وجهات نظر

ومن سماء غزة أتانا الخبر اليقين!!!!

طارق ابراهيم


الإعلام تايم _طارق ابراهيم


ومن سماء غزة أتانا الخبر اليقين.. هل تذكرون قصة الطائرة الإسرائيلية الـ ف16 التي خرجت القيادة العامة للجيش العربي السوري ببيان يؤكد سقوطها فجر يوم 13/9/2016 فوق سماء القنيطرة.. والذي جاءه النفي القاطع ليس فقط من وسائل الإعلام الإسرائيلية بل من آلاف المتحدثين الذين ارتدوا "القلنسوات اليهودية" ليتحدثوا باسم الصهيونية في إعلامنا العربي، وخاصة من يسمون أنفسهم ممثلي الشعب السوري "المعارضة" والذين "طبلوا وزمروا"، ليس فرحاً بإسقاط الطائرة، إنما سرورهم عظيم لأن نتنياهو الذي بانت على وجهه علامات الذهول أعلن أن الطائرة عادت من المهمة بسلام.. لكنها اختفت في السماء.


الطيار الذي دأب جيش لحد الوهابي في الجولان بالبحث عنه ضل طريقه وغير مسار وجهته لعله ذهب بطائرته إلى السماء السابعة وهذا ما حدث، فالموت بصاعقة سماوية أو غيمة منعته من الرؤية أو حتى "وحش فضائي" أرحم من صواريخ الجيش السوري، لأن ذلك يقلق نوم أمراء الخليج ومجنديهم مثل اللبواني وقضماني والجربا والعبدة والأتاسي و"داعش" و"النصرة" و"الجيش الحر".. وغيرهم.


طال انتظارنا.. فصور الطائرة التي عادت سالمة لم يتم عرضها ولا في وسيلة إعلام عبرية ولا حتى منها الناطق بالعربي.. وقت طويل تجاوز العشرين يوماً حتى يخرج نفس المتحدثين والمحللين ويعلنوا أن طائرة اسرائيلية عادت من مهمة في الأراضي المحتلة، اختفت في سماء غزة مع قائدها.. لماذا يضني الأعراب قبل غيرهم أن سورية ما تزال قوية وهي ترد عندما يكون المكان والزمان مناسبين؟ لماذا تقلقكم حكمتنا؟


الجيش الوهابي الذي جندته "إسرائيل" في كافة الأراضي السورية معلوم المهمة وينفذها بحذافيرها.. تخريب المطارات.. تدمير بطاريات المضادات الأرضية، إفشال أي اتفاق يفضي إلى السلام في سورية، وإعطاء الضوء الأخضر للطائرات الإسرائيلية للإغارة عبر قذيفة من غلمانه يطلقونها اتجاه الأراضي المحتلة فالعدو سبق وأعلن أن أي قذيفة يتحمل مسؤوليتها الجيش السوري.
المضحك المبكي.. أن الجيش الوهابي أعلن أنه أعدّ العدّة بما أوتي من تعليمات ودعم صهيوني للمعركة "قادسية الجنوب" والتي جاء إسقاط الـ"ف16" مع مقتل مئات الإرهابيين نهاية قريبة ومذهلة لها.


ما عجزت عنه أو تجاهلته وسائل الإعلام العربية التي تقود الحرب على سورية.. لكن للأمانة المهنية.. عندما ترصد "تغريدة تويترية" أو "منشور فيسبوكي" من أبو البراء الانصاري أو  أبو قتادة الأفغاني عن إسقاط طائرة استطلاع إيرانية أو سورية هي بحجم الذبابة أو الفراشة، تتوقف محطات البث عن برامجها وتبدأ بإعداد تقارير ما أنزل الله بها من سلطان عن الطائرة المنكوبة، هنا لابد أن نسألكم أيهما الواجب تصديقه أكثر طائرات حربية ما زالت على الطراز القديم تسقط بعطل فني أو طائرات من أحدث طراز؟ لا تصدقون أن طائراتنا القديمة التي تهاجم متحدية أحدث الصواريخ وأمهر الرماة الأجانب الذين مازالوا إلى الآن يطالبون بالحرية في الأراضي السورية تسقط بعطل فني وتبررون وتمنطقون حججكم لطائرات أميركا الحديثة..


ما لم تتناولوه.. قالته صراحة صحيفة "هآرتس" الصهيونية وبحسب المعلق العسكري فيها، عاموس هرئيل، إن "ثقة زائدة" لدى القيادة السورية بقوتها، هي أخبار غير سارة لإسرائيل، مشيراً إلى أنه سبق للجيش السوري قبل شهر واحد أن تصدى للطائرات الإسرائيلية في الجولان السوري؟؟؟؟.. فيما نقلت مجلة (ميليتري ماغازين) عن الخبير العسكري الهولندي فان كوين.. "لا تختبروا صبر الأسد الاستراتيجي مرة أخرى لأنه نفذ بشكل تام وعليكم أيها الاإسرائيليون أن تفهموا بأن مستودعات الأمونيا أصبحت في مرمى صواريخ الجيش السوري.. ونصيحتي لكم فكّوا ارتباطكم بتنظيمات مدرجة على لائحة الإرهاب الدولي.. لا تلعبوا بالنار فأدواتكم من مسعوري الجيش الحر والنصرة لن يحققوا أمنياتكم.. أغلقوا حدودكم قبل أن يغلق الأسد قبوركم.."، معتبراً أن الأمان الجوي الذي أشعرت دمشق به طائرات الاحتلال كان كمينا محكماً واستراتيجية عسكرية ما بعدها استراتيجية.


عندما بدأ "الثورجية" بـ"ثورتهم المأجورة" كانت إحدى حججهم أن الجيش السوري لا يرد على اعتداءات "إسرائيل" لغاية في نفسه وأكثر من ذلك، وفق ادعاءاتهم.. وأنهم بعنترياتهم التي ما قتلت إلا شعباً رفض مصافحة اليد الصهيونية، يسعون لتحرير الجولان. وفي تقرير سابق للإعلام تايم نقلنا ما كشفته التقارير الاستخبارية والإعلامية الغربية عن العلاقة الوطيدة  بين الكيان و"الثورجية المأجورين" من خلال التنسيق والدعم بكافة أشكاله.. هبّ عدد من مؤيدي تلك "الثورة" ليردوا على ما جاء في التقرير.. هم لم ينكروا المعلومات باعتبارها لمراكز أبحاث أجهدت نفسها في دعمهم و جندت كل كوادرها وتكنولوجيتها ومصطلحاتها في خدمتهم إلا أنهم اعتبروا أن مناوراتهم بهذا الشأن ستمر بدون رقيب أو حسيب.. رسائلنا لكم ولداعميكم وصلت..  فماذا أنتم فاعلون؟.. ألستم أنتم من قلتم  "إسرائيل أملنا الأخير"؟.. ألستم من نصّب نفسه عن السوريين داخل وخارج سورية لتقايضون "إسرائيل" بالتخلي لها عن الجولان مقابل احتلالها مؤقتاً جنوب سورية وإقامة منطقة محمية".

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=40086