تحقيقات وتقارير

من دمشق إلى القدس.. حفل تأبين للبطريرك كبوجي


الإعلام تايم || نسرين ترك _ لمى محمود

سوري الأصل فلسطيني الهوى.. نذر حياته في سبيل الحق مكرساً إياها للقضايا الخالدات.. فجسد بمقاومته قيمة وطنية..  ليقضي سنوات ألم وعذاب في سبيل الدفاع عن الحق وإيمانا بعدالة قضيته..

وفي قلب العاصمة السورية ومن على منبر مكتبة الأسد أقيم أمس الأربعاء، حفل تأبين لروح المطران هيلاريو كبوجي في ذكرى مرور أربعين يوم على رحيله وسط حضور سياسي، ديني وإعلامي ..
وخلال حفل التأبين تمت الإضاءة على مسيرة حياته التي لطالما كانت تخفى عن كثيرين ومغيّبة إعلامياً خاصة مع سنوات عجاف قضاها بعيداً عن بلاده التي نُفيَ عنها..


ابتدأ حفل التأبين بكلمة للبطريرك غريغوريوس لحّام متحدثاً عن حياة الجهاد التي جسّدها فقيد حلب المنتصرة  وفقيد القدس المقاومة كرمز لرجل دين في أهمية وفرادة التزامه بالقضية الفلسطينية، حاملاً همّ الدفاع عن القضية الفلسطينية بكل جرأة واعتزاز وبفصاحته المعهودة، ليغدو بنضاله وتضحياته فخراً لفلسطين وسورية، مؤمناً أنّ السلام في القدس مفتاح سلام الشرق، مؤكداً أن اسمه  سيبقى مشرقاً ينير درب الأجيال القادمة، وفخر في تاريخ المقاومة.


المستشارة الإعلامية في رئاسة الجمهورية، د.بثينة شعبان أكدت أن مسيرة حياته شكلت منارة للأجيال كي لاتضلّ الطريق وسط تعميات إعلامية وسياسية، وهو الذي انخرط بحكمة وعمق في جميع الصفوف، مستمداً إيمانه بالحق في فلسطين من قوة إيمانه بالرب وضرورة إرساء أسس العدل والعدالة لكل الشعوب المضطهدة والمقهورة  فترجم إيمانه العميق إلى عمل دؤوب، ليشكّل بإيمانه وصلابته أزمة للكيان الصهيوني الذي اتخذ أقسى الإجراءات الوحشية بحقّ رجل دين مقاوم مؤمن بتراب فلسطين.

 

كما روى الأب الياس زحلاوي عن بدايتة تعاونه مع المطران الراحل وكيف تعمقت صداقتهما وتجلّت في مواقف كثيرة.. وأشار إلى أنه ومنذ اختار الكهنوت سبيل الحياة مقتدياً بالسيد المسيح، أرادها وقفاً لله وحده في سبيل كل إنسان وسط مجتمعات أسلمت قيادتها لسلطات زمنية ودنيوية، والأب كبوجي اختار مسؤولية تمثيل المسيح بين الناس والمسيحية الحقة التي تعلن أن كرامة الإنسان من كرامة الله.
وأضاف الأب زحلاوي: أنه يوم اختير مطراناً على القدرس عام 1952 عرف بالدليل القاطع واليومي أنماط ظلم مروّع وليواجه معاناة قاسية في كل لحظة، فتضامن مع شعبه اقتداءً بمعلمه.
"سمير الرفاعي" ممثل رئيس دولة فلسطين أشار في كلمته: إلى أن المطران الثائر كان أحد الأبطال الذين عشقوا الأرض والوطن والتاريخ وصنعوا عهداً توارثنا جيلاً بعد آخر، مستعرضاً سيرة حياته النضالية، وختم بتوجيه تحية إلى سورية التي أنجبت أبطال فلسطين.


و على هامش الحفل قالت عضو حزب تيار المردا "فيرا يمين" في لقاء خاص معها لموقع "الإعلام تايم"، أن الأب كبوجي رجل وطني مقاوم ومسيحي بكل معنى الكلمة ليس بالقول فقط إنما بالفعل، ففي زمننا تسقط الكثير من الأقنعة أمام شعارات نرفعها، ليصبح لزاماً علينا اليوم أن نُقرن القول بالفعل، فنحن بحاجة لنكون يداً واحدة لنستعيد أرضنا في وسط تنتشر فيه العمالة والخيانة بدت الحاجة إلى أشخاص حقيقيين نكرس وجودهم ودفاعهم عن قضيتهم الوطنية بإحياء ما قاموا به واستمرارنا على هذا الدرب.


الإعلامي اللبناني "غسان الشامي" الذي أطلق نداء عبر صفحات التواصل الاجتماعي مطالباً فيه القيادة السورية بتكريم للمطران الراحل في وطنه الأم سورية، بعد الجنازة التي أقيمت له في كنيسة شبه خالية في لبنان، امتنع عن إجراء حديث صحفي، معلقاً بالقول: كانت مهمتنا إطلاق النداء ليحدث اليوم هذا الحفل.


الفنانة السورية "ديمة قندلفت"  قالت: كان لي شرف الحضور اليوم لنكون على الأقل شركاء، ومن المؤسف أن جنازة الأب كبوجي كانت خارج سورية ولم نتمكن من الحضور والقيام بأقل واجب له، وأفتخر أنني من بلد يُعزّ شرفاءه وشهداءه.

وأضافت: أتمنى أن أشارك في تجسيد عمل درامي لمسيرة واحد من عظماء التاريخ وكما رسم خلوده فإن سورية و العرب كلهم سيرسمون له هذا الفخر والنصر الذي حققه في حياته.


يغيب المطران كبوجي جسداً ليبقى حاضراً فأمثاله لا يموتون.. هؤلاء يرفدون حياتنا نبراساً كان مثالاً بحضوره ومقاومته وعمله لأجيال قادمة.. علّها لا تضل الطريق إلى الحق.. إلى القدس.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=43431