وفي شتاء قاس هذا العام لم يكن من السهل عند الكثيرين توفير مادة المازوت الضرورية للتدفئة، وغيرها من مواد المحروقات، فيما تغيب الكهرباء وتنقطع لفترات كثيرة وتطول فترات تقنينها جعل من شبه المستحيل أن يقوم المواطن العادي بتأمين مواد للتدفئة ولكل الاستخدامات المنزلية من طهي وغسيل وتنظيف.


وبينما تتلاشى جميع وسائل الطاقة مع استمرار الأزمة وتداعياتها والوعود بتوفيرها رضي المواطن في سبيل تأمين الوقود بأن يرتفع السعر مع همسات عتب أن الحال لا يحتمل هذه الزيادات، ولكن شيئاً من هذه الوعود لم يتحقق بل على العكس استفحلت الأزمة.. والملفت فعلاً هو ما تصادفه من حلول واختراعات فريدة في أماكن مختلفة للتغلب على هذه المشكلات وبطرق غير مسبوقة لذا وجد السوريون فرصة للجوء إلى مصادر الطاقة الطبيعية فالصعوبة لا تكمن  فقط بالتدفئة وإنما في تسخين المياه ليبرز الاتجاه إلى الطاقة الشمسية  كحل أمثل وربما الوحيد.. فسخان الماء الشمسي من الأجهزة الموفرة للطاقة بشكل كبير حيث أن نصف كمية الوقود المستهلكة يذهب في عملية تسخين الماء لذا فإمكانية الاعتماد على الشمس مستمرة وطوال العام.


وهكذا عندما طرحت الحكومة الفكرة منذ بداية الأزمة  لم تلق استجابة غالبية المواطنين لأن المصادر الأخيرة كانت موجودة، أما اليوم ومع تبدد معظم مصادر التدفئة وثمنها الجنوني إن وجدت، أيقن الناس حاجتهم الحقيقة لاستخدام الطاقة الشمسية كونها لا تنقطع  ولا يرتفع ثمنها حيث عادت الفكرة إلى الحياة ومن بعدها توالى الطلب وبكثرة على استخدام أجهزة الطاقة الشمسية.. لكن للأسف مازالت متاحة لطبقة معينة من المجتمع  فهي غير متاحة لذوي الدخل المحدود إذ تبلغ سعر الشريحة الواحدة نحو 100 ألف ليرة.


المصرف التجاري وبهذا الصدد أطلق قرض تمويل السخانات على الطاقة الشمسية بعمولة زهيدة 1% لسنة واحدة و 2 % لسنتين وبدفعة أولى تعادل 3 % من قيمة القرض وتحتسب العمولة على قرض السخانات بنسبة ثابتة على أصل القرض ويتم التسديد بأقساط شهرية متساوية حيث تتضمن قيمة القرض أجور النقل والتركيب والتمديدات ومختلف التكاليف الإضافية.


لا تنضب الأفكار ولا تفرغ الحلول من جعبة السوريين الذين صمدوا، وتحدّوا كل الظروف في أزمة امتدت على مدار 7سنوات، عرفوا معها كل أشكال المعاناة، وسوء الأوضاع الاقتصادية، وانعدام الكثير من الخدمات الأساسية كالتدفئة والكهرباء، ليبقى خيار الطاقة البديلة أمراً لا بد منه حتى ولو انتهت الحرب وخفت أزمة الوقود  فكثير من التوصيات  تشير إلى أن إعمار سورية يحتاج إلى النفط والوقود المستخرج من حقولها بكميات خيالية.. فهل الاستفادة من الطاقة المستدامة أو البديلة، من أهم المشاريع التي تسعى الحكومة استغلالها لتنفيذ مشاريعها المستقبلية كحل بديل والشمس أفضلها؟
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=43604