الإعلام تايم-الوطن بدهي القول إنه ما دام الشيطان وراء الباب. فإن إغلاق النوافذ لن يغير شيئاً. والمؤكد أن العقل الإمبراطوري الغربي يسعى جاهداً بواسطة الإرهاب المعولم إلى استعادة شمس إمبراطورياته التي غابت أو تكاد. فيقيم على طرفي ثنائية دعم الإرهاب والاستثمار فيه، لتكون العودة أشد وحشية، وفقاً لطبيعة هذا العقل الإمبراطوري، سواء من حيث نزوعه الاستعماري المريض، أو من حيث وسائل تنفيذه الإرهابية التي تستهدف الحقوق الوطنية السيادية للدول والشعوب. وإذا كان التاريخ الحديث سجل مقدمات سوداء لهذا الفعل الاستعماري مثل وعد بلفور المشؤوم واتفاق سايكس بيكو سيئ الذكر والصيت مضافاً إليها غزو العراق وليبيا. لكنها بلغت حدود التماس الحارقة. والعودة إلى أحلام الإمبراطوريات الغاربة مستحيلة في سورية بعد أن وضعت الإرهاب بكل مسمياته على طريق القضاء عليه نهائياً عبر صمودها الوطني وانتصارات الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحليف الروسي وقد شكل الانتصار على الإرهابيين في معركة حلب بانعكاساته العسكرية والسياسية محطة مفصلية على الصعيدين الإقليمي والدولي. ولعل القارئ لمجريات الحرب التي تقودها إدارة أميركا على سورية منذ قرابة ست سنوات بات على يقين بأنها وحشية بمختلف المقاييس كحال الإمبراطوريات التي أفل نجمها مستخدمة فائض القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية لديها بهدف تسعير الحرب وقتل المبادرات والحلول السياسية للأزمة في سورية. ما يؤكد طبيعة العقل الإمبراطوري ونهجه لاستعادة زمنه الراحل والرديء. الأمر الذي يقف وراء الدعوات المشبوهة لعقد جلسات طارئة متتالية لمجلس الأمن الدولي، وأشكال الابتزاز والتضليل والتقارير المفبركة التي قامت بها واحتضنتها وروجت لها كل من فرنسا وإنكلترا وأميركا انطلاقاً من موقعهم أعضاء دائمي العضوية في المجلس، بهدف دعم الإرهاب وتوفير مظلة سياسية لجرائمه، إضافة إلى التشويه المتعمد للمواقف السياسية السورية والروسية التي تحارب الإرهاب دفاعاً عن أمن واستقرار سورية والمنطقة والعالم. وعليه لم يكن مفاجئاً أن تسعى دول وأشباه دول تابعة في تحالف أميركا الداعم للإرهاب لتسخير مجلس الأمن والمنظمة الدولية في خدمة مصالحها السياسية وأحلامها الإمبراطورية الاستعمارية عبر أدوات متعددة من التنظيمات الإرهابية بعد أن أخرجت أميركا جني الإرهاب من القمقم ودعمته سياسياً وعسكرياً وفق اعترافات الوزيرة كلينتون الخاسرة في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتحاول جاهدة تحجيم وتشويه الدور الذي تقوم به كل من روسيا والصين الدائمتي العضوية في مجلس الأمن وقد أعلنتا بوضوح حاسم مواقفهما على المنبر الأممي تجاه مسائل مهمة لا تقبل التراجع أو الجدل وفي المقدمة منها:
ولعلها بلا شك مسائل وضعت عودة الأحلام الإمبراطورية الغربية على حدود التماس لجهة الاستثمار بالإرهاب والبناء على تداعيات جرائمه الكارثية. كما مهدت الطريق أمام مجلس الأمن لإصدار القرار 2253 المتعلق بمحاربة الإرهاب وتجريم التعامل معه. والقرار 2254 القاضي بحق السوريين وحدهم بتقرير مستقبلهم بقيادة سورية عبر حوار سوري- سوري دون شروط مسبقة أو تدخل خارجي أو مقعد للإرهابيين على طاولة جنيف أو أي طاولة أخرى في أي مكان ما يعني أن سلاح الإرهاب الذي يدعمه التحالف الدولي بزعامة أميركا. وقد تأكد فشله سياسياً وعسكرياً بانتصار الجيش السوري وحلفائه في معركة حلب لم يعد بمقدوره أن يكون بديلاً ناجعاً لسلاح التهديد النووي الذي فقد ميزته نظراً لنتائجه المدمرة للجميع. الأمر الذي يفرض ضرورة التوجه نحو الواقعية السياسية في مواجهة القضايا والأزمات الساخنة. ما جعل توجهات الرئيس الأميركي المنتخب ترامب باتجاه التعاون المفترض مع روسيا وكذلك العمل معها لحل الأزمة في سورية على قاعدة محاربة الإرهاب. تحدث خللاً سياسياً داخل إدارة الرئيس أوباما والقوى الداعمة للإرهاب، يمكن قراءة أهم مؤشراته بما يلي:
ولا جدال بأن هذه المؤشرات تشي بأن عودة العقل الاستعماري الإمبراطوري مستحيلة على خطوط التماس بعد أن أفصح الانتصار على الإرهابيين في معركة حلب عن متغيرات قادمة سياسية وعسكرية على الصعيدين الإقليمي والدولي حيث أصبح تسييس القضايا بضاعة فاسدة، كما يمكن واقعياً القول إن الانتصارات السياسية والعسكرية لخيارات السوريين جيشاً وشعباً بقيادة الرئيس بشار الأسد، متواصلة بإنجاح المصالحات، كما أنها مستمرة في محاربة الإرهاب حتى القضاء عليه والتصدي لأجندات داعميه والمستثمرين فيه، دفاعاً عن أمن وسلامة سورية وحقوق السوريين السيادية، ما يعني أن انتصار حلب ستشرق شمسه في تحرير تدمر من جديد. وإن غداً لناظره قريب. |
||||||||
|