وجهات نظر

للمعارضين فقط: أمريكي تخلّى عن جنسيته وطالب باعتقال خونة الكونغرس .. لماذا؟؟

نارام سرجون


الاعلام تايم
هذا نموذج فريد من الثورة المضادة الأخلاقية حيث يهاجر العالم الى أمريكا لنيل شرف الانتماء الى الدولة الأفضل في العالم ويموت دونها في البحار مئات الآلاف.. ويأتيك المهاجرون وهم يحملون جوازات السفر الامريكية ويتبخترون عندما يزورون أقاربهم في الوطن ويعاملونهم على أنهم أدنى درجة لأنهم عادوا من أمريكا وقد ارتقوا حضاريا وأخلاقيا وسياسيا.. ويعظونهم مواعظ الديمقراطية ويتباهون أنهم يمارسون حق الانتخاب الذي حرم منه العرب.. ويهزون رؤوسهم أسفا على أننا لاننعم بما يتنعمون به من حرية بلانهاية ومتعة اللعب بصناديق الانتخاب..
لكن كين أوكييف هذا المفكر الامريكي الثائر يسير في الاتجاه المناقض لهؤلاء البسطاء من العرب الامريكيين وكل المهاجرين حيث يعلن تخليه عن الجنسية الاميريكة لأنها عار عليه ولأن الامريكي يخضع لأبشع أنواع الاستغلال ولايوجد من يحميه من عنف السلطات الامريكية التي تقتل من تشاء وتعتقل من تشاء وتعدم من تشاء في محاكم عسكرية وسرية تحت مظلة الدستور الامريكي الذي يخول الرئيس وادارته كل الصلاحيات .. وكين أوكييف يدعو بشجاعة الى اعتقال هؤلاء الخونة في الكونغرس والادارة الامريكية الذين وقفوا مثل الدجاج يصفقون لنتياهو خوفا منه ..
ولعل تفسير كين اوكييف للعنف في الشرق الاوسط هو من أقوى الآراء التي تجاهر بما نعرفه عن سورية .. فهو يضع كل مايحدث في الشرق الاوسط من عنف باسم الربيع العربي وكل الضحايا والجرائم برقبة المشروع الصهيوني الذي يريد بناء اسرائيل الكبرى التي لاتكبر الا بازدياد منسوب الكراهية والعنف بين مكونات الشرق الاوسط وارتفاع منسوب الدم والأشلاء.. فكل هذا الدم تسفكه اسرائيل بيد التنظيمات الاسلامية من أجل مشروعها .. ويستغرب أوكييف كيف يمكن أن يصدق الناس أكذب وأوقح ساسة العالم الذين هم ساسة الغرب..
هذه شجاعة لاتوصف من قبل حر حقيقي وليس مثل الأحرار الصناعيين البلاستيكيين المعارضين السوريين والعرب عموما.. الذين يتملقون أمريكا وحريتها هم يعلمون تمام المعرفة أن هناك أحاديث لايسمح لهم بالحديث فيها والاعلان عن آرائهم فيها والا فإن القوانين الرادعة بانتظارهم وصلاحيات الامن بلاحدود في اعتقالهم واختطافهم ومحاكمتهم وإعدامهم .. ولذلك يلتزمون حرفيا بكل التعليمات الصارمة ..
الثورجيون والمعارضون العرب طبعا اذا سمعوا هذا الكلام سيستغربون ويصابون بالدهشة ولاشك أنهم سيتهمون هذا الرجل بأنه عميل روسي أو شبيح أو من جماعة ولاية الفقيه الايرانية .. لأن المعارضين جميعا أيضا دجاج من دجاج المشروع الصهيوني .. لهم عقول الدجاج .. وقلوب وشجاعة الدجاج .. وأصوات الدجاج .. ويريدون أن يقودوا الأمة .. ولكن في حلب عرفوا أن الدجاج دجاج .. والأسود أسود .. وكل خونة الكونغرس الذين يجب اعتقالهم فعلا لم يقدروا أن يفعلوا شيئا .. خوفا على اسرائيل .. لأن الحرب على سورية تعني حربا اقليمية وستعني الحرب على اسرائيل .. وهم لايجرؤون على المس باسرائيل ..
سؤال ساذج: كم مواطنا أميريكا من أصل عربي ومسلم يعلم أن أمريكا تحرق بلاده وتقتل شعبه وتهين دينه ورسوله .. لديه الشجاعة أو الاستعداد أو حتى التفكير بالتخلي عن جنسيته الأمريكية احتجاجا؟؟ أنا أعرف الجواب .. فهل تعرفون .. ؟؟

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=42282