تحقيقات وتقارير

الزوجة الثانية: "حملوه عنزة.."!!


الاعلام تايم_عروب الخليل
ما بين "مؤيد ورافض".. تراوحت آراء الشارع السوري حول التصريح الذي أدلى به القاضي الشرعي الاول بدمشق الدكتور محمود المعراوي، والذي تناولته التقارير والتحليلات الاعلامية وبنت منه مواداً إعلامية توضح الحقيقة التي بني عليها التصريح والابعاد.
من حق الرجل أن يتزوج من أربعة نساء ولكن بشروط صارمة، أهما أن يعدل"ولن يتحقق ذلك"، ويؤمن الدخل اليومي المناسب للجميع، وفي أيامنا هذه كمجتمع سوري ما زال يعاني من أزمة مستمرة منذ ست سنوات، بات رب الاسرة غير قادر على أن يعيل أسرة مكونة من أربعة أو ثلاثة أفراد، فكيف له أن يفكر ويقدم على وضع زوجة ثانية أو ثالثة على خانة بطاقته العائلية، وخلف ذلك ما خلفه من ترتيبات تكلف الرجل الكثير.
في أيامنا هذه، أيضا أصبحت أحلام  الشباب السوري تمتاز بخصوصية تتبع الواقع المزري الذي آلت اليه أوضاعهم، لسوء الأوضاع المعيشة،  فالتفكير منصب لمن يقدم على الزواج الان (من الاولى طبعاً) على كيفية تحمل تكاليف الزواج، الذي يحتاج إلى نفقات كبيرة، من حيث المسكن، وتجهيزات الزّفاف، وغيرها الكثير.
الخانة الثانية في البطاقة العائلية التي يطلب القائمون على أمور الشرع بفتحها ووضع بيانات الزوجة الثانية ضمنها، تحت مبررات عديدة، تارة بسبب ارتفاع عدد الإناث نسبة للذكور، وبالتالي ارتفاع معدل ما يسمونه(العنوسة)، كأنهم لا يدرون ما الذي تجره من ويلات على أصحاب الجيوب الفارغة.
وفي رصد لمواقع التواصل الاجتماعي للتصريح الذي أدلى به القاضي الشرعي ، وكيف تناوله مرتادو المواقع ذكوراً كانوا أم إناثا، تباينت الردود  التي جاء أغلبها بالرفض لفكرة الزواج من ثانية وخاصة بين النساء، ولم يكن هناك امرأة واحدة تقبل أن تكون لها(ضرة) وتشاركها بزوجها، ومن التعليقات الساخرة لامرأة ثلاثينية حملت صفحتها اسم "الصمت أجمل" تقول إن زوجها بالكاد يستطيع تأمين متطلبات بيته وكتبت تقول ((حملوه عنزة ....))
وقلة من الفتيات علقن بالقبول وبشرط أن يكون ثرياً ويؤمن لهن سكناً مستقلا ويلبي متطلباتها العصرية.
وأما الذكور فكانت بين القبول والرفض والسخرية، فأكثرية الشباب علقوا بالقول "خليني أقدر أتزوج حبيبتي أول ..وعلينا وعليكن خير"، وآخرين علقوا باستحالة تفكيرهم  بالزواج.
الملفت من وافق على الزواج الثاني تحت مبرر الفتوى هم من تجاوز الأربعين والمقتدرين مادياً، ووانصبت تعليقاتهم تحت عنوان "نجدد شبابنا" . 
واعتبر البعض الذين راق لهم تصريح القاضي الشرعي أن التصريح استند لوجود  دراسة تشير إلى أن الرجل الذى يتزوج بأكثر من امرأة وتكون لديه عائلة كبيرة يحظى برعاية أفضل خلال مرحلة كهولته ويعيش لفترة أطول.
أما الامر الذي يتجاهله الكثيرون والذي أدى الى عزوف الكثير من الشباب عن الزواج هو المغالاة في المهور لبعض الآباء الذين يعتقدون أنهم يحمون مستقبل بناتهم، غير آبهين بأنّ الفتاة ستصبح "سلعة"، متناسين بأنه سيكون لهم اليد الطولى في تكريس ظاهرة "العنوسة".
لنبتعد قليلاً عن الصدى الذي أحدثه التصريح المطالب بزواج الرجل من امرأتين، وندعو الى دفع الشباب العازف عن الزواج الى المبادرة في اختيار شريكة المستقبل والبدء بتكوين أسرة صالحة عن طريق مساعدتهم في تأمين فرص عمل، أو انخراطهم في مشاريع تدرعليهم مبالغ مالية يستطيعون من خلالها الاقدام على بناء أسرة.
الزواج من زوجة ثانية ليس هو الحل لما سببته الازمة في سورية من ارتفاع عدد الاناث مقارنة بعدد الذكور في المجتمع السوري، فالامر الذي يعتبره البعض حلا لمشكلة مجتمعية قد يكون أو في الحقيقة سيكون عاملا أساسيا في ولادة مشكلات نفسية واجتماعية معقدة، تؤدي الى تفكيك وانهيار الرابطة الاسرية في كثير من الاسر التي سيقدم المسؤول عن إعالتها على الزواج الثاني.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=43471