تحقيقات وتقارير

"ممنوع الضحك".. عدوى أم عادة


الإعلام تايم - خاص


خيرية أحمد


"ليش عم تضحك- في شيء بيضحك بهالدني- حكيتلك شيء بيضحك- ما بتعرف أن الضحك بدون سبب قلة أدب" كلمات وعبارات تتداول أثناء تعامل الناس مع بعضها البعض، لا بل أصبحت روتين وعادة يومية عند بعض الأشخاص متناسين أن الحياة مليئة بالضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية والآلام والآمال والمآسي لهذا هناك أفراد يدركون أهمية استخدام الضحك اللطيف المعبر البريء الذي يُعد أسلوب تنفيسي انفعالي وعلاجي، فهو عنصر هام لاستمرار بقاء الإنسان، ورسم طريق الخير والتفاؤل أمام تقلبات الحياة.


واستشهاداً بمقولة "اضحك تصح" تؤكد دراسات أن الضحك غذاء الجسم والنفس والروح لأنه يساعد على إنعاش القلب كونه يعتبر تمريناً عضلياً يوسع الشرايين والأوردة وينشط الدورة الدموية، ويعمّق التنفس، ويحمل الأكسجين إلى أبعد أطراف الجسم، ويحسن القدرة الجنسية ويحفظ الشباب ويزيد العمر وييسر عملية الهضم ويساعد في حرق السعرات الحرارية، بالإضافة إلى أنه يزيد من نشاط الذهن ومردوده، ويقوي القدرة على تثبيت الذكريات وتوسيع ساحة الانتباه والتعمق الفكري، وبالتالي يصبح المرء أقدر على التخيل والإبداع ودقة التفكير، ويبعث السعادة الداخلية وبالتالي تزداد إشراقة الوجه من جديد بالحيوية والنشاط، ويرفع المعنويات ويستجمع الشجاعة أثناء المواقف الخطرة كالقلق والهلع، ويعمل على صفاء الذهن وعلو الروح خصوصاً للذين يتحملون نوعاً من المسؤولية والضمير. 


كما قيل "إضحك كلما استطعت، فهذا دواء رخيص" حيث أن الضحك يساعد على التخلص من المشاعر السلبية كالغضب والشعور بالذنب والتوتر والألم، ويقوي جهاز المناعة ويمد الجسم بالطاقة، ويُعد الضحك وسيلة للتواصل حيث يعمل على زيادة تفاعل الفرد الاجتماعي وتشاركه مع الآخرين؛ فهو إشارة إلى قبول الإنسان للتّفاعل الإيجابي بينه وبين الآخرين. وقد يكون الضّحك في بعض الأحيان ظاهرةً مُعدية، أي إن ضحك شخصٌ ما قد يحفّز هذا على ضحك الآخرين من حوله.


وانطلاقاً من هذه العبارة "الضحك هو المسكن الوحيد بدون أعراض جانبية" يتبين الدور الذي يلعبه الضحك الصافي المفعم بالحب والحنان والأمل في نفسية المرضى خصوصاً عندما يرسم الطبيب أو الممرض الابتسامة على وجه المريض وهو يتلقى المواساة، فهنا يعتبر بلسماً حقيقياً للشفاء والتمسك بالحياة.


فعندما تراقب طفلاً يضحك ستكتشف بأن هناك لغة هي الأجمل في الحياة وهي مفتاح السعادة وجواز السفر لقلوب الأخرين، كما أنها شعاع من أشعة الشمس التي تبعث الدفء والعطاء في بداية الصباح الممزوج برائحة القهوة الشذية.


فلهذا وتأكيداً على مقولة القدماء "يوم بلا ضحك هو يوم ضائع".. لا تدع لحظات عمركم تضيع بالأفكار والعبارات السلبية بل كون إيجابياً لأنك أجمل عندما تضحك.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=43265