تحقيقات وتقارير

"من حقي اتحمم".. صرخة دمشقية!


الإعلام تايم - ربى شلهوب 

"لم يخطر ببالي أن أضع خطة طوارئ للمياه، كما فعلت للكهرباء والمازوت، وفي حال فقدنا الهواء في المدينة كيف لي أن أضع خطة طوائ لها"، يضحك أحمد المواطن الدمشقي، ساخراً من الحال التي وصل إليها كل سكان المدينة في إطار أزمة المياه التي تعيشها العاصمة دمشق بعد قيام المجموعات الإرهابية المسلحة  بتحويل مجرى الماء عن تغذية العاصمة وتلويثهم لمجرى الماء المغذي لدمشق بالمازوت والمواد السائلة ما استدعى مؤسسة المياه قطعها عن كامل دمشق.

 

روى لنا أحمد معاناته المشابهة لأغلب سكان دمشق مع الماء "أولوية المياه المتبقية في المنزل للغسيل والجلي والشرب، أما الاستحمام فأصبح ثانوياً، لا سيما أننا في فصل الشتاء، فأنا لم أستحم منذ انقطاع المياه عن دمشق واليوم قصدت حمام السوق للمرة الأولى".

 

أما حبيب ابن 32 عاماً وهو موظف يقول " من حقي اتحمم" فلم أجد أمامي إلا حمام السوق الذي لم أقصده منذ 12 عاماً، فآخر مرة كانت يوم زفافي"، ويضيف " أفتقد في منزلي الماء والدفء والكهرباء، فحين تعود الكهرباء تنقطع المياه، وحين تعود المياه، تنقطع الكهرباء، وفي حمام السوق أجد الاثنين معاً".

 

وتقول ريهام وهي موظفة وربة منزل "لم اتمكن من الاستحمام أو غسل حاجات أسرتي منذ أسبوع جراء نقص المياه، فأنا أفضل توفير المياه المتبقية في الخزان والتي توشك على النفاذ، من أجل الاستخدامات الضرورية اليومية".

 

مهند رب أسرة يشتكي أيضاً ولكن ليس من انقطاع الماء فقط بل من الغلاء "هذا مصروف لم يكن بالحسبان ويضاف إلى غلاء المعيشة"، فأسعار صندوق المياه المعدنية المؤلف من 6 عبوات باتت تصل إلى الفي ليرة سورية  علماً أن سعرها الرسمي 650 ليرة سورية، "يا أخي التاجر متلو متل المسلح".

 

وقالت رشا ربة منزل "انقطعت المياه نهائياً منذ ثلاثة أيام وليس هناك حتى كهرباء، نستطيع أن نعيش من دون كهرباء ولكن ليس من دون مياه"، وتضيف "إن عادت المياه بحسب الجدول الذي وضعته مؤسسة المياه ، فهي تعود لوقت قصير وبالتقطير السبب ليس الضخ وإنما بسبب البعض الذين عمدوا إلى التضامن مع المسلحين في قتلنا، ففي بعض المناطق هناك من ركّب ما يسمى "الحرامي" الذي يسرق المياه لاحتكارها هذا ناهيك عن البعض فخزانهم طاف ورغم ذلك لا يشبعون ولا يتركون للآخر فرصة الحصول على المياه".

 

جارتها في الحي تؤكد ما قالته رشا مضيفة" المياه عند جارك بتجي وعندك لاء ولما بتسأل المسؤول بقلك قدم شكوى لكن الضابطة المسؤولة عن مراقبة المواطن لا تأتي إلا بعد أسبوعين وإن كنا نريد حلاً سريعاً فلنتوجه إلى مخفر الشرطة الذي رفض المبادرة دون وجود الضابطة، إذاً نحن عند مين منروح يحللنا مشكلتنا".

 

رشا وجارتها لم تكونا الوحيدتين في الحي فكل أبناء الحي اجتمعوا حول منبرنا الإعلامي ليرفعوا صوتهم علّ شكواهم تصل للمسؤولين، فالكل متضرر جراء انقطاع مياه الشرب، يقول عماد أن المؤسسة قامت بتعبئة خزانات المياه الرئيسية بدمشق من خلال الآبار الموجودة داخل المدينة، لضمان وصول المياه إلى أحياء دمشق، والتأكد من عدم انقطاع المياه بشكل كامل عن أي منطقة، وتوزيع النقص على كافة المناطق لحين الانتهاء من المشكلة، ورغم هذه الوعود" لم نلمس شيئاً على أرض الواقع، بدليل أن المياه لم تصل منازلنا لأكثر من 4 أيام متتالية والبعض منا لأسبوع كامل".

 

الدمشقي العتيق أبو سامر ابن 83 عاماً يقول "عانت دمشق العديد من الحروب لكن حرب الماء اليوم من أبشع تلك الحروب، فأعداء الداخل أخطر من أعداء الخارج" آملاً أن تفضي مساعي الحكومة وما يقوم به الجيش العربي السوري إلى الافراج عن عطش سكان دمشق، مضيفاً " فلتكف الأمم المتحدة عن قلقها وترفع الدول الغربية يدها عن سورية".

 

هذا هو حال المدينة الدمشقية وأهلها الذين عشقوا مدينتهم ورفضوا التخلّي عنها رغم ما عانوا منه منذ بداية الحرب على بلدهم، ويعانون منه اليوم من أزمة مائية سببها مطرقة إرهابيي وادي بردى وسندان تجار الداخل.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=42742