وجهات نظر

أجواء مؤتمر جنيف2 في الشارع اﻹيطالي

جودي يعقوب


انطلاقاً من الأهمية التي يستحوذ عليها مؤتمر (جنيف2) في هذه الفترة، على أساس أنه يعتبر ممثلاً لجميع الجهات والأطراف المؤيدة والمعارضة معآ خاصة فيما يتعلّق من جهة دعمه وتوجهه إلى الحل السياسي للأزمة، قمت اليوم باستطلاع عشوائي لرأي الشارع الإيطالي عن الحرب في سورية، من أجل معرفة مواقفهم تجاه هذه الحرب، وما هي توقعاتهم حيال فرص نجاح أو فشل مؤتمر (جنيف2) ؟.
وخاصة بعد أن دعا قداسة البابا فرنسيس المشاركين في مؤتمر (جنيف2) إلى عدم ادخار أي جهد للتوصل على وجه السرعة إلى حل سريع لوقف العنف ، ووضع حدآ للصراع الذي تسبب بكثير من المعاناة حتى الآن، وحض المشاركين في المؤتمر إلى السعي فقط إلى الخير الأكبر للشعب السوري الذي عانى كثيرآ، وأعرب عن الأمل بأن تبدأ سورية مسيرة حاسمة نحو المصالحة والوئام وإعادة الإعمار بمشاركة جميع المواطنين، حيث يمكن لكل شخص أن يرى في الآخر أخآ يقبله ويعانقه لا عدوآ أو منافسآ له.
فبدا لي أن الحكومة الإيطالية والنخب الدبلوماسية وأغلب الصحفيين متعاطفون جدآ مع الشعب السوري ويسعون جاهدين في المساعدة لإحلال السلام في هذا الوطن ، ويأتي هذا التأكيد على لسان وزيرة خارجية إيطاليا إيما بونينو " emma bonino" عندما صرحت سابقاً أمام البرلمان الإيطالي بتاريخ 28 آب 2013م بأنها ترفض أي تدخل عسكري في سورية، وحثت على العمل على إيجاد حل سياسي تفاوضي، والآن وفي كلمتها أمام مؤتمر(جنيف2) أعربت عن قلق الحكومة الإيطالية حيال الوضع الراهن في سورية الذي قد يفضي إلى التطرف والإرهاب، وأكدت أن مصلحتنا المشتركة تتمثل في مكافحة الإرهاب، كما لا يمكن لأحد أن يبرر إنتهاك حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية"، وحذّرت من أن "استمرار الحرب في سورية، سيكون عاراً يُصيب العالم برمته.
بدوره أكد الصحفي الإيطالي " lorenzo Trombetta" أنه مهما كانت نتائج مؤتمر (جنيف2) "سيكون هذا نجاحآ لك أيها الأسد"، لأنه منذ البداية فإن مؤتمر (جنيف2) لم يكن مسارآ غامضآ للانتقال السياسي في سورية فقط، أما إذا فشل هذا المؤتمر فإنه سيضمن تغطية أكبر للعمل السياسي الدبلوماسي للتعاون الحاسم (الروسي- الإيراني) لمكافحة التمرد على أرض الواقع وهذا في حد ذاته نجاح كبير للرئيس والدولة السوريين.
لكن من الذي لديه النفوذ ليضغط بالشكل الكافي على العرابين الدوليين من الأطراف المعنية بدءآ من المملكة العربية السعودية إلى إيران إلى الولايات المتحدة ؟ هذا ما تسائل عنه الصحفي الإيطالي " Rodolfo casadi"، لأن برأيه الحرب في سورية لديها الكثير من الرعاة الدوليين ولهذا السبب مؤتمر جنيف2 لن يوقفها، والأولوية يجب أن تكون على وقف سريع لإطلاق النار بين الإسلاميين والدولة.
الأمر كان صادماً ومختلفآ بشكل كبير بالنسبة للشارع الإيطالي المعروف بحبه للسلام والاستقرار، فالعاصفة الاقتصادية التي هزت استقرار ايطاليا جعلت الايطاليين غير مدركين لما يجري حولهم في العالم، أصبح هذا الشعب منهمكاً تمامآ بتدبر دفع الضرائب المفروضة عليه، وكأنما هذه الأزمة الاقتصادية حملته بعيدآ عن العالم الذي نعيش فيه، فأصبح جاهلآ أو غير مهتم بما يجري حوله من أحداث وحروب هزت العالم.
أبكاني بشدة ما سمعته، الجميع  تحدث عن سورية كبلد سياحي جميل، وعلى أنها مهد للحضارات، وشعبها شعب يحب السلام، لم أشعر في كلماتهم أن أحداً منهم  قد علم بأن الحرب شوهت السياحة في سورية ودمرت وسرقت الكثير من الآثار وموروثات الحضارات السورية، وأن الارهاب كاد يفصل بين الدم الواحد.
فاجئني أن البعض الذين تناهى الى سمعهم شيئاً عما يحدث في سورية وهم يسألون بجدية عن حقيقة وجود معارك وكأنه يسمع لأول مرة عنها، فيسأل هل هي حرب حقيقية، ومن هم أطرافها؟.

إيطاليا- روما

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=4072