وجهات نظر

باختصار: أين سيختفي "داعش"؟

زهير ماجد


الاعلام تايم_الوطن العمانية
عندما نفكر بالحرب الكونية على "داعش"، يظهر لنا على الفور سؤال لا أعرف الإجابة عليه: أين سيختفي هذا التنظيم؟ هل تأكله الصحراء؟ أم يتم قتل أفراده بالكامل وأسر ما تبقى؟ أم أننا أمام معارك مفتوحة معه يتم فيها تصفيته هنا فيولد هناك، وهكذا.
هذا التنظيم يتعرض للإبادة كما هو مفترض، لكنه كلما خسر من قواعده، التحق به جدد من أكثر من مكان، لعل آخرها لبنان، حين التحق به أكثر من ستة آلاف بين لبناني وفلسطيني .. إذا كان اللبناني تعرض لغسل دماغ، فلماذا الفلسطيني صاحب القضية السامية..؟ الفلسطينيون يلتحقون بالآلاف بالتنظيم وهم في الواقع أقرب بكثير إلى الجيش العربي السوري، والدولة السورية التي قدمت عبر تاريخ القضية ما لم يقدمه أحد أو دولة أخرى.
في الموصل يتم اقتلاع التنظيم من أمكنته التي ظنها دائمة لوجوده فيها. هذا التنظيم سيظل يقاوم عبر هجمات مركزة إلى أن يتم خلعه من المنطقة، فأين بالتالي ستكون انتقاله؟ هل إلى دير الزور والرقة؟ أم إلى أمكنة أخرى؟ من الواضح أن شكل المعارك التي يخوضها الجيش العربي السوري سيصل في النهاية لتحرير الرقة ودير الزور وكل سورية، هو قرار لا رجوع عنه، وينبغي أن يكون في رأس أولوية سورية الدولة. فإذا تم إنجاز هذه الخطوة في أي وقت ومستقبل بعيد أو قريب، فأين سيلجأ "داعش" هنالك إصرار عالمي أن لا يبقى منه من يبشر به من جديد، عملية تصفيته ترهب جمعه بكل تأكيد، فإذا صدقت نوايا ترامب وقام بالهجوم على التنظيم، نكون أمام معادلة كبرى ..
الاستراتيجيون يقرأون في المعارك ضد "داعش" على أنه عمل يحتاج لوقت غير مقدر، هنالك فرق بين إزاحته عن مواقعه الحالية وبين اقتلاعه، في الأولى هنالك قدرة لدى جيشينا العراقي والسوري على تحقيق هذه الخطوة، لكنها لن تكون النهائية في كتابة نص تصفيته تماما، وهو ما نسأل عنه على أمل الجواب الشافي.
حدود سورية والعراق تتحمل حال التجييش الدائم للتنظيم، لولاه لما تعاظم، من الواضح أن داعميه ومموليه يشعرون اليوم بفقدان القدرة على إسقاط النظام السوري والرئيس الأسد تحديدا. كل العوامل التي برزت في تاريخ تحولات الجيش العربي السوري والجيش العراقي، إنما هي إدخال نظريات جديدة على الحرب ضده. بعض الميدانيين يؤكدون أن الحركة العسكرية للجيش العربي السوري فاجأت "داعش" ووضعته أمام قتال من نوع آخر، وخصوصا السورية التي خرجت من كلاسيكية الجيش، إلى الجيش الجديد بمهارة قل نظيرها.
لست أبحث عن مناطق نهاية "داعش" وأين ستكون؟ لأن المؤكد أن الحرب ضد التنظيم الإرهابي، رغم الوقت الذي سيأخذه، إلا أنه ستنتهي في النهاية إلى غير رجعة، وهنا سيتم البحث عن اختفاء "داعش" والأماكن التي ستبتلعه تخفيا وبحثا عن مأمن. ما يهمنا في هذه العجالة أن نتمكن من تحرير كامل الأرض منه، وبعدها لكل حادث في مطارحه المقبلة حديث.
وإذا اختفى، فهل يختفي الأهم وهو فكره وثقافته التي تركها ووضعها بين أيدي جيل تم تخريبه بشتى الأساليب؟

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=43287