وجهات نظر

خطأ مطبعي..و"مختل عقلي" في قضية اغتيال الحريري

طارق ابراهيم


بدأت المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري جلساتها الافتتاحية الثلاث بتصحيح خطأ مطبعي .

أرقام هواتف لمواطنين لبنانيين تم اعتمادها من الادعاء العام للمحكمة كوثائق إدانة ضد المتهمين، من بينها الرقم (3159300) العائد للمواطن خليل فرح، وهومواطن لبناني، موظف ليس له علاقة بالقضية لا من قريب ولا من بعيد .. اذاعة رقمه على الملأ وأمام الرأي العام على انه متهم بهذه القضية كاد يتسبب في انهيار عصبي لجميع أفراد أسرته، ولا تزال آثار الصدمة عليهم جميعا رغم إعلان الادعاء العام في المحكمة في لاهاي أن خطأ مطبعياً جاء بالرقم الخطأ الى مطالعة الادعاء، وبعد اتصالات عديدة من اصحاب وغرباء وجدوا في هذا "الخطأ المطبعي" مثارا للسخرية والتهكم حتى انهم رأوا فيه نكتة 2014، قرر المواطن أن يرفع دعوى قضائية على المحكمة المنعقدة.

في الوقت نفسه ظهر المدعي السويدي "عبد الباسط بني عودة" الفلسطيني الجنسية على تلفزيون الجديد بعد صمت دام نحو عشر سنوات، معتبراً نفسه الوحيد الذي يعرف من قتل الحريري، مدعيا امتلاكه لمعلومات وأدلة تثبت ادعاءه، بمتابعة تفاصيل هذا "الخطأ المطبعي" وذلك "الشاهد الملك الصامت"، يمكن ان نفسر صحوة الضمير هذه بعد عشر سنوات من الصمت من خلال ثلاثة احتمالات، إما أن يكون القاتل الذي قد قصّر في دفع المال فأراد بني عودة ابتزازه، أو أن يكون أوعز إليه آل الحريري - او من وراءه من امتداداتهم – ليوقظ ضميره في هذا الوقت بالذات بهدف زيادة الضغط على المقاومة باعتبار المتهمين لهذا الموسم كانوا من حزب الله خلافا لما جاء في مطالعة الادعاء منذ عامين تقريبا حيث كان المتهمون من "الشقيقة" سورية، والاحتمال الثالث هو أن الوحي السماوي اختاره مبعوثاً ليكشف الحقيقة، وهذا امر غير مستبعد في ظل ما يسود المنطقة من ربيع اسلاموي تتحقق فيه المعجزات.

في اتصاله مع الاعلامي اللبناني جورج صليبي في برنامج "الاسبوع في ساعة" أعلن "المختل عقلياً" كما وصفه الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، أنه سيكشف اسم القاتل ولكن في برنامج "للنشر" مع الاعلامي طوني خليفة مبررا ذلك بانه "لايوجد اعلامي عربي بنزاهة خليفة"، بعد ساعة من الكلام المتواصل مع طوني خليفة، لم يضف بني عودة على ما يقوله فريق 14 أذار أو أيا ممن يصطف الى جانبهم سواء دوليا او اقليميا أي شيئ يذكر، وربما كان اصراره على الحديث في برنامج الزميل خليفة عليه وليس له، ففي كثير من الاسئلة أحرجه خليفة ليكتشف كذبه في نهاية المقابلة ..  ولعل من أطرف ما قاله الشاهد الصامت منذ عشر سنوات (بعد ان صحى ضميره طبعا) انه اجتمع في اليونان مع مسؤوليين سوريين .. ليفاجئه خليفة بان المحكمة أكدت بعد تحقيق مطول أنه لم يزر اليونان قط..

ومما قاله كذلك "لا أعرف أحداً من آل الحريري ولا يهمني أمرهم"،  وعندما سأله خليفة لماذا لم تتصل بآل الحريري؟.. قال: اتصلت ببهية الحريري وعددا من أفراد العائلة لاخبرهم بتحضير عملية لاغتيال رفيق الحريري..

من قتل رفيق الحريري ؟..سؤال ردده خليفة أكثر من عشرين مرة .. ليجيب بني عودة "أملك تسجيلات ومعلومات" لكن لا معلومات ولا تسجيلات ولا شيئ جديد،  ليختم خليفة في نهاية الحوار بأن بني عودة كغيره من الشهود السابقين أمثال زهير الصديق وهسام هسام في القضية ذاتها، يدعون معرفة القاتل، ثم لا تلبث أن تختفي آثارهم دون تقديم أي دليل.

وبعد أسبوع من الانتظار أرسل بني عودة وثائقه وتسجيلاته متهماً رجلاً يقول أنه "قيادي في حزب الله " ليتبين بعد انتهاء عرض الحلقة الماضية من برنامج للنشر أن المتهم هو مواطن لبناني يعمل في محل لتصليح الاليات الثقيلة ..

بني عودة هذا حارت مخيلته فادعى أنه عميل زرعته استخبارات منظمة التحرير الفلسطينية في قلب الكيان، ثم ادعى انه التحق بالموساد ويعرف ما لا يعرفه أحد عن خططه، وأنه بعد دخول لبنان هرباً من الموساد يخطط للتوجه الى أوروبا على اعتبار "أوروبا محصنة من عملاء الكيان الاسرائيلي" على حد زعمه.

إلا أن ما أثار حفيظة خليفة وربما من يتابعهما أن بني عودة لم يخبر أحداً عن الخطة التي تتيح لعميل مخابرات مزدوج وربما أكثر أن يظهر على شاشات التلفزة ويتبجح بهكذا كلام وهو واثق من أنه لا يغامر بنفسه .

طارق ابراهيم

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=4175