وجهات نظر

أوباما و....السيناريو الأخير

نبيه البرجي


الاعلام تايم_الديار
غداة قرار مجلس الامن الدولي حول الاستيطان، قيل إن الملياردير اليهودي شيلدون اولسون كاد يقتحم البيت الابيض بالسكين، وهو الذي أطلق عبارات هائلة ضد باراك اوباما...
قال "إن تراباً كثيراً سينهال على هذه الجثة التي لا تزال على قيد الحياة". وقال أيضاً "العراة لن يجدوا حتى مكاناً لذبابة في التاريخ". أيضاً وأيضاً «في اللحظة القاتلة اراد تذكيرنا بأنه آت من الادغال".
إنه، على كل حال، "رجل ما بعد فوات الاوان". موقف سامنتا باور في المبنى الزجاجي في نيويورك لا يغير شيئاً. ولا يعني شيئاً. لقد فات الاوان أيها السيد الرئيس. الرئيس الذي قدم لإسرائيل ما لم يقدمه أي رئيس آخر.
هو الرئيس الذي يأخذ بنصيحة مدير الاستخبارات القومية الذي استقال اخيراً جيمس كلابر. لا يكفي تقويض "النظام" في سورية. الدولة أولاً و...أخيراً.
على هذا الاساس، وبعد سلسلة من التجارب المرة مع المعارضة، وتذكرون أنه أنفق 500 مليون دولار لتشكيل فرقة مقاتلة، والنتيجة بضعة مقاتلين "لا يصلحون لحراسة خزان مياه". ها أن الرئيس الاميركي يعلن اعتزامه تسليح المعارضة (أي معارضة؟) بالأسلحة. بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات...
المعارضة في ادلب تحت إمرة "جبهة النصرة" (فتح الشام)، وفي دير الزور والرقة تحت إمرة تنظيم "داعش". وفي درعا يلعب "الاخوان المسلمون" على كل الحبال. هل حقاً أنه أعلن ذلك رداً على الاهانة التي وجهها اليه فلاديمير بوتين حين أدار ظهره لواشنطن، وقرر تسوية الازمة السورية بترتيب "استراتيجي" مع تركيا وايران؟ اسألوا جون كيري الذي استيقظ ضميره فجأة وهو يلفظ أنفاسه الاخيرة...
عادة من الآداب (او التقاليد) الرئاسية في الولايات المتحدة أن يتحول أي رئيس في المائة يوم الاخير، من ولايته الى بطة عرجاء، بطة عرجاء بكل معنى الكلمة، كي لا يورط خلفه في أي موقف يتعارض مع فلسفته السياسية أو الاستراتيجية على السواء...
إعلانه تسليح المعارضة، وعقب معركة حلب، ومع الاتجاه الى المفاوضات السياسية، فُهم هكذا في واشنطن، كما في موسكو، إعلان الحرب على...روسيا!
هذا الكلام يتقاطع مع كلام يردده بعض بقايا "المعارضة" في اسطنبول، بالوجوه البالية إياها، من أن مسؤولاً في مجلس الامن القومي الاميركي أبلغهم بأن اوباما أخذ برأي الصقور في إدارته، لا سيما وزير الدفاع آشتون كارتر وجنرالات البنتاغون، حول مفاجأة من العيار الثقيل ضد الجيش، وضد الدولة، في سورية...
هؤلاء المعارضون يؤكدون أن الصواريخ المضادة للطائرات، وكذلك صواريخ أخرى أرض - أرض بدأت تصل الى عدد من الفصائل عبر الاردن، لا بل إن الحديث المتداول في الاروقة الخلفية يشير الى أن دولاً عربية صدمت بإغفالها والاتجاه الى التسوية الثلاثية، أعدت، بالتنسيق مع واشنطن، "السيناريو الاخير" لتوجيه ضربة الى سورية تعيد ترتيب المعادلات على الارض.
الحديث إياه يشدد على أن اوباما لن يغادر البيت الابيض الا وترك وراءه "أثراً"، كما لو أن تلك اللعبة اللولبية في سورية وحول سورية، والذي أدى الى تدمير المدن، والقرى، بل والذي أدى الى تدمير المجتمع السوري، لا تكفي...
في نظرنا فات الاوان على كل هذا. حتى ما يسمى بـ"الجيش السوري الحر"، وهو جيش "اصطناعي" ابتدعته مخيلة رئيس الاستخبارات التركية لم يتمكن من التقدم خطوة واحدة في مواجهة تنظيم "داعش" لولا الدبابات، ولولا الطائرات، ولولا المدفعية، التركية...
الرجب طيب اردوغان الان في ذروة الارتباك كما في ذروة القلق بعد رفض الولايات المتحدة مساعدته جوياً في القتال ضد "داعش". أين هو الجيش التركي "الثالث اطلسياً" وماذا فعل به اردوغان ليظهر عاجزاً عن احتلال مدينة صغيرة مثل الباب؟
أميركياً، الاردن جاهز وهو البديل. ولكن الا ينصح الانكليز. وهم عرابو المملكة، بترك الملك عبد الله الثاني يعالج مشكلاته الهائلة. أي مشكلة جديدة قد تجعل من الاردن سورية أخرى وعراق آخر...
ماذا يقول رئيس ما بعد فوات الاوان؟!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=42418