الاعلام تايم

التراجع عن تصدير جلود الأبقار من أهم القرارات الصائبة والسريعة التي تداركتها  وزارة الصناعة بعد موافقتها المشروطة على تصديرها، والموضوع منذ تاريخ الموافقة حتى التراجع عنه لم يستغرق أياما وهذا شيء لم نعتد عليه بحكوماتنا السابقة ، فبالأساس نحن نستورد الجلود لحاجتنا الماسة لها بالصناعة فجلود الأبقار التي تنتجها سورية لا تتعدى نسبتها 15% من إجمالي احتياجات الشركة العامة للدباغة، وهذا يعني أن مستورداتنا من جلود البقر كبيرة جدا، وقرار السماح بتصدير جلود الأبقار كأنه لتصدير الأنواع الفاخرة من جلودنا المنتجة محليا بمراحلها الأولى.

القرار الصائب الذي من المفروض أن تتخذه وزارة الاقتصاد هو منع تصدير الجلود بكل أنواعها لصالح صناعتنا المحلية والسماح باستيراد جميع مستلزمات المواد الخام لصناعة الجلود لأن هذا القرار سيعمل بالنتيجة على زيادة القيمة المضافة بتصنيع الجلود، وسيؤدي الى توظيف الكثير من الأيدي العاملة السورية وكذلك من شأنه أن يطور صناعة الجلود السورية وخاصة الأحذية والثياب والحقائب وغيرها، وبمواصفات جيدة ومنافسة وبأسعار مقبولة بدلا من أن نستورد ملابسنا وأحذيتنا من الخارج ومعظمها مصنعة من البلاستيك والمشمع وبمواصفات رديئة.

وقد مرت صناعة الجلود السورية بمرحلة صعبة جدا حيث كان المسلخ الفني العائد لشركة اللحوم يؤمن 3 ألاف جلد غنم يوميا ولكن بعد إلغاء الشركة العامة للحوم وإلغاء حصر ذبح الأغنام في المسلخ الفني العائد للدولة انخفض الإنتاج من 700 ألف جلد سنويا الى 65 ألف جلد، وكان 80% من إنتاج الشركة من الجلود يصدر للأسواق الخارجية _ تركيا – ايطاليا وغيرهما وحاليا غالبية المعامل التابعة للشركة لا تعمل بـ 15 % من طاقتها.

خلاصة القول أن هناك لجنة وزارية تم تشكيلها من رئاسة مجلس الوزراء وكان من أهم أهداف هذه اللجنة هو السعي لزيادة الصادرات السورية المتميزة والتي لها باع طويل وعريق للأسواق الخارجية.. واستمعت اللجنة لرأي الصناعيين وحضرت أحد مجالس الإدارة للمدينة الصناعية بعدرا الذي ترأسها المحافظ رئيس مجلس الإدارة.. والذي ركز الصناعيون فيه على تقديم تسهيلات لهم وتقديم الدعم الكافي لعملية الصناعة برمتها لتستطيع صناعتنا إعادة طرق أبواب الأسواق الخارجية بقوة وبنفس الجودة ولإعادة الحياة للكثير من صناعاتنا وأيادينا العاملة وقيمنا المضافة والحفاظ على موادنا الخام من تصديرها بأسعار بخسة...الخ....وليس الى إعادة تصدير المستورد وقصقصة أجنحة الصناعيين.. ودمتم.