نافذة على الصحافة

"داعش" يجد ضالته في السجون الأوروبية


الاعلام تايم_ترجمة رشا غانم


أفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية أنّ السجون الأوروبية هي بمثابة بيئة خصبة للجهاديين وذلك لأنّ تنظيم داعش يرى بأنّ المجرمين هم المجندين الأمثل.


  وفي تقرير لها قالت الصحيفة إن.. "السّجون في أوروبا هي بمثابة أرض خصبة للجماعات الجهادية، فبعض المجرمين  يجدون في التّطرف العنيف شكل من أشكال الفداء والخلاص عن جرائمهم، مضيفة أنّ  نشوء تنظيم داعش عزز الرابط ما بين  الجريمة والإرهاب.."داعش" ، وبدلا من التّوجه نحو الجامعات أو المؤسسات الدينية،  يرّكز وعلى نحو متزايد "على كل من  " الأحياء الشعبية" ، السجون و "الطبقات الدنيا " لتجنيد الأفراد ممن لديهم تاريخ في السلوك الإجرامي".


من جهته، كشف المركز الدّولي لدراسة التّطرف والعنف السّياسي تحت اسم العلاقة الجديدة بين الإرهاب والجريمة، أنّ الجهاديين والمجرمين يميلون إلى تجنيد نفس الفئة من الناس، كما أنّ شبكاتهم الاجتماعية دائما تتقارب.


"تزود السّجون شحنة مهيأة من الرجال الغاضبين والذيّن عندهم قابلية وجاهزية  للتّطرف" ، وفقاً لدراسة تحت اسم تاريخ المجرمين وملامح الإرهابيين : جهاديون أوروبا والعلاقة الجديدة بين الإرهاب و الجريمة .


من جهته، نوّه مدير المركز، بيتر نيومان،  وهو واحد  من معدي التقرير، أنّ الفواصل ما بين الجريمة والجماعات الجهادية أصبحت مبهمة وبشكل متزايد".


أضاف بيتر" نظراً للزيادة الأخيرة في الاعتقالات والإدانات المتعلقة بالإرهاب، أصبحنا على يقين بأنّ السجّون ستصبح أكثر أهمية  باعتبارها أرضا خصبة للحركة الجهادية".


في نفس السياق، أثبتت الدراسات  أنّ 57% تمّ سجنهم  قبل تعرضهم  للتّطرف ، بينما ما لا يقل عن 27 %  تمّ تعريضهم للتّطرف خلف القضبان.
كما كشف باحثون أنّ الجهادية يمكن أن تكون شكل من أشكال التعويض عن الجرائم.
فعلى سبيل المثال،  قال علي المناصفي ، بريطاني سوري من لندن ، قاتل في سورية  بعد قضائه حكم بالسجن بتهمة الاعتداء العنيف: "أريد أن أفعل شيئا جيدا لمرة واحدة. أريد أن أفعل شيئا نقياً "، ووفقا لنيومن، تشير النتائج إلى تحول في طريقة عمل "داعش"، قائلاً " نعتقد أنّ داعش لم يعد يطمح إلى أن يكون منظمة لاهوتية".. " داعش يجسد الوحشية، القوة والسلطة، وهذه هي الاشياء التي يطمح  إليها أعضاء العصابات على الأغلب"، كما أن "داعش يشرع لهم تلك الاشياء التي كانوا يفعلونها قبل، ولكن مع اختلاف شاسع، وهو أنّهم سيحصلون بالمقابل على جنات النعيم".
وأشار نيومان" يتفشى التّطرف بشكل أسرع، وذلك لأنّ  "الكثيرين  من هؤلاء الناس قد سبق وتمّ إدانتهم بجرائم عنف، وبالتالي فإن أصبحوا متطرفين خطيرين ليس ذلك بالفرق الكبير".
كما كشفت الدراسة التي أعدّها التقرير أن التجنيد في السجون يسمح للجماعات الجهادية  تعلم كثير من المهارات ،  بما في ذلك استخدام الأسلحة والتمويل الذاتي من خلال الجريمة.
هذا وكشف باحثون في المركز  الدولي بعد أن أقاموا دراسات عن 79من  الجهاديين الأوروبيين، من بلجيكا، بريطانيا، الدنمارك، فرنسا، ألمانيا وهولندا، ممن لديهم ماضي جنائي، أنّهم إما سافروا إلى الخارج للقتال أو تورطوا في مؤامرات إرهابية في أوروبا.
وأكدّ التقرير أنّه وعلى مدى السنوات الخمس الماضية قد سافر ما يقدر بـ 5000 من  الأوروبيين الغربيين الى الشرق الاوسط للانضمام إلى الجماعات الجهادية مثل  "داعش"  وجبهة فتح الشام التابع للقاعدة.
وكشف المركز أن 5885 من المجرمين الخطرين وراء القضبان في السجون الفئة (أ) في المملكة المتحدة، 1،229 منهم يتبع  العقيدة الإسلامية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=40192