وجهات نظر

"إسرائيل" و"المعارضة".. حمامة بيضاء أم أفعى داعرة؟؟

طارق ابراهيم


الاعلام تايم_خاص


"والله العظيم وأنا بصلي العشاء اليوم قلت يارب تجي إسرائيل تقصف".. "يا ليل يا ليل ما احلا هل ليله الله اكبرررر.. "فرحة قلبي ليله ولا احلا من هيك تفجير بكفر سوسه وتفجير بمطار المزه".. غيض من فيض التهليل والتكبير بالفرحة التي غمرت أصحاب ومرتادي صفحات ومواقع من يطلقون على أنفسهم "معارضة"، من استهداف محيط مطار المزة بدمشق بصواريخ إسرائيلية لعلّها لا تحمل نفس الحقد التدميري الذي أعمى قلوب وبصائر"الثورجيين السوريين"من مسلحين وسياسيين على بلدهم.


لم تذهلنا ولم تكن مفاجأة حالة الشماتة والفرح وتوزيع القبلات والحلويات التي انتشرت في قرى وبلدات ينتشر فيها المسلحون أو في عواصم تدّعي انتماءها للعروبة، حيث ملئت صفحات التواصل "فيسبوك، تويتر"بالزغاريد طربا، ما إن ظهر خبر استهداف القصف الإسرائيلي لعاصمة عربية، دون أي اعتبار لعمليات التدمير والإبادة اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين.


وكالعادة مع كل اعتداء على سيادة أراضي بلدها تقدم ما تسمى "المعارضة السورية" بطاقات شكر كمكافأة لحليفها المهاجم و شهادة براءة من كل جرائمه بحق الشعب السوري والفلسطيني والمصري واليمني والعراقي و...، فما تسمى بـ"جبهة الإنقاذ الوطني السورية المعارضة" قدمت "خارطة طريق للسلام بين سورية وإسرائيل"، وفق اذاعة الاحتلال الإسرائيلي، تضمنت اعترافا بـ"إسرائيل" وإيجاد تسوية لقضية الجولان والانتقال بالعلاقة الى التعاون والتحالف، كما تضمنت إلغاء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وحل كل فصائل المقاومة الفلسطينية الموجودة على الأراضي السورية".


وآخرون من تلك "المعارضة"، سيزورون "إسرائيل"، وسيتحدثون، عن معارضتهم وثورتهم السامية، وعن إسرائيل في عيونهم أيضًا" أمام الاسرائيليين !!.. وفق دعوة لهم من معهد "ترومان" الإسرائيليّ ، المقرر اليوم(17/كانون الثاني)،فيما سيستضيف قادة للمسلحين، يتحدثون من سوريّة مباشرة من خلال تقنية الاتصال بالفيديو (Video Conference).


حمامة بيضاء أم أفعى داعرة ؟ ( أفعى داعرة ).. تعبير فرنسي يُقصد به الخائن، مثل ينطبق على المعارضة السورية التي تتوسل في كل مناسبة لقادة الكيان باعتبارهم "الامل الأخير"، فهم "يعتبرون تدّخلهم في سورية كقوة تحرير وليس قوة احتلال ".. والامر لم يتوقف عند لقاءات سرية وتقديم تنازلات، بل وصل لحد التباهي الذي ظهر جلياً على"عناتر الثورة" وهم يظهرون على وسائل الاعلام الاسرائيلية وخاصة "القادة السلميين"وهم في مشافي الاحتلال للعلاج، من أمثال عبد الاله البشير والذي عينته "اسرائيل" رئيس أركان لما يسمى "الجيش الحر" خلفا لـ"سليم ادريس"، في وقت سابق من شباط 2014، بعد تقديم العلاج والاجندة التي ستكون برنامج عمله القادم.


كبار المفاوضين في "هيئة الرياض" شكرهم كان سلفاً كغيرهم من الذين ركبوا نفس القطار (بسمة قضماني، عصام زيتون، فهد المصري، أحمد الجربا، كمال اللبواني، والعديد من قادة الجيش الحر والتنظيمات الارهابية الاخرى" العاملة في الاراضي السورية بتنسيق "صهيووهابي"، فالمدعو رياض حجاب التقى وزير حرب اسرائيل الذي تعهّد بدوره استمرار تقديم مختلف أشكال الدعم للمسلحين في سورية بما فيه العسكري والطبي!. فيما المتحدث الرسمي لـ"جيش الإسلام" أعلن عن تعاطفه ومحبته وقادة تنظيمه لإسرائيل، ووعدها بسلام لم تحلم به _حتى من الله_ .


مرة ثانية نكرر ما قاله الخبير العسكري الهولندي فان كوين لمجلة (ميليتري ماغازين).. "لا تختبروا صبر الأسد الاستراتيجي لأنه نفذ بشكل تام وعليكم أيها الإسرائيليون أن تفهموا بأن مستودعات الأمونيا أصبحت في مرمى صواريخ الجيش السوري.. ونصيحتي لكم فكّوا ارتباطكم بتنظيمات مدرجة على لائحة الإرهاب الدولي.. لا تلعبوا بالنار فأدواتكم من مسعوري الجيش الحر والنصرة لن يحققوا أمنياتكم.. أغلقوا حدودكم قبل أن يغلق الأسد قبوركم..".. "إن في ذلك لذكرى" و"لعل الذكرى تنفع ".


وللذين حولوا الموت وفتاوى القتل وإباحة المحرمات الى "ربيع"، وجعلوا الجريمة نضال وبطولة، والتنازل عن سيادة بلدهم سلام وصداقة فليسألوا الاسرائيليين في "ترومان" عن الردود السورية؟ وما إسقاط الطائرة الحربية الاسرائيلية وأخرى استطلاعية في أيلول الماضي والاعلان الاسرائيلي عن اختفائها في سماء غزة عنا ببعيد، ولأخذ العلم الصراعات الدولية ليست رهينة بـ "مزاج الجمهور" والتحرش الاستفزازي الذي يأتي لنصرة الارهابيين كلما علا صراخهم في منطقة قد حسم الجيش السوري أمره بتطهيرها من الارهاب.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=42870