وجهات نظر

الروسي يدفع لتوسيع المشاركة العربيّة في الحلّ...

حسن سلامة


الإعلام_تايم-الديار

تتجه الأنظار نحو أول اجتماع على مستوى عال بين القيادة الروسية والإدارة الاميركية الجديدة، حيث يتوقع أن يجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الاميركي ريكس تيلرسون نهاية الأسبوع المقبل في فيينا على هامش اجتماع منظمة الامن والتعاون في أوروبا، ووفق مصادر ديبلوماسية مطلعة فإن هذا الاجتماع له أهمية خاصة على اعتبار أنه سيبلور طبيعة التعاون المقبل بين قيادتي البلدين بعد وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض. وتوضح أن الاجتماع سيناقش سلسلة واسعة من القضايا المشتركة، بدءاً من التحضير للقمة الروسية ـ الأميركية وإمكانية انعقادها في وقت غير بعيد، الى العلاقات الثنائية، والأوضاع الدولية من الوضع في أوكرانيا الى ملف الإرهاب والملفات الإقليمية الأخرى وبخاصة الوضع في سورية.

انطلاقاً، من هذا الاجتماع، فالسؤال الأول يتمحور حول ما سيتوصل اليه وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة حول ملف الإرهاب والتعاطي المشترك مع الأزمة في سورية قبل أيام قليلة من معاودة مفاوضات جنيف بين الحكومة السورية وأطراف المعارضة المختلفة.

وتشير المصادر الديبلوماسية الى أن الإرباك هو الذي ما زال يميز سياسة البيت الأبيض بعد تسلم ترامب مهامه الرئاسية في اميركا، ولذلك توضح أن هناك أكثر من سؤال ينتظر الاجابة عنه في الاجتماع المنتظر بين لافروف وتيلرسون بما يتعلق بالوضع في سورية وهي:
1ـ كيف سيترجم البيت الابيض تعاطيه مع موسكو بعد المواقف العديدة التي صدرت عن ترامب ومسؤولين أخرين وتشدد على التعاطي الإيجابي مع موسكو وغمكانية التعاون مع الرئيس فلاديمير بوتين.
2ـ ما هي السياسة التي ستعتمدها واشنطن بالنسبة الى الأزمة في سورية، خصوصاً أن الإدارة الجديدة لا تزال تتعاطى مع هذه الأزمة وفقاً للسياسات التي اعتمدتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما؟ وبالتالي عدم تبلور سياسة جديدة لإدارة ترامب حول سورية، إن من حيث المفاوضات التي حصلت في استانا وإن من حيث معاودة مفاوضات جنيف في 20 الحالي بين الدولة السورية والمعارضين، انتهاء بما كان أعلنه ترامب عن العمل لإقامة منطقة آمنة في سورية لإيواء النازحين، خصوصاً أن هذه الدعوة لقيت شكوكاً روسية واعتراضاً حاداً من جانب الحكومة السورية اذا لم تتم بالتنسيق مع الدولة في سورية.
3ـ كيف سيترجم البيت الأبيض ما كان سبق وأعلن عنه من استعداد للتعاون مع روسيا لمحاربة الارهاب بدءا من "داعش" وبالتالي ما هي طبيعة التعاون اللاحق في هذه المسألة؟

لكن السؤال الآخر، الذي لا بد منه : ما هي الاتجاهات المنتظرة في الفترة القريبة المقبلة حول مسار الحل السياسي في سورية؟
في معلومات المصادر أن الامور في سورية أخذت في الأشهر الأخيرة منحى ايجابياً من حيث تطورات الواقع الميداني لمصلحة الدولة السورية، إن من حيث المتغيرات السياسية في مواقف كثير من الدول الغربية والإقليمية والعربية من الوضع في سورية تحدد أهمها المصادر بالآتي:
1- ما حصل من متغيرات في طبيعة مواقف النظام التركي ازاء الوضع في سورية عموماً ومسار الحل السياسي خصوصاً تحت وقع الحاجة التركية الى التعاون مع كل من روسيا وايران والخوف من التمدد الكردي، على رغم وجود شكوك لدى المصادر الديبلوماسية من لعبة المناورة التي تمارسها أنقرة، بما في ذلك إمكان حدوث تغيير سلبي في السياسة الجديدة، اذا ما وجدت تعاطفاً من إدارة ترامب مع توجهاتها بمنع التمدد الكردي وإعادة تسليح المجموعات المسلحة.
2- لقد حصل تبدل إيجابي في مواقف النظام الأردني في الفترة الأخيرة في ضوء الاتصالات الروسية معه، وترجم هذا التبدل في مشاركة الأردن مؤخراً في اجتماع الخبراء في "استانا" لتثبيت وقف النار في سورية، وكذلك تعهد الجانب الأردني للجانب الروسي بأنه سيسعى لدفع المجموعات المسلحة في جنوب سورية (تحديداً في درعا) الى المشاركة في وقف النار ولاحقاً في المفاوضات.
3- إن الموقف المصري في تحسن مستمر من حيث المساهمة في اطلاق الحل السياسي، حيث أن الجانب الروسي يدفع الحكومة المصرية الى أخذ دور أوسع وأكبر في الحل السياسي، حتى أن القيادة الروسية تسعى مع الرياض لإحداث تغييرات في مواقفها السلبية من الحل السياسي للأزمة السورية.
4- إن التشكيلات التي تنتمي الى ما يسمى المعارضة  السورية باتت هي ايضاً في وضع أصعب بكثير مما كانت عليه في السابق سواء المعارضات السياسية أو العسكرية، وبالتالي فمن يرفض مثلاً المشاركة في اجتماعات جنيف في20 الحالي دون شروط مسبقة سيتم استبعاده عن هذه المفاوضات.


من كل ذلك، تؤكد المصادر أن مسار الوضع السوري هو في الاتجاه الغيجابي من حيث وضع الأمور على سكة الحل السياسي، ولو أن ذلك قد يتأخر بعض الوقت. لكن المصادر تقول في الوقت ذاته أنه بغض النظر عن سياسة إدارة ترامب، فمسار الأمور هناك سيكون على وقع "ضابط الإيقاع" الروسي، وتضيف أن مفاوضات جينيف المنتظرة بعد عدة أيام ستكون مختلفة عما سبقها من مفاوضات من حيث المضمون والشروط.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=43499