تحقيقات وتقارير

سورية موجوعة.. والحب يداويها


الاعلام تايم_لمى محمود


"حرب الورود".. أو "حرب الوردتين" البيضاء والحمراء.. رمز لمعركة دارت رحاها في القرن الخامس عشر في بريطانيا، بين عائلتين انتصرت التي اتخذت من الوردة البيضاء رمزاً لها وكانت تقول إن الرمز جاء من النبالة والسلام والصفاء، فيما الاخرى اتخذت الحمراء بعد أن حققت الانتصار.


كم نحن بحاجة الآن للورود الحمراء والبيضاء لما توحيه من معان رائعة ورموز في النفس البشرية، كم نحن بحاجة لتلك الورود لتسود معانيها في نفوس السورين وينهوا سنوات عجاف قضت على كل المعاني السامية التي تأتي بها مئات الانواع من الورود، التي اشتهرت بها دمشق، وصدرتها الى كل أنحاء العالم وخاصة فرنسا لتعود بأثمن وأنفس أنواع العطور.


الورد الجوري أو الورد الدمشقي هو خاصّة دمشق التي اشتهرت به وسمي بها.. وهو أهم ورود الشرق وأجملها، بل وأفضل الأنواع في العالم، ويعتبر من أقدم ورود الزّينة، منه استخرج زيت عطري يستعمل في صناعة أشهر العطور وأثمنها وأنفسها، وانتقل إلى أوروبا خلال حملات الصليبيين في القرن الثالث عشر ميلادي.


الوردة الدمشقية..  وردةٌ جذّابة عطريّة عبقة، تمتاز رائحتها بالعذوبة، توحي بالثّقة بالنّفس، وتزرع الأمل والسكينة ، لما لها من دلالاتٍ ترمز للعاطفة والحبّ الصّادق، وما تحمل النفس من نُبل المشاعر وعمق التأمّل والانسجام، من هنا جاء تغني الشعراء بالورد.. ففي صباحات المناسبات يأتي ذكره ليكون الرسالة التعبيرية الاقوى عما يجول في خاطر المتهادين فهذا يقول "يا ورد مين يشتريك.. وللحبيب يهديك"، وآخر يقول "الورد جميل".


الاعلام تايم رصد مرتادي محلات بيع الورد.. رهام طالبة جامعية تقول: "عند تواجدي في أحد محالات الورد لشراء باقة من الزهور، تفاجأت بالارتفاع الغير منطقي في أسعار الورد هذا العام مقارنة مع أعوام ماضية، وعبرت عن اعتقادها أن التجار يستغلون كل المناسبات(عيد الحب، عيد الام، عيد المعلم،..الخ) لتحقيق مبيعات وأرباح لا يستطيعون تحقيقها في الأيام العادية"، فيما تطالب حنان بالرقابة على هؤلاء التجار الذين يستغلون المواطن دون رحمة حسب تعبيرها.


سورية أهدت ورودها للعالم أجمع، فكان خير رسالة حضارية مليئة بالنقاء والحب، ولازالت رغم مآسيها وأوجاعها مقصد المحبين للسلام.. "سورية موجوعة اليوم والحب يداويها"، فلا تنتظروا من ينشر السلام في بلدكم.. الحل بأيديكم أيها السوريون.. إنه الحب.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=43549