وجهات نظر

خارطة الطريق السورية.. إنها المسامحة والمصالحة!!!

طارق ابراهيم


الاعلام تايم_خاص
مجزرة بعد مجزرة ومذبحة بعد مذبحة يرتكبها "مبعوثو واشنطن" والخليج بحق الشعب السوري.. ومجلس أمن لا يكل ولا يمل من تصويب الاتهامات للدولة السورية، وقد عمي بصره عما يفعل "شذاذ الآفاق" الذين حملوا سلاحهم وما تيسر لهم من دولارات كثمن لتخريب "بيوتهم بأيديهم"، ونشر فوضى ما بعدها فوضى في المجتمع السوري، رسمت خططها أقبية الاستخبارات الغربية والموساد، ومنظمات حقوقية وضعت على عاتقها الدفاع عن "مجندين" من أسياد رأسمالها في الغرب والخليج، عند كل "ملحمة" يفشلون في تحقيق هدفها.. وترجم في بياناتها من حرصوا على إنسان الوطن قبل حجره ونادوا بالتسامح والتصالح.


بمن نبدأ بدعاة المنابر الدينية الذين كانت لهم اليد الطولى في التجييش والتحريض على الاقتتال، وتدمير تركيبة النسيج الاجتماعي السوري التي تغنت بها كل مجتمعات العالم، أم بدعاة المنابر السياسية الذين رضوا بما قسمه لهم زعماء ما يسمى "أصدقاء الشعب السوري" من كسرات مناصب أو دولارات أو حياة رفاهية مؤقتة ووعود مزيفة..  


منذ البداية كانت الدعوة الى المصالحة والتسوية جاهزة ولكن بين السوريين أنفسهم دون تدخل أي طرف آخر، وبهذا الخصوص صدرت العديد من مراسيم العفو  (مازال مفعولها سارياً) ليستفيد من غرر بهم دعاة المنابر "الجهادية" أو أعمت أبصارهم حفنة من الدولارات أو"مجاهدات النكاح".. والكثيرون استفادوا وعادوا بعدما تيقنوا بأنهم كانوا مجرد أدوات لتخريب العيش المشترك والنسيج الواحد في مجتمع تعددت أطيافه وألوانه الدينية والسياسية، وهم الان ينخرطون في الحياة الاجتماعية، ومنهم من قرر "الجهاد العكسي" على من لبس عباءة الدين ليحرض السوري على قتل السوري.


"ادعوا الى السلم".. "العفو عند المقدرة".. "اذهبوا فأنتم الطلقاء".. تلك عناوين مصالحات وتسويات نفذتها الجهات المعنية في الدولة وتنفذها اليوم، قاطعة الطريق على كل من يصوبون الاتهامات للجيش السوري بأنه يقتل ويدمر، وعلى أصحاب العمامات الذين اعتبروا أن ما يجري في سورية هو نصرة لله ولدينه.. إذاً من أين جاءت تلك العناوين؟ أليست من صلب الدين الذي يدّعي "دعاة الجهاد" في الشام تمثيله؟.. والفرق بين من يدعو الى السلم ومن يدعو الى الحرب ما بين السماء والارض.. أليست "حالقة الدين" التي هي أساس عقيدة أولئك هي الفتنة التي يدعون اليها لإفساد "ذات البين" السورية؟.. هذا ديننا وهذه إنسانيتنا وهذه سياستنا التي ندعو اليها للحفاظ قدر المستطاع على ما تبقى من وطننا.. أما أولئك الوعاظ فعليهم أن يتخلوا عن إنسانيتهم ونداءاتهم المصطنعة لتحرير الانسان إن استطاعوا.. وهم على يقين تام أنهم كلما حاولوا أن "يوقدوا ناراً للحرب يطفئها الله".


تجار الديمقراطية، وحقوق الانسان، والعدالة الاجتماعية في مجلس الامن الذي بات لعبة وأداة لتدمير للشعوب الرافضة للهيمنة الاميركية والغربية وخادماً للنفط السعودي والقطري لم يعد يجدي نفعا، فازدواجية أخلاقه باتت مكشوفة للرأي العام العالمي وللسوريين قبل غيرهم الذين يعلمون أن مايسعى له المجلس "الموقر" الآن هو إبقاء حالة الكراهية والفتنة بين السوريين لتدمير ما بقي من عمارهم الفكري والحضاري وبنيتهم التحتية، والهدف الذي رفع عنوانه عاليا "حفظ الامن والسلم الدوليين" هو عنوان عريض لانتهاك الشعوب الآمنة التي تعادي اسرائيل ليس لمجرد العداء وإنما لأنها اغتصبت حقوق الانسان العربي وقتلت وشردت وهدمت تماما كما يفعل أدواتها اليوم في سورية وغيرها من الدول التي اجتاحتها "ثورات برنارد هنري ليفي".


الذين نادوا بالحريات "المزورة"، وحولوا سورية الى ميدان للفتنة الطائفية للتنفيس عن أحقادهم، ونزعاتهم الانتقامية، باتوا مكشوفين للعين السورية بكافة أطيافها.. فسوريتهم أوصلها الى هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في التاريخ الحديث إغراءات السلطة والمال لأدوات الاستخبارات الغربية والاميركية.. وما عليهم (السوريين) الا الدعوة لنشر التسامح والغفران و المصالحة الوطنية، و الترفع عن كل الأحقاد والتطلع الى المستقبل.. للنهوض بسورية جديدة يسودها الحب والوئام والعدالة الاجتماعية والحريات واحترام حقوق الانسان، والاهم من ذلك كله لاستعادة دورها الحضاري في بناء الانسانية.. كفاكم تعويل على غرب بديمقراطية وحريات مصطنعة، وأعراب حرموا أبناءهم من أبسط حقوق الانسان.. سورية تنتظر نهوضكم أيها السوريون.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=42125