وجهات نظر

باختصار .. صمت له معنى : وماذا بعد نصر حلب ؟

زهير ماجد


الاعلام تايم_الوطن العمانية
هو هدوء العاصفة اذا اعتبرنا أن الحرب على سورية تبدو الآن أمام خيارات القادم وهي عديدة. من أين نبدأ، سؤال برسم القادة الذين يملكون الخطط الكبرى .. الانتصار في حلب متغير كبير لابد أن يترك وراءه قراءة دقيقة لدى الطرف المهزوم سواء في الميدان أو على جبهة الدعم والتمويل والمخطط .. كما أنه يدفع المنتصر نحو نصر آخر لابد منه أيضا، ولهذا التأني في الخيارات، بل هو سلوك المحارب الذي له راحته، وهي في الحقيقة وقفة تأمل وليس راحة لما هي المرحلة الأخرى أو المرحلة التي يمكن لها أن تفتح على مراحل.
الروسي قدم جردة حسابية في مافعله تقريباً، ليس مساهمة منه، بل هي معركته، ونصر السوري نصره، والحلم القادم حلمه، والطلة الدائمة للرئيس بشار الأسد، قيمة متبادلة مع الاطلالة التي لا تغيب للرئيس بوتين. التكامل بين روسيا وسورية وإيران لم يعد قابلا للنقاش، في صميم الحرب على سورية يصنع هذا الحلف تاريخا ويكتب في الميادين بلا أسرار التعاون بينهم، بعدما اتخذ طريق العلنية منذ أن شنت الحرب على سورية وصار المحاربون ضدها بهذا النفر الذي يستفز الوجدان.
ليس هدوء إذن ما نراه، بل هو حسابات أهل الحساب، من أكل الضربة على رأسه مازال يعاني دوخة وعدم توازن وبحاجة لإعادة المشهد من أوله كي يتعرف على سبب خسائره، في حين أنها واضحة وضوح الشمس، ولا لبس فيها، سوى أنه هو لم يعرها انتباها، ولم يرد الاصغاء الى ما تعنيه الشام وأسلوب تاريخها ومن يقودها تكون الشمس في جبينه وحتمية انتصاره قائمة أبدا.
لا شك أنه سيجرب حظه في أماكن أخرى، هؤلاء يديرون قواعد اللعبة بالمكائد وبالحقد والضغينة. من المؤكد أن سقوطهم في حلب وهي مرسومة على وجوههم وعلى صمتهم، هو ما سيزيدهم حقدا ومزيدا من التجربة الفاشلة.. سيصرفون مزيدا من المال الذي تجاوز مئات المليارات، وسيزيدون من حجم الإرهابيين ومن عددهم، وسيأخذهم حقدهم الذي يدفن شيطانا في قلوبهم الى متابعة المعركة، وسيحاولون نسيان السقوط المريع في أجمل المدن السورية وأكثرها تاريخا، وكيف قتل الروسي لوحده حسب اعترافه 36 ألفا من الإرهابيين المسلحين مع كل إضافاتها وهم من صناعتهم.
هنالك فرصة سلام بعد حلب، قالها الروسي والسوري والإيراني وحسن نصرالله، لكن الحاقد سيضيعها، سيغلب على أي تفكير منطقي وقويم، وسيعود الى الميدان العسكري تحت فكرة الثأر من حلب، لكنه سيخسر حتما، وتلك مراهنة على المستقبل.
في عيد ميلاد السيد المسيح، حيث الاحتفالات امتزج فيها النصر بالمناسبة، مازالت الدعوات الى طاولة الحوار قائمة، قالها المنتصر ويرددها، أما الخائفون من السلام فلن يرتدعوا، ولذلك سيحصدون هزيمة كاملة بعد أن تتراكم الهزائم المتعددة .. الأفضل لهم أن يخرجوا بقليل من ماء الوجه بدل أن يحصدوا هزيمتهم الشاملة والمؤكدة.
للنصر في حلب معناه في أن يفهم الخاسرون أن غاياتهم في استمرار الحرب على سورية باتت بلا أهداف بعد انكشافها بالجملة، وعليهم بسرعة القرار، فخير الأمور طاولة ستكون الحل عاجلا او آجلا.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=42278