الحدث السياسي

المهندس خميس: الحكومة ستستغل أي فرصة لإيجاد حل سياسي


الإعلام تايم - بيروت


أكد رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس اليوم الخميس 19 كانون الثاني أن الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة على امتداد جبهات المعركة في الوطن ضد الإرهاب تضيف تحصيناَ جديداَ لمشروع الحل السياسي الذي نادت به سورية منذ اللحظات الأولى للأزمة وسعت إليه بكل تفان في حين عارضته دول وحكومات وجبهات إقليمية ودولية وعملت على تغذية الإرهاب ودعمه بالمال والمسلحين.


وفي حديث لمجلة "مرايا الدولية"، قال المهندس خميس: "إن سورية لطالما حذرت من استخدام سلاح الإرهاب مناشدة العالم أجمع مواجهة كل أشكال الإرهاب ووقف أنشطة داعميه ومموليه خدمة للبشرية جمعاء إلا أن السياسة العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها وأدواتها وكما فعلت في السابق وكانت ولا تزال تتحالف مع الإرهاب حيثما ترى ذلك مفيدا لمصالحها وتضربه عندما تعتقد أنه أصبح عبئا عليها".


وشدد المهندس خميس على أن القيادة السورية كان قرارها واضحاً بالحوار السوري السوري المبني على السيادة ومراعاة المصالح الوطنية وبما يقود إلى إرساء السلام وتكريسه بأياد سورية مخلصة وفية ومن هنا كما يلاحظ الجميع أن الدولة ترعى المصالحات المحلية في الكثير من المناطق وبسبب هذه المصالحات عادت هذه المناطق إلى حضن الوطن بل وبدأت ورشات العمل والإصلاح بإعادة البنى التحتية إليها، مشيراً إلى التعاون والتنسيق الذي تجريه القيادة السورية مع الدول الصديقة من أجل تهيئة الظروف السياسية المناسبة لخلق حوار وطني بين السوريين من شأنه إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدهم بعيدا عن أي تدخل واملاءات خارجية.


وأوضح المهندس خميس أن توجه سورية للمشاركة في محادثات الآستانة يندرج في إطار الرغبة الصادقة للحكومة السورية بإيجاد حل سياسي يحقن دماء السوريين ويوحد جهودهم ضد الإرهاب وبغض النظر عن توقعاتنا لمصير هذه المحادثات ومدى جديتها إلا أن الحكومة السورية لن تترك فرصة إلا وستحاول استغلالها لإيجاد حل سياسي للأزمة.


وحول برنامج عمل الحكومة، أشار المهندس خميس إلى أن العمل خلال الفترة الماضية جار على محورين الأول يتعلق بالأولويات العاجلة والتي يتصدرها توفير الدعم الكامل لقواتنا المسلحة في مواجهتها للإرهاب ثم العمل على إعادة تدوير عجلة الإنتاج في القطاعات الاقتصادية الرئيسية والسعي لتأمين احتياجات المواطنين والتخفيف قدر الإمكان من انعكاسات الحرب على حياتهم اليومية، أما المحور الثاني فيتعلق بالعمل على وضع استراتيجيات وطنية في مختلف المجالات من شأنها مساعدة الدولة والمجتمع على تجاوز آثار الحرب وأضرارها الفادحة والسير قدما نحو إعادة إعمار وبناء سورية المتجددة والقوية.


وشدد المهندس خميس على الاستمرار في محاربة الفساد على الصعيد المادي والإداري، لافتاً إلى أن الاستهداف الاقتصادي لسورية لم ينفصل يوما طيلة السنوات الست الماضية عن الاستهداف العسكري لا بل كان هناك تنسيق تام بينهما إلا أن الدولة السورية حاولت عبر الاعتماد على موارد البلاد الذاتية ودعم الحلفاء وفي مقدمتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية التخفيف من حدة تلك الخسائر والعمل على استعادة الاقتصاد السوري لعافيته تدريجيا.


واعتبر المهندس خميس أن صمود سورية خلال السنوات الماضية جاء لأننا دولة قوية ولأننا دولة مؤسسات، لافتاً إلى أن السوريين هم من سيبنون ويعمرون سورية أولا بإمكانياتهم وبقدراتهم التي ما زالت قوية وأي استثمار يأتي من الخارج فسيكون مكملاً وشريكاً ولكن نحن الأساس وقد بدأنا فعلا بالتهيئة للمرحلة القادمة التي نتطلع فيها لإعادة بناء ما هدمته الحرب ولتطوير بلدنا وتعميره، مؤكداً أن الدول الصديقة التي وقفت إلى جانب سورية هي من سيشارك في عملية اعادة الاعمار وهناك جهات باتت مستعدة للدخول باستثمارات كبيرة ومهمة و لكن أيضا هناك سوريون في داخل وخارج البلد أصبحوا أيضا مستعدين للدخول باستثمارات مهمة و حقيقية ومهمة الحكومة الآن هي تهيئة ظروف جيدة للاستثمار تراعي فيها ما خلفته الحرب.


وبخصوص العلاقات مع ايران، قال المهندس خميس: "إن الأحداث والأزمات التي مرت بها المنطقة أثبتت خلال العقود الماضية أن العلاقات بين سورية وإيران هي علاقات إستراتيجية وراسخة وهي علاقات حافظت على استقرار المنطقة لسنوات طويلة وخلال الأزمة التي تمر بها سورية ترسخت أكثر هذه ا لعلاقات عبر وقوف ايران بقوة و صلابة مع سورية في حربها على الإرهاب فدعمت وقدمت الكثير وعلى كل المستويات السياسية والعسكرية و الاقتصادية"، مبيناً أنه وعلى صعيد التعاون الثنائي تجمعنا بإيران العديد من اتفاقيات التعاون وهناك الكثير من الاستثمارات الإيرانية المهمة في قطاعات مهمة وإستراتيجية، وستشهد مرحلة إعادة الإعمار المزيد من التعاون الثنائي في قطاعات الطاقة والاتصالات و الصناعة وغيرها.


وبشأن الموقف الروسي من الأزمة في سورية، أكد المهندس خميس أن هذا الموقف يعكس حرص القيادة الروسية على احترام القانون الدولي وسيادة الدول واستقلالها من جهة والرغبة الجادة بمحاربة الإرهاب ومنع انتشاره من جهة ثانية وهذا على عكس ما تقوم به بعض الدول التي تقدم الدعم المباشر والعلني للإرهاب، مشيراً الى أن الدعم الروسي لسورية لم يتوقف عند الجانب العسكري فالقيادة الروسية سعت إلى محاولة تحريك العملية السياسية وتواصلت مع مختلف مكونات الطيف السياسي السوري وقدمت مبادرات عديدة إلا أن الطرف المقابل كان دائما يضع العراقيل ويسعى إلى إفشال هذه الجهود.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=42946