الإعلام تايم - الأخبار لم تُخفِ إسرائيل قلقها من "مرحلة ما بعد حلب". انتصار الرئيس السوري بشار الأسد والحلفاء، من شأنه أن يسرع الاستحقاقات التي راهنت تل أبيب طويلاً على إمكان إبعادها أو حتى إنهائها. القلق على حلب وصل إلى حد أن يطالب عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في الحكومة، الوزير ارييه درعي، رئيس وزرائه بضرورة الإسراع بطلب انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن، للنظر في ما سماه، "المجازر في حلب".
الوزير درعي، الذي بنى وآباءه بالفعل دولتهم على عظام وجماجم الشعب الفلسطيني وأطفاله ونسائه وشيوخه، وما زال، يطالب العالم ـ زوراَ ـ بمنع قتل الدولة السورية لأبنائها... والأنكى أنّه قارن ما قال إنها "عمليات قتل رضّع ونساء حلب"، بالهولوكوست النازي ورواية الإبادة اليهودية.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان "مواجهة في الأفق"، أشارت إلى أنّ الاستحقاقات بدأت تقترب من إسرائيل في أعقاب انتصار الجيش السوري في حلب، ونقلت عن "مصدر إسرائيلي مسؤول" قوله إن التطور الأكثر أهمية هو تعزز قوة نظام الأسد، إذ إنه بات يسيطر الآن، أو يقترب من السيطرة، على أغلبية المدن الكبرى، بما يشمل دمشق وحماه وحمص وحلب. وهذا يعني من منظور إسرائيلي "اقتراب اللحظة التي يقرر فيها إرسال قواته العسكرية بأعداد كبيرة إلى مدينة درعا في الجنوب، وهي المدينة الأقرب إلى الجولان، وحينها سيقترب حلفاؤه، إيران وحزب الله، الأمر الذي يعرض إسرائيل للخطر".
وإذا كان مقاربة "يديعوت أحرونوت"، المستندة إلى موقف صادر عن "مسؤول إسرائيلي"، هي مقاربة لمآل مستقبلي، لكنها تختصر "الديباجة" الإسرائيلية للمرحلة التي يقرر فيها الجيش السوري التوجه للحسم جنوباً، وهو توجه يضع إسرائيل أمام خيارين: التدخل السافر لتغيير مسار انتصار الدولة السورية في الجنوب، رغم أنه خيار محفوف بالمخاطر، أو التسليم بانتصار أعدائها وانتشارهم على حدودها، بما لا يتوافق مع مصالحها.
من جهتها، أشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن أحد أهم تداعيات "سقوط" حلب، أنه يدفع الأسد إلى مزيد من الصلابة، إذ "مع سيطرة الجيش السوري على المناطق التي كانت خاضعة للمتمردين في حلب، لم يعد هناك أي سبب يدفع الأسد إلى الموافقة على وقف إطلاق النار، أو الانضمام إلى أي عملية سياسية". وأضافت أن "المتمردين فقدوا مع الهزيمة في حلب قدراتهم وتأثيرهم، وإذا بقي لديهم جيوب هنا وهناك، في شمال شرق الدولة وجنوبها، إلا أنّ قوتهم ضعيفة جداً، ولا تسمح لهم بالتأثير والحسم". |
||||||||
|