وجهات نظر

باختصار: سورية فلسطين .. والعرب

زهير ماجد


الإعلام تايم- الوطن العمانية



يقول عارفون أن قضية سورية قد لا تكون مدرجة على جدول أعمال مؤتمر القمة العربي المزمع انعقاده في الأردن خلال الشهر المقبل، ثم أن المؤتمر قد يضطر لمناقشة آخر التطورات الأميركية حول حل الدولتين الذي بات لا قيمة له، إضافة إلى أن نتنياهو سيبلغ الرئيس ترامب تجاوز مسألة الدولة الفلسطينية باعتبارها فكرة عقيمة، وأن لا أهمية لإجراء مباحثات بشأن الوضع الفلسطيني، طالما أنه لم ينتج حلاً خلال كل العهود الأميركية، وأن الإسرائيلي يمضي بخطوات أحادية تزيد من عملية الاستيطان.

يبدو أن لدى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ما نقل عن لقائه بترامب من قيام هدنة طويلة الأمد في سورية، ما يعني أن لا حل في المدى المنظور وأن المطلوب هو تشجيع المؤتمرات بشأن الأزمة السورية وصولاً إلى النقاط التي تشجع على رسم أول خيوط الحل، وهذا يحتاج لكثافة لقاءات ونقاشات وطروحات. الأزمة السورية عميقة ومتشعبة ومتعددة الوجوه، والقوى المكثفة فيها لا تساعد على رؤية حل سريع أو حتى بطيء.

إذا لم يناقش القادة العرب في مؤتمر القمة أزمة سورية فلماذا سيكون لقاؤهم وما هو الهدف منه .. هل يخافون من الخلاف مثلاً بشأن الحل وبعضهم فاعل سيء في الأزمة، أو أن الحل خرج من أيديهم، وهو في الأصل لم يكن كذلك، العرب يخربطون فقط، والعالم هو المسؤول عن الحل، والدائرة التي تدور على سورية واضح تماماً أن مسرحها مرة في جنيف ومرة في أستانة، ومرة في موسكو، وسيكون عليها أن لا تكون أبداً في عاصمة عربية طالما أن المكونات الأساسية لأي حل غير متوفرة بأيدي العرب .. تماماً مثل واقع القضية الفلسطينية، سواء كان السلاح وجهها، أو كانت الحوارات، فليس للعرب فضل في هذه أو تلك، أو قدرة مقتدرة، وخير ما يفعله العرب أن يلتزموا على الأقل حسن النوايا إن استطاعوا على أقل تقدير التوقف عن المساهمة السلبية.

قد يكون الخطاب الذي ألقاه الرئيس اللبناني ميشال عون في جامعة الدول العربية الأكثر جدية بين كل الخطابات والكلمات التي قيلت منذ بداية ما يسمى بالجحيم العربي الذي صار له عمر ست سنوات، وهو مطبق على أنفاس الأمة. لا يريد العرب كلمات تحرك الواقع داخل الجامعة وخارجها، بل مجرد أحاسيس لكي لا يكون هنالك التزامات مادية أو معنوية تجاه قضايا الأمة المتكررة كالقضية الفلسطينية، أو الطارئة كقضايا ليبيا واليمن وسورية والعراق، فهذه تشكل ثقلاً كبيراً على أي جدول أعمال وعلى توقيت المؤتمر، المهم أن يبدأ وينتهي بصيغ عفى عليها الزمان، كقول أننا قلنا واسترحنا. المهم هو القول وليس الفعل المنسي منذ زمن بعيد باعتباره ورطة يجب تجنبها قدر الإمكان.

عندما كانت القضية الفلسطينية لوحدها على جدول جامعة الدول العربية كانت مشاعر القيمين عليها أنها أثقل من أن تحمل، فكيف وأنها فرخت قضايا صعبة تكاد تتجاوزها بكثير، فلا هذه القضية القديمة حلت بل ظلت عالقة، ولا تلك المستجدة قابلة للحل ككل القضايا العربية التي يخضع حلها دائماً خارج قدرات الأمة، في المحافل الدولية وفي مساوماتها. اعطوني مشكلة أو أزمة عربية تمكن العرب من حلها أو رسم خطوط أولية لحلها .. العرب خارج قضاياهم، لكنهم شياطين متحركة ضد بعضهم البعض.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=43600