تحقيقات وتقارير

صندوق أسود للسيارات مشروع ينتظر التبنّي


الاعلام تايم_علي جبور
"الأخ الكبير".. اسم يطلقه الطيارون على "الصندوق الاسود"الذي يرافقهم في جميع رحلاتهم ويتجسس على أحاديثهم وتحركاتهم.. لم يصمم لهذا الغرض وإنما لكثرة ما تتعرض له الطائرات من حوادث(إسقاط، خطف، أعطال فنية،..الخ)قد تتسبب بكارثة إنسانية هائلة.. فعندما ينتشر خبر عن حادثة سقوط لأي طائرة نسمع بأن الاجهزة المختصة تبدأ بالبحث عن الصندوق الاسود الذي لا يعرف عنه الناس الا لونه الاسود.. في حين جاءت التسمية ليس من اللون، إنما من السبب الذي صنع لأجله(اقترانه بكارثة تتسبب بالموت).. إذاً هو لا يحمل اللون الاسود بل يكون لونه براقاً(البرتقالي)المائل للحمرة للتمكن من تمييزه بالنظر.
اذا كانت هذه الحال في الطائرات.. فماذا عن السيارات التي لا تقل حوادثها خطورة والتسبب بكوارث إنسانية.. العثور على الصندوق الاسود يعني التوصل الى الحقيقة، بهذه العبارة بدأ المهندس نور اسماعيل محاضرته التي جاءت بعنوان "أنظمة السلامة والامان للمركبات/الصندوق الاسود/"، مضيفاً أن الفكرة جاءت من تساؤل.. إذا أصبح بإمكاننا معرفة سبب أي حادثة للطائرات.. فلما لا نجرب ذلك على السيارات، فكلا الصندوقين يعطيك تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وقوع الحادث، ويقدم مؤشرات عن ظروفه من خلال تسجيل المعلومات الأخيرة قبل وقوعه.. ماذا كان يعمل قائد المركبة قبل الحادث سواء كان يتحدث بالجوال أو غير ذلك، وقد يقوم الصندوق الأسود بالتقاط الصور بالفيديو مع رصد كافة المعلومات الأخرى المتعلقة بالحادث ويحفظها ويخزنها إذا زود بهذه الخدمة، ولن تضيع المعلومات مهما حصل للسيارة من تلف أو سقوط، وسيكون له دور كبير في فك لغز بعض الحوادث المرورية.
أسئلة عديدة طرحها "الاعلام تايم" على صاحب فكرة الصندوق الاسود للسيارات، الذي ميز بين صندوق الطائرة المعقد ببرامجه والاخر الذي يتم إجراء تجربته على السيارة والذي يمتاز ببساطته، قائلاً: الفكرة جديدة الا أن هناك محاولات وتجارب مطبقة الان على السرعة، فيما قال إن المكان الافضل لصندوقه الاسود هو بين المقعدين.
وعن التطبيق في سورية قال المهندس اسماعيل "نحن نأمل أن تتبنى المشروع شركة محلية ويطرح بالأسواق، وللعلم يمتاز المشروع الجديد بتكلفته القليلة نحو 120 دولار قياساً على الذي يتم تركيبه في الطائرات.. الذي يبلغ ثمنه تقريباً من 10 - 30 الف دولار.
الأستراليون كانوا أول من طور الصندوق الأسود للطائرات بعد أن راودت الفكرة أحد العلماء الأستراليين في أعقاب بداية مرحلة الطيران المدني في الخمسينيات.. فيما الآن أصبحت كل الطائرات مجهزة بتلك الأجهزة التي سمحت لمحققي الحوادث بأن يجدوا أسباباً للعديد من حوادث الطيران، فهل سنشهد اليوم الذي سيأتي بقوانين وتشريعات تطلب من مالكي السيارات تركيب ما يكشف أسرار الحوادث الغامضة التي تتسبب بكوارث بشرية لا تقل سوءاً عن التي تنتج من حوادث الطيران.   

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=43310