وجهات نظر

الضفة الغربيّة ضفتان

نبيه البرجي


الاعلام تايم_الديار


الفلسطينيون ضحايا الاسرائيليين أم ضحايا العرب أم ضحايا... الفلسطينيين؟
وصولاً الى النتيجة القاتلة "العرب ضحايا العرب". خلاصة حديث مع رجال أعمال فلسطينيين وينظر بانوراميا الى ما يدعوها بالنكبة الثانية: خروج الفلسطينيين من (وعلى) الفلسطينيين...
في نظره، وبعدما اتصل وتواصل كوسيط مع سائر الافرقاء، أن القضية الآن في درجة ما تحت الصفر. تحول الصراع من صراع فلسطيني - اسرائيلي الى صراع فلسطيني - فلسطيني ليس باليوم البعيد الذي نرى فيه الضفة الغربية ضفتان. ضفة شمالية وضفة جنوبية.
لم الاستغراب؟ قطاع غزة افترق عن الضفة الغربية، والضفة الغربية افترقت عن قطاع غزة.
سلطتان، وحكومتان، وجيشان، وشعبان. وتراشق بالتهم، وأحياناً تراشق بالقنابل، ودخول عبثي في لعبة المحاور. فلسطينيون هنا وفلسطينيون هناك. ثم ذلك الوقوع الايديولوجي (المضحك المبكي) في جاذبية المال.
حين يصبح الفلسطينيون شعبين، لماذا لا يصبحوا مثل اللبنانيين، ومثل السوريين، ومثل العراقيين شعوباً وقبائل. هنا لا سني ولا شيعي، بل إنها اللعبة الابدية التي تلاحق العرب.
رجل الاعمال الفلسطيني يقول إن هناك في الاقليم، ولأسباب جيوقبلية، وجيوسياسية، من لا يزال يراهن على استخدام القضية الفلسطينية على أنها "المفتاح المقدس" للمنطقة "من زمان، ضاعت  مفاتيح بيوتنا، وضاعت مفاتيح المنطقة".
في نظره، أن حكومة بنيامين نتنياهو تراهن على تفتت الفلسطينيين أكثر فأكثر. حتى الديناميكية السياسية والديناميكية الدستورية فارقتا الحياة من عهد بعيد. استبقي محمود عباس كتمثال من الشمع ليكون الحارس الديبلوماسي للبقية الباقية من السلطة، في حين أن محمد دحلان يستقطب القبلية الفتحاوية أكثر فأكثر. بعد فترة من الزمن يتوج محمود عبد الحميد عيسى (اللينو) أميراً على مخيم عين الحلوة، بل وعلى مخيمات لبنان..
يرى رجل الاعمال الفلسطيني أن التصدع العربي، وبذلك المدى الدموي المريع، لا بد أن تكون له تداعياته الفلسطينية. من زمان والاستخبارات الاسرائيلية تخطط لتفجير الصراع الداخلي "تصور أن الانكليز الذين كانوا وراء وعد بلفور ينبهوننا الان الى إعادة ضبط الايقاع لأن الاسرائيليين لن يكتفوا بتجميد العملية التفاوضية، بل إن رهانهم يذهب الى أبعد من ذلك بكثير".
يسأل "من يضـبط الايقاع"؟ أبو مازن في ذروة الترهل واللافاعلية، ودحلان الذي له عرابوه العرب، وغير العرب، لا حدود لطموحاته، ولكن أي طمــوحات؟ هل يعيد إحياء انتفاضة الحجارة أم يدفع بحرب السكاكين الى الداخل الاسرائيلي؟
يقول إن لديه معلومات ومعطيات كثيرة عن التجاذبات الاقليمية حول الزعامة الفلسطينية، من يساندون فريق عباس يقولون إن الضفة والقطاع ذاهبان لا محالة الى الافتراق الاخير اذا ما آلت القيادة الى دحلان.
وفريق دحلان يؤكد أنه الرجل الذي يستطيع أن يعيد الوحدة بين الضفة والقطاع.
في رأيه "أن كل شيء يوحي بالتشاؤم بل وبالموت» ربما لان هناك رؤوساً كبيرة تخطط لتدمير الوضع الفلسطيني برمته من أجل نقل سكان الضفة الغربية الى  دولة هجينة تقوم بين سورية والعراق"....
رجل الاعمال الذي له علاقاته الاقليمية والدولية يؤكد أن ما يتحدث عنه مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان حول انهيار الخرائط القديمة أو الشائخة إنما يلحظ تسوية القضية الفلســطينية فـي إطــار المعــمارية الجديدة لدول (ودويلات) المنطقة...
عنده لا يختلف دونالد ترامب عن أي رئيس أميركي آخر، لا يوجد في الشرق الأوسط سوى الاسرائيليين، الآخرون سقط المتاع!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=41385