وجهات نظر

"للبيت رب يحميه".. من العدو الحقيقي لـ"مكة"؟

طارق ابراهيم


الاعلام تايم_خاص
"للبيت رب يحميه".. لو عبّر آل سعود عن غضبهم من ادعائهم باستهداف مكة بالصواريخ بهذه العبارة.. لكانت كفيلة بقدوم "الابابيل" (التي قضت على جيش ابرهة الحبشي الذي كان ينوي تدمير الكعبة قبل 1445 عاما (لتفتك باليد التي قصفت والرأس الذي فكر.. لكن لأنهم استغلوا المسألة لإثارة مليارات من البشر لتأييدهم في تصفية ما بقي من أطفال اليمن.. فالأمر لا يحتمل التفكير.. أي من البداهة أن يكتشف المتأمل أنهم انطبقت عليهم مقولة "الحماقة أعيت من يداويها".. لا بل الغباء الذي اعتبر السعوديون أنهم تخلصوا منه بحبة الفهم التي صنعوها من "بول الابل".. زمن الخادم الحقيقي (عبد المطلب(جد الرسول ولى وهو الذي قال تلك العبارة المشهورة وكله ثقة برب البيت، أما "الخدم الحاليين"، إن صح التعبير استغلوا ذلك البيت لأغراض سياسية وشخصية وهنا تكمن قمة الوقاحة السعودية.


نحن ولا أي مسلم أو حتى غير مسلم في العالم يرضى أن يتعرض المكان "الرمز" الاكثر قداسة في العالم ( مكة المكرمة( أي إهانة أو اعتداء مهما كان نوعه.. ولسنا بصدد الدفاع عن أي شخص أو قوة تفكر بالاعتداء على المكان ولا نعطي أي تصريح أو تفويض لما سنتطرق له في هذا المقال عن حرمة البيت واستهدافه من عدمها.. إنما سنلقي الضوء لدحض ادعاءات وتوظيفات يستخدمها "ال سعود" الذين سُمّوا زورا وبهتانا حماة الحرمين الشريفين وهم الذين زحفوا من الشرق للحجاز واستولوا على مناصب شرف الله ورسوله بها الحجازيين وآخرها محاولتهم تخليصآل شيبة سدانة البيت عبر "مفتي الفتن الذي حرض على قتل أطفال الشام من خلال فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان" عبد الرحمن السديس باعتباره الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي..مخالفين بذلك نص شرعي، حيث ورد في الاثر أن النبي محمد سلم لآل شيبة بعد فتح مكة مفتاح الكعبة وقال"خذوها خالدة تالدة"  منذ 1400.


التوظيف السياسي للدين أهم ركائز بقاء العائلة المالكة على تسميتها بخدمة الحرمين الشريفين، لكن لو امتلكوا قليلا من الوعي لما أعادوا زمنا من الفتن استهدفت حرمة مكة وتغنى ودافع عنها علماء بلاطهم.. وللعلم اليمنون ليسوا ابرهة الحبشي ولا يملكون "القليس" (البيت الذي أراده الحبشي بديلا للحج( يريدون الناس أن يحجوا اليه ولا يحاربون لأخذ الطاعة من متمردين على حكمهم.. هم فقط يريدون العيش بسلام كما غيرهم من الشعوب التي قتلهم التمرد السعودي على الله.


الالة الاعلامية التي وظفتها السعودية لتدمير الدول (العراق، سورية، اليمن)لم تنجح هذه المرة في حشد العالم الإسلامي للوقوف في صفها، فبريطانيا الحليف الاقوى لآل سعود قالت إن "الصاروخ الذي أطلقه القوات اليمنية المشتركة قبل أيام من محافظة صعدة كان يستهدف مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة وليس مكة المكرمة كما زعمت السعودية".. فيما صحيفة لندنية جاء منها الرد الاقوى أنه "وفي ظل حالة الاستقطاب الطائفي الذي يسود المنطقة والعالم الإسلامي حالياً، وجد هذا التوظيف بعض الأصداء، ولكنه لم يكن مقنعاً للغالبية من المسلمين"، أما المتهم انصار الله ردّوا وعلى لسان متحدثهم، واصفا الادعاء السعودي بأنه "ابتذال وهذيان إعلامي"، وقال "رغم الجراح لم نستهدف أي منشأة سعودية أو مصلحة عامة خلال الصراع فضلا عن الأماكن المقدسة"، ووصف مدينة مكة المكرمة بـ"الغالية على قلب كل مسلم".


هل يجوز القتال في الحرم؟
من خلال ما تواتر في الاسانيد والتأويل للآيات القرآنية وإجماع العديد من العلماء وجدنا أنه لا يجوز القتال في ذلك البلد الامين، فالنص في الحديث المسند جاء كالتالي "إن هذا البلد حرمه الله تعالى يوم خلق السموات والأرض، فهو حرام بحرمة الله تعالى إلى يوم القيامة"، أما الآيات " ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم"..  وبحسب علماء وأئمة يجوز قتال البغاة على أهل العدل في الحرم..  هنا لابد أن نوضح أن لا أحد بغى على أهل الحرم منذ خلق الله السموات والارض كـ"ال سعود" فمن تهجير السكان الاصليين والاستيلاء على أراضيهم بحجة التوسعة للحرمين، الى  تدمير الاثار الاسلامية ومنها حجرة أم المؤمنين وبيوت الصحابة وأعمدة تناولت حوادث مرت بها الدعوة في بداياتها، كما يجوز القتال إذا التجأ إلى الحرم، طائفة من البغاة.


الأخطر من ذلك كله أنه وخلال جولتي في تمحيص وتدقيق للموضوع لفت انتباهي أمراً.. أن "مربط الفرس" عند المالكية.. فهم قالوا "ما يؤرق ويقض مضاجع آل سعود وبالاجماع "قد تقرر بأن عدلا لو استولى على مكة وقال: لأقاتلكم، وأمنعكم من الحج، ولا أبرح من مكة لوجب قتاله وإن لم يبدأ بالقتال، فمكة وغيرها من البلاد سواء".. والسؤال منذ بنيت الكعبة الى اليوم هل منع الحج أحدا من القائمين على الحرمين الشريفين الا تلك الثلة المتسلطة من "أحفاد يهود" آل سعود(وفق وثائق مثبتة وأفعال هي الاثبات الاقوى.(


العلماء وأهل الافتاء في صحراء الربع الخالي برروا قصف مكة في الازمنة الغابرة بأن الاستهداف لم يكن للبيت العتيق، مع العلم أنه أصاب البيت ما أصابه من الدمار والحرق، فأهل مكة من استهدفت "منجنيقات" يزيد بن معاوية على يد أميره الحصين بن نمير.. وعبد الملك بن مروان على يد أميره الحجاج بن يوسف".. فما يقول آل سعود لو ادعى اليمنيون أنهم يستهدفون "ال سعود" وليس قداسة المكان كما "صاح وناح" الاعلام السعودي.


التجييش السعودي لحرب إسلامية ضد اليمن لم ينجح، كما لم ينجح في سورية والعراق ومصر، الا أن الشيء الوحيد الذي برع فيه السعوديون هو منع الناس من زيارة البيت الحرام، بالأمس السوريون، واليوم الايرانيون واليمنيون وغداً المصريون والعراقيون والعمانيون والجزائريون والاماراتيون (اذا سحبت الامارات قواتها مما تسميه السعودية "التحالف العربي" لدعم الشرعية أو "عاصفة الحزم" على اليمن)، والذي ظهرت آثاره ونتائجه واضحة.. تدمير اليمن وإعادته الى ماقبل التاريخ.. والان وبعد أن ثبت وجوب قتال السعوديين "وفق شرعهم" لأنهم منعوا الناس من أداء فريضة من فرائض الشرع.. أليسوا بحاجة الى "عاصفة حزم" مضادة لتعيدهم لرشدهم أو طردهم من أرض استباحوا حرمتها وحرمة أههلها وأكلوا وشربوا وتسلطوا على حساب أهلها الحقيقين

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=40895