نافذة على الصحافة

وثائقي الميادين.. عن إرهابيي الجنوب السوري: "مو شغلتنا إسرائيل"


الاعلام تايم_السفير
تناولت صحيفة السفير اللبنانية صباح اليوم التقرير المصور"الجنوب السّوري.. لهيب الإقليم"الذي عرضته الميادين لمدة 50 دقيقة، كانت حصيلة عمل عام كامل بحثاً عن حقيقة العلاقة بين إرهابيي الجنوب السوري والكيان الاسرائيلي.
وقالت الصحيفة  لم تختَر "الميادين" عبثاً توقيت عرض وثائقيّ عن الجنوب السّوري. السّبت الماضي، مشيرة أن الاهم في التقرير رسم المشهد العامّ لجبهةٍ لا تقلّ أهمّيّةً عن شمالٍ أشعله الغزو التّركي وشرقٍ يترقّبُ بحذر تطوّرات وتبعات معركة الموصل في العراق.
وأضافت الصحيفة في تناولها للتقرير "ذاك الجنوب لم يكن يوماً جبهةً منفصلة عن المحيط. له حساباتٌ خاصّة يكتسبها من ثلاث خاصّيات: أوّلاً، ضعف بنية المسلّحين المتقاتلين في ما بينهم، ثانياً، كونه مركز انطلاق التّحرّكات الاحتجاجيّة في العام 2011 عبر مدينة درعا، وثالثاً، والأهمّ، جغرافيّته الّتي قُدّر لها أن تكون بمحاذاة الكيان الإسرائيلي المحتلّ".

وعن العلاقة بين الارهابيين و"اسرائيل" نقلت الصحيفة من التقرير، قائلة "للوثائقي وجهتان بارزتان: تلخيص ما يربو على ستّ سنواتٍ من معارك التهمت الجنوب ضمن خطٍّ زمني مدعّمٍ بالأرقام والتّواريخ واللّقطات والخرائط، وإلقاء الضّوء على "العلاقة المبهمة" بين المجموعات المسلّحة في تلك البقعة، وعلى رأس هذه المجموعات "الجيش السّوري الحرّ" و "فتح الشّام" (النّصرة سابقاً) من جهة، والكيان الإسرائيلي من جهة ثانية".
وأفردت الصحيفة مساحة واسعة بعناوين فرعية هامة للقاءات التي استطاعت الميادين إجراءها للحصول على معلومات جديدة تخدم التقرير وتبين الحقيقة وراء "الجبهات المشتعلة" في الجنوب السوري.
معلومات جديدة
أُفرِدَت ليعقوب عميدور، المستشار السّابق لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساحة وافية. قال المستشار السّابق إنّ "الحلّ الأمثل بالنّسبة لإسرائيل في سورية هو نظامٌ سوري يسيطر على كلّ سورية من خلال مجموعة معتدلة لا ترى أنّ واجبها الأوّل هو قتالُ إسرائيل". لا أهمية وازنة للتّصريح الإسرائيلي منفرداً. يختلف الأمر إذا ما شُبك بكلامٍ صادرٍ عن "أهل الدّار". تقاطع المعلومات قاد فريقَ العمل إلى شخصيّتَين رئيسيّتَين منشقّتَين عن "الجيش الحر"، هما رئيس المجلس العسكري السابق محمّد خير صالح الحربات (أبو صالح)، والضّابط السابق أبو حمزة الحوراني.
لم يكشف الوثائقي عن اسم الدّولة الأوروبية التي يتواجد فيها الحربات حاليّاً بعد محاولة اغتياله في ألمانيا. أولى المعلومات الّتي قدّمها تعلّقت بمحاولة الاغتيال نفسها. ففي الوقت الّذي تحدّثت فيه وسائل الإعلام المعارِضة عن قيام عناصر مرتبطة بالنّظام السوري بتنفيذ محاولة اغتياله، اتّهم الحربات في الوثائقي "النّصرة" بذلك.
نقمةٌ كبيرةٌ أبداها الحربات على تطوّر الأحداث في سورية. "لديهم مخطّطاتهم الجاهزة المكتوبة لما بعد سقوط النّظام"، قال الرّجل. لـ "النّصرة" نصيبٌ وافرٌ من النّقمة. أكّد الحربات أنّ زعيم "النّصرة" الجديد، أو بالأحرى "فتح الشّام"، أبو محمّد الجولاني تمّ إحضاره من الشّمال السوري إلى الجنوب، ليدخل بعدها إلى الأردن. وبحسب الحربات، تمّ نقل الجولاني إلى الأردن عبر سيّارةٍ مصفّحة إلى أحد الفنادق الّتي كانت خالية من الجميع ما عدا عناصر من "وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركيّة" (سي آي إي). تلك المعلومات جديدة، والفريق نجح في انتزاعها من القياديّ المنشقّ.

"مو شغلتنا إسرائيل"
بالعودة إلى العلاقات "الثّوريّة ـ الإسرائيليّة"، أعاد الحربات في الوثائقي ما سرده يعقوب عميدور وإن بكلماتٍ مختلفة. قال بصريح العبارة: "مستعد أحط إيدي بإيد الشيطان بس نخلص، نحنا مو شغلتنا إسرائيل، نحنا شغلتنا سورية، نحنا بعيدين كلّ البعد عن إسرائيل، إنتو بحالكم ونحنا بحالنا، خلينا نعيش متل بقيّة هالبشر، هاي الأردن عاملة معاهدات، هاي مصر عاملة معاهدات، ما في شي بيناتهم".
أبو حمزة الحوراني، بدوره، قال: "نحن نريد أن نحمي حدود إسرائيل وأمن إسرائيل". وإلى جانب الكلام عن الدور الّذي رسمه "الجيش الحرّ" لنفسه بحماية "إسرائيل"، تحدّث الحوراني عن انطلاقة الحراك في درعا الجنوبيّة، وكيفيّة تطوّر الأحداث ودور "غرفة موك" في رسم مسار تلك الأحداث. والجدير بالذّكر أنّ هويّة أبي حمزة الحوراني وصورته تمّ التّحفّظ عليهما لضروراتٍ تتعلّق بسلامة الشّخصيّة.

الوجهة الأصح
إعادة ترتيب الأحداث المبعثرة شكّلت عاملاً مساعداً لاعترافات الرّجلَين. من سيطرة "النّصرة" على معبر القنيطرة وتغاضي الكيان الإسرائيلي التعليق على ذلك، إلى وقوف عناصر الجبهة على بعد أمتارٍ من جنود الاحتلال لحظة تسليم "النّصرة" 45 عنصراً من قوّات حفظ السّلام اختطفتهم قبل مدّة، ثمّ تقارير الأمم المتحدة الصّادرة في كانون الأول عام 2014، والّتي تُثبت وجود اتّصالاتٍ بين "النّصرة" و "إسرائيل" في آذار 2013، وتقريرٍ يعود تاريخه إلى 10 حزيران 2013 تحدّث عن 59 لقاءً بين معارضين مسلّحين وجنود إسرائيليّين، وصولاً إلى اغتيال إسرائيل مجموعة "حزب الله" والضّابط في الحرس الثّوري الإيراني في ريف القنيطرة، ومن ثمّ اغتيال سمير القنطار.
وأشارت الصحيفة الى أن وثائقيّ "الميادين" جاء في سياقٍ حربٍ إعلاميّة أكثر منها ميدانيّة. منشقّو "الجيش الحرّ" قدّموا معلوماتٍ خدمت التّوجّه العام للحلف المواجه للكيان الإسرائيلي المحتلّ. أهمية العمل لا تكمن فقط في اعترافاتٍ نطق بها "السّابقون"، فلهؤلاء دائماً نصيبٌ في الحروب. كلامهم قد يحمل شيئاً من الصّحّة كما قد يحمل من الخطأ. تماماً كما فعلت قناة "العربيّة" و "العربي الجديد" (قنواتٌ في الضّفّة المقابلة سياسيّاً للميادين) عندما فردتا مساحةً كبيرةً للقيادي المنشقّ عن جماعة "أنصار الله" (الحوثيّين) علي البخيتي.
وختمت الصحيفة قائلة.. "أهميّة وثائقي "الميادين" تكمن في توجيه الإصبع نحو الوجهة الأصحّ في ظلّ تعدّد الجبهات المشتعلة. وهي تكمن كذلك في التّذكير دائماً أنّ بمواجهة تلك المساحة العربيّة الكبيرة كيانٌ شعر، للمرّة الأولى في تاريخه، بأريحيّةٍ كبيرة خلال السّنوات الماضية، فأصبح يعقد اجتماعات حكومته في الجولان المحتلّ... ذاك شيءٌ لا يُمكن أن يصبح معتاداً".
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=40498