وجهات نظر

باختصار : وعد ترامب !

زهير ماجد


الإعلام تايم- الوطن العمانية

سنة أخرى من البهجة والفرح تعيشها "إسرائيل"، فالحل العربي لم يأت، فالموت العربي هو الباقي وكذلك الخراب النفسي وتدمير المدن، بل تدمير الإنسان وسحق روحه وتخريب الطفولة المهيأة لأن تكون أجيال المستقبل.

 

كل صباح "إسرائيلي"، يعادل سنة فرح من عمر "إسرائيل"، لا حاجة بعد اليوم لمنازلتها لأن العرب منشغلون بحزنهم الدفين الذي يحتاج الخروج منه عشرات السنين، عملاً وبناء ما تهدم وغسلاً للقلوب والأدمغة. هكذا يصحو نتنياهو، ليرى في التلفاز ما حلم به وما رآه في يقظته من أمس عربي متهدم.

 

لكن رئيس وزراء العدو الصهيوني له يومه المبهج الآخر، الذي يعيش على آماله، بعدما وعد الرئيس الأميركي ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، ويعتقد نتنياهو أن الوعد سيتحقق فيما فشل العديد من رؤساء الجمهوريات الأميركيين السابقين من تحقيقه رغم وعودهم أيضاً. فهل يتجاوز ترامب جميع من سبقوه في الرئاسة، فيما جزء كبير من العرب يعيش أزماته الوجودية، وقسم آخر متجانس مع "إسرائيل"، فليس من رافض إذن، وليس من قادر على الكلام ولا يملك حنجرة ، بل أن الواقع الإسلامي مغيب تماماً، وهو كذلك في كل المناسبات.

 

رئاسة أوباما التي بقي لها عدة أيام في موقعها، عبر عنها وزير الخارجية جون كيري رافضاً وعد ترامب في نقل سفارة أميركا إلى القدس، لكن الكوميديا الحزينة ما أدلى به الرئيس الفلسطيني محمود عباس برفضه أيضاً الوعد، فكرة لن يعيرها ترامب أي اهتمام، بل قد يسخر من رؤيتها على الشاشات ، فعلى حد علمه أن فلسطين مجرد عنوان لواقع غير موجود.

 

وعلى افتراض أن ترامب حقق وعده ونقل السفارة بالفعل، فهل يملك العرب غير الشجب لدقائق، وبالطبع فإن المسلمين في العالم في حالة نيام طويل. وستكون هنالك بالتالي مفهوم أمر واقع، فلقد تغيرت أيام العرب، من كانت لهم أصوات راعدة يدافعون اليوم عن مصيرهم الوطني، وهم مشغولون به تماماً، وأما الحلف القديم مع أميركا ، فسيظل يتمرن على الكلمات المتقاطعة منقوصة منها حروف "إسرائيل".

 

هي سنة "إسرائيل" إذن، عام يضيف إلى الكيان الصهيوني رغبة الفرح الغامر الذي يعيشه على امتداد السنوات الست التي مرت، ولولا الحسابات المتناقضة اتجاه امكانيات حزب الله ، لكانت دنيا "إسرائيل" في أوج أيامها المغمورة بذاك الفرح الذي كلما جاءت الالتفاتة إلى الحدود مع لبنان كانت شهقة المنغصات قائمة.

 

فهل يحقق ترامب وعده، مع أن القراءة فيه متضاربة، منهم من يرى صعوبة تحقيق الأمر وكل رؤساء أميركا قالوا الفكرة ذاتها وعند التنفيذ وجدوا صعوبة بالغة، وقد ينطبق هذا الأمر بالتالي على ترامب الذي لابد أن بعض الأصوات داخل جماعته تحذر منه همساً، أما البعض الآخر فيرى أن هذا الرئيس سيتجاوز كل الخطوط الحمر، بل كل الألوان وسيضع المنطقة تحت سقف جديد، أبرزه قضية سفارة بلاده، ومعنى القدس بالتالي في قاموسه وفي فهمه.

 

لاشك أن العالم سيودع خلال أيام نهجاً وفهماً أميركياً مختلفاً عما هو قادم إلى البيت الأبيض .. فهل ما قاله ترامب في جولاته الانتخابية يعمد إلى تنفيذه، أم أنها مجرد كلمات هوائية، فقاقيع ليس أكثر، والقضايا داخل الحكم غيرها خارجه.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=42612