وجهات نظر

على موعد مع....العجائب!

نبيه البرجي


الاعلام تايم_الديار
هل هي قبائل يأجوج ومأجوج، وقد تسللت، من مكان ما في الغيب أو من مكان ما في الزمن أو حتى من مكان ما في الخرافة؟
آشتون كارتر قال إن قواته قتلت 50 الفاً من مقاتلي "داعش"، و سيرغي شويغو قال إن قواته قتلت 35 الفاً. باحثون دوليون في التاريخ، وفي الاستراتيجيا، يسألون كيف لذلك الرجل الغامض (أبو بكر البغدادي)، وبتلك الايديولوجيا الملتبسة بل المجنونة، أن يستقطب مئات الاف المقاتلين من أصقاع الدنيا ويذروهم في سورية والعراق؟
لا ريب أن هناك المليارات التي دفعت من أجل زعزعة الوضع في العراق، عقب سقوط نظام صدام حسين وقيام نظام بديل يعاني الكثير من الخلخلة السياسية والطائفية، ومن أجل اجتثاث الدولة السورية وإقامة نظام تابع لهذا البلاط وذاك..
ولا ريب أن أجهزة استخبارات معروفة جداً بذلت جهوداً هائلة لاستقطاب المرتزقة، والمجانين، والمهمشين، والشتات لغايات جيوسياسية أو لاستعادة امبراطوريات لم يعد لها موطئ قدم في القرن...
هذا كله لا يفسر سبب ذلك الزلزال البشري الذي شاهدناه في سورية على امتداد السنوات الست المنصرمة، في حين أن شاشات كثيرة (وقادرة) وصحف كثيرة (وقادرة) لا تزال تراوح  عند تلك النقطة في الحديث عن "الديكتاتورية" أو "الوحشية"، دون أن تنظر في المشهد، وحيث عشرات الالاف الذين تم استجلابهم، ومن ثم توزيعهم من ريف درعا الى ريف دير الزور، ومن ريف حمص الى ريف دمشق، ومن ريف حلب الى ريف اللاذقية...
في البداية لم يكن هناك سوى "حزب الله" وصمدت الدولة حين كان رجب طيب اردوغان، وبلهجة الباب العالي، وبمعطيات وضعها أمامه رئيس جهاز استخباراته، يعطي الرئيس بشار الاسد أسبوعاً أو أسبوعين للرحيل.
الخطة كانت هائلة، تفجير عشرات بل مئات الجبهات أمام الجيش السوري الذي كان يعاني من ثغرات بنيوية كثيرة، وبالرغم من ذلك كانت حالات الانشقاق محدودة (إلا اذا اعتبرنا مناف طلاس الفيلد مارشال مونتغمري) والاكثر إثارة هو أن أجهزة الاستخبارات التي قدمت إغراءات مذهلة لم تتمكن من تحقيق انشقاقات في السلك الديبلوماسي...
حتماً ليست عبقرية "الخليفة"، بل أموال أسطورية انفقت، وجهود أسطورية بذلت، من أجل إزاحة "النظام" في سورية، ودون أن يتنبه اللاعبون العرب والاقليميون الذين غلب عليهم من جهة، منطق القبيلة، ومن جهة أخرى منطق السلطنة، مدى الحساسية الجيوستراتيجية لسورية في المعادلات أو في التوازنات، الدولية، ناهيك عن قواعد الاشتباك...
الان، يحكى عن التراجيديا البشرية في حلب. حتماً التباكي ليس على الناس، وهناك ست سنوات من المآسي على أنواعها وفي كل الارجاء السورية، وليس على الموقع الاستراتيجي (من الناحية التقنية)، وانما لأن معركة حلب أحدثت تغييرات دراماتيكيا في قواعد اللعبة...
ها هم الاتراك يلتقون مع الروس والايرانيين، وفي نقطة ما سيكون اللقاء بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب بعد 20 كانون الثاني المقبل حول الخارطة (الجيوستراتيجية) أو حول المعمارية الاستراتيجية الجديدة للشرق الاوسط...
الحديث عن تحولات مثيرة في المشهد الدولي والاقليمي، لا مجال للتكهن بالتفاصيل، وإن كان الكلام عن الصفقات التي يغيب عنها العرب (بعد كل تلك الرهانات والمليارات). والمثير أن يحكى الان عن دور لمصر في الخارطة الجديدة ما دامت قد عرفت كيف وأين تتموضع في اللحظة المناسبة...؟
غضب لدى بعض الانظمة العربية لما آل اليه الوضع في سورية. هل المسألة تقتصر على الغضب أم أن ثمة انعكاسات مدوية للتطورات السورية على هذه الأنظمة التي لن تجد سبيلاً (للبقاء) سوى مد الايدي الى القيصر؟ شيء من هذا بدأ فعلاً، ووراء الضوء...
قريباً، أنتم على موعد مع ... العجائب!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=42280