وجهات نظر

لك الله أيها الاقصى.. دعاة"الجهاد" مشغولون بـ"النكاح"!!

طارق ابراهيم


الاعلام تايم_خاص


انتظرنا وطال انتظارنا.. لعلّ مفتّي ودعاة "الجهاد" تنبض فيهم عنتريات الخروج على الشاشات ويدينون القرار الاسرائيلي بمنع الآذان في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة القدس.. ولكن هيهات..


اعتقدت أني لن أتناول هذا الموضوع لأني توقعت أن يجتمع عشرات العلماء والمنظّرين والوعّاظ ليخرجوا بـ"بيان استثنائي" يهاجمون من يعتدي على شعيرة من شعائر، يعتبرون أنفسهم هم حماتها، وفي مكان له من القداسة والرمزية ما يكفي للمطالبة برفع "راية الجهاد" لتحريره ممن يعتدون عليه صباح مساء.. رصدنا ما يتداوله أولئك الذين خرجوا بـ"بيان طويل عريض" لـ"الجهاد" في "شام الرباط" عندما قررت روسيا التعاون مع دمشق بطلب الاخيرة، للقضاء على مبعوثي أولئك الدعاة من حملة راية الارهاب، فانتفضت فيهم حمية الجاهلية والعصبية ورابطة الانتماء.. فـ"مفتي جهاد النكاح" محمد العريفي مشغول هذه الايام بشؤون "الولاية والقوامة" على المرأة و"تعاليم النكاح".. يحاول أن يجد المبررات الشرعية لنفسه، كيف لا وهو الآن غارق في "جهاده" مع بنات أصغر من بناته.. وعلى خطاه داعية مصر محمد حسان.. أما القرضاوي مازال يحرض المصريين على "الجهاد" ضد جيشهم..


عندما أحرق المسجد الأقصى 21 آب عام 1969، قالت رئيسة حكومة الاحتلال غولدا مائير .."لم أبت تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستُسحق، لكن عندما حلَّ الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق.. وأدركت أن باستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه " أمة نائمة ".. هي لا تدري أن النفط العربي(حيث يرقد أهل الفتوى والجهاد) لا يصلح إلا "أن يراق تحت أرجل الجواري".. وباستطاعته هو فقط  تدمير ما عجزت عنه مؤتمرات الصهيونية وندواتها وبروتوكولاتها.. هي أدركت ومن تعاقب بعدها على رئاسة حكومة الاحتلال أن "الجهاد" ضد الاحتلال لن يحدث "حتى يلج الجمل في سمّ الخياط".


ليست المرة الوحيدة التي أُحرق فيها الاقصى فهو لايزال يتعرض للإحراق حتى يومنا هذا لكن بأشكال متعددة.. اقتحامات يومية وحفريات مستمرة وتهويد وهدم ومصادرة بيوت وملاحقة واعتقال المقدسيين.. وعبارات عنصرية "لا كلاب ولا فلسطينيين..." على أبواب المحلات والمسابح ونوادي الترفيه الاسرائيلية.. واليوم قرار منع الآذان.. تظاهرات وانتفاضات و"عنتريات ما قتلت ذبابة".. هنا استوقفتني قصة قصيرة حصلت في بداية "الثورة السلمية" في سورية التي كان يجتمع قادة مطالبها الاصلاحية في الشمال اللبناني وفي فنادق جونية مع ممثلي المحيسني والقحطاني والجولاني.. لاستجلاب "الرجال والسلاح".. سئل أحد الرجال القادمين من ليبيا، حيث باب "سوق نخاسة التجنيد" كان نشطاً  في تلك المنطقة ومفتوحا على مصراعيه.. وببشرته السمراء وصوته الاجش الغريبان، أجاب: "جئنا لتحرير الاقصى في الشام"..


في وقتها كان منظرما يسمى "ثورات الربيع العربي" يوسف القرضاوي يقول عن الجهاد ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي.. "لا ضرورة ولا واجب شرعي لفتح باب الجهاد في فلسطين حاليّا لأنّ الله يختبر صبر المرابطين في الأراضي المقدّسة"، فيما "الجهاد" يجب أن يكون الان في سورية لتحريرها ولاحقا في مصر لتحريرها وكذلك في اليمن؟!!!


وبالتزامن يخرج حملة "راية الجهاد في فلسطين" من قادة "حماس".. فهذا رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، القيادي البارز في الحركة عزيز الدويك.. ينادي بأولوية دعم الارهابيين في ما أسماهم "المعارضة السورية" في معركتهم ، على أي انشغال آخر، بما في ذلك الجهاد في فلسطين، باعتباره أولوية مستعجلة".!!!!.. تلك الاولوية التي كشف سببها كتاب "سر المعبد.. الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين"،  للكاتب المصري ثروت الخرباوي الذي بيّن الكثير من القضايا الغائبة عن أعين الناس، لـ"الإخوان المسلمين" التي لا تقيم أي اعتبار للدولة الوطنية أو تحرير فلسطين.


ولابد هنا أن نذكر بعض الخطوات التي تحدت القرار الاسرائيلي، فهي اقتصرت على قام به المسيحيون المقدسيون في الأرض المحتلة ونواب عرب في الكنيست الاسرائيلي، فالمسيحيون صعدوا الى أسقف كنائسهم، ورفعوا الآذان عبر مكبرات الصوت، تضامنا مع أشقائهم المسلمين.. المطران عطا الله حنا أكد عدم التخلّي عن فلسطين والقدس حتى لو تخلّى عنها كل العرب، وسيظل الآذان في القدس المحتلة عاليا قويا، وستبقى أجراس الكنائس أيضا.. وقبله راعى كنيسة اللاتين في القدس المحتلة الأب مانويل مسلّم الذي أعلن قائلاً "نحن العرب المسيحيين الآذان في القدس شرف لنا ومن دونه لا شرف لنا كفلسطينيين، وسنتجاوز الاستنكار إلى مقاومة القرار، فمدينة القدس لها طابع ديني مِيزتُه الآذان والأجراس منذ 1400 سنة".


"موعدنا حين يجيء المغيب.. موعدنا القادم في تل أبيب".. "نصرٌ من الله وفتحٌ قريب".. والكلام ليس لداعية جهاد أو مفكر عربي أو قائد في حماس إنما لـ"شاعر المرأة"!! نزار قباني الذي منع من الدخول الى حيث يرقد ويتحصن أولئك في فنادق الخليج.. إذاً مع صمت ألسنة "دعاة الجهاد" عما يجري في الاقصى، ما علينا إلا الانتظار لنرى"لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا"..  وما عليهم إلا أن "لا يلعنوا السماء‏.. إذا تخلت عنهم.. كما لعنوها عندما باءت محاولاتهم "الجهادية"في تحقيق النصر في سورية..‏ ولا يلعنوا الظروفْ‏.. لأن نفطهم استحال لـ"خنجرٍ" على رقاب السوريين والعراقيين واليمنيين والمصريين.. وسيبقى "يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=41487