وجهات نظر

الناس عطشى في دمشق.. ما الحل؟؟؟

طارق ابراهيم


الاعلام تايم_خاص

استوقفتني نكتة يتناقلها المواطنون على صفحات التواصل وحتى في الجلسات العامة، أين ستقضي ليلة رأس السنة.. السؤال بديهي ودائما يتكرر في الاسبوع الاخير من كل سنة.. أما هذه السنة.. فالإجابات معظمها _اذا لم تكن كلها_ كانت.. "بدي دور على مي لاتحمم، اغسل تيابي، طلعت ريحتنا"..  "لاليل ولانهار عم نوقف بحث عن المي بالشوارع، الحدائق، حتى نشرب ونطبخ".. "راس هي السنة طلع مقمل صرلوا عشر أيام بلا حمام".. فالمورد الرئيسي لسكان دمشق وبعض ضواحيها يستخدمه إرهابيون "هبوّا لنصرة الشعب"، كورقة رابحة لتحقيق أمنياتهم ببقائهم في مناصبهم للتحكم برقاب العباد.. فكانت آخر إبداعاتهم حرمان هذا الشعب من نعمة يستوجب محاسبة من يمنعها في كافة الشرائع والقوانين أشد أنواع العقاب.

من ظن أن ذنب الكلب يستقيم يوما هو واهم.. ومازالت إبداعات عباقرة "الثورة المأجورة" مستمرة..  آخر إبداعاتهم تنفيذ تهديداتهم المستمرة منذ خمس سنوات بقطع الماء، عبر تفجير وتفخيخ وتلويث مصدر المياه الرئيسي "نبع الفيجة"،  الى المدينة وضواحيها وبالفعل نفذوا وعيدهم.. الناس عطشى في دمشق .. وما عليهم (الذين منعوا فضل الماء)إلا أن يتحملوا لعنات فعلتهم .. 

الرؤوس التي ملئت إجراما، كيف يتخيل عاقل أنها ستكون قدوة حسنة للناس وقادة لهم في الفكر الديني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي؟.. ثلة من المتمردين عديمو الضمير والاخلاق، لكل واحد منهم شاهد من أهله، يصفونهم كما كانوا، وليس كما أصبحوا، فالذي اختلف على الناس أن أولئك الذين هتفوا لحرية مزيفة درسوا أصولها الفكرية في بلاد تحرم أبناءها من حقوقهم الفكرية والعقائدية والاجتماعية وتتدخل في أدق تفاصيلهم ليكونوا على مقاسات نظام عبوديتهم الحديث، فقط المظهر الخارجي.  

أي "ثورة سلمية" تمر في تاريخ الشعب السوري؟ وكيف اقتنع بعض السوريون باحتضانها؟ وهم يعلمون أن من تولى المطالبة بحقوق ظنوا أنها تنقصهم، مجرد زعران متمردين ومجرمين بشهادة أهلهم، فعندما هبّ أولئك صفق لهم البعض أيّما تصفيق ظنا منهم أنهم يحملون السعادة على أكفّهم، وسيطوفون بها منازل السوريين ليوزعوها عليهم بالتساوي.. وما دروا أنهم سيحرمونهم من أبسط حقوقهم التي كفلها لهم الشرع والقانون الانساني والاعراف الاجتماعية والمواثيق الدولية، هذا طبعاً بعد إنجازات أذهلت البشرية.. من أكل الاكباد وقطع الرؤوس وشيّها على النار الى الاحراق والاغراق والوأد والتفخيخ والتفجير.

الى أي عصر.. الى أي دين.. الى أي شعب.. ينتمي هؤلاء السفاحون الذين يفخخون أبناءهم ويقتلونهم بحجة "الجهاد" وقد غفل أولئك الذين"لا يعرفون من الاسلام الا اسمه ومن القرآن الا رسمه" أنهم إن كانوا لا يصونون أمانة وضعها الخالق بين أيديهم فكيف يدّعون حرصهم على أبناء الشعب السوري والادعاء بأنهم يبذلون الغالي والرخيص لتخليصه من العذابات والذل..

لن يفوتنا أن ثلة أيضاً، استفادوا مما فعله هؤلاء الارهابيون، فاستغلوا الواقعة استغلالاً يندى له الجبين، مصدر ثراء وفرصة لن تأتي بها الاقدار مرة ثانية.. هم أنفسهم تجار الأزمة الذين يكملون دور الارهابيين في قتل المواطن.

ورغم كل التصريحات، فكان رأي المواطنين الذين التقينا بهم في شوارع دمشق، يطالبون بالقضاء على الارهابيين وقطع يد كل من تسول له نفسه العبث بقوت الشعب من مسلحين وتجار ومستغلين.. الحلول الإسعافية برأي الكثيرين لا تكفي لأن على الجهات المختصة "قطع رأس الافعى وذيلها معا"، حتى يستطيع المواطن درء خطر العطش والامراض التي ستنتشر من جراء نقص الماء.. "نريد حلاً".. عبارة ينتظر الرد عليها ملايين المواطنين في دمشق.. ونحن معهم من المنتظرين!!

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=42478