تحقيقات وتقارير

قطار المصالحات.. محطته القادمة وادي بردى أم دوما؟


الإعلام تايم - لما محمود

 

منذ أن بدأت الحرب على سورية، سعت الجماعات المسلحة علي اختلاف انتماءاتها إلى حصار العاصمة دمشق، فضلاً عن ربط المناطق التي تسيطر عليها الجماعات ببعضها البعض لضمان تثبيت السيطرة على الطرق و خطوط الإمداد فيما بينها،  وتحقق البقاء الأطول في الميدان.

 

فمنذ أشهر قليلة شهدت مدينة داريا عملية إجلاء المسلحين بعد تسليم أسلحتهم الثقيلة ، ليتم نقلهم "مكسوري الخاطر" نحو "إدلب" بـ "الباص الأخضر" الذي غدا علامة مميزة ترافق هذه المصالحات، ما فتح الباب أمام المزيد من الاتفاقات والتسويات بوتيرة متسارعة، إذ تبدو البلدات المحيطة بدمشق هي الأكثر استعداداً  للانضمام الى قطار المصالحات.. 

 

فالمجموعات المسلحة التي جاورت المؤسسات الحكومية السورية الهامة، وتقاطعت مع أهم الطرق الاستراتيجية بالعاصمة دمشق وشكلت نقطة الدعم الرئيسي لباقي مناطق الغوطة الغربية، ومنصة الانطلاق نحو الجنوب السوري بقطبيّه الهامّين "درعا و القنيطرة"، بات مصيرها  بيد الجيش العربي السوري، ليعيد تشكيل خريطة التوزيع العسكري، وليفتح الباب أمام تسويات مماثلة جديدة في محيط العاصمة.

 

بقدر ما أضفت التسويات السورية والمصالحات تمزقاً استراتيجياً للجماعات المسلحة النشطة بالعاصمة دمشق ومدن سورية أخرى كـ حمص، ظهرت محافظة ادلب كآخر معقل "آمن" حالياً للمسلحين في كامل القطر السوري، وقاعدته التعبوية  الاستراتيجية الكبرى التي تمد الفصائل المسلحة في معركة حلب "أم المعارك" بالمقاتلين و العتاد، لتصب جهود الجيش السوري وحلفائه العسكرية صوب إدلب مستقبلاً.

 

ومن المفيد الإشارة إلى أنه وخلال مسيرة التسويات والمصالحات التي شهدتها سورية خلال أزمتها المستمرة منذ خمس سنوات ونصف، فان اتفاقيات التسوية هذا العام لم يكن الأول بين الحكومة السورية والمسلحين، ففي أيار من العام 2014 أبرمت الحكومة السورية اتفاقا مع الفصائل المسلحة في حمص يقضي بخروج 2000 مسلح من أحياء حمص القديمة بعد عامين من حصار الجيش السوري لها.  وفي أيلول من عام 2015، توصلت الحكومة السورية الى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب ومدينة الزبداني بريف دمشق الغربي لمدة ستة أشهر. ويشمل الاتفاق ايضاً اخراج المدنيين من بلدتي الفوعة و كفريا مقابل خروج المسلحين إلي محافظة إدلب.

 

وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر اعلن مؤخرا أنه تم إنجاز 4 مصالحات كبرى في ريف دمشق، إضافة لمصالحة الوعر بحمص وهي في مراحلها الأخيرة ... مضيفاً إنه :" يجري الإعداد لمصالحة أخرى كبيرة في وادي بردى، والمصالحات بشكل عام ناشطة وجيدة"... كما أشار إلى استكمال مشاريع المصالحة في حمص والانطلاق إلى مناطق أخرى كتلبيسة والرستن وبعض القرى التي حررت في ريف حمص الغربي وريف حماة الشمالي بالتوازي مع إنجازات الجيش في الفترة الماضية... وبخصوص دوما، أكد حيدر: أن "هناك لجنة مشكلة تدخل إلى دوما وتخرج وتبحث لوضع رؤية لإطلاق مصالحة قريبا". أما عن جوبر فبين حيدر عن بداية طريق لإنجاز المصالحة وإخراج المسلحين من هذه المناطق..

 

بسالة الجيش العربي السوري وجديّة الحكومة السورية في تنفيذ  المصالحات واستسلام ويأس المجموعات المسلحة من تحقيق اهدافها التدميرية، علامات تؤكد أهمية تلك الاتفاقات لإبعاد كافة المظاهر الإرهابية المسلحة من المناطق السورية ، وصدق نوايا الجيش السوري أثبتت انه سيد الميدان وحقيقة انتصاره الذي بدأ يلوح في الأفق..

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=40651