تحقيقات وتقارير

تشرين ملحمة خالدة في سفر التاريخ


الإعلام تايم - تقارير

مرت ذكرى حرب تشرين التحريرية في وقت ترتفع الدعوات المعادية لسورية وتزداد الحملة شراسة لتدمير وتخريب ما عجزت أيادي التخريب عنه خلال الأزمة.


لقد استهدف أصحاب المخطط التآمري سورية بكل مكوناتها التاريخية والجغرافية والسياسية والاجتماعية والثقافية والحضارية، وعملوا على تخريب أسسها ومقوماتها وحوادثها ووقائعها ومنها حرب تشرين باعتبارها كانت المحطة والمعركة التي استعادت إحياء مجد العروبة والعرب، وأنهت حقبة النكسة وما تلاها من خيبات وانقلابات وتبدلات واتفاقات، فكانت حرب تشرين جبهة الرد والمواجهة التي قضت على الأسطورة التلمودية والأكاذيب الإعلامية التي سعت حكومة العدوان لتكريسها، وعملت القوى الصهيونية في العالم وقتها على ترويجها وهي أن كيان العدوان له جيش لا يقهر، حيث حقق الجيشان السوري و المصري الأهداف الإستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية "لإسرائيل"، فتمكن الجيش العربي السوري من تدمير خط "آلون" الدفاعي الصهيوني و الدخول في عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا.


أما على الجانب المصري فقد عبرت القوات المصرية قناة السويس مدمرة خط "بارليف" الدفاعي الصهيوني، وتمكنت من استعادة شبه جزيرة سيناء من قوات الاحتلال.


بقيت حرب تشرين التحريرية شوكة في أعين "إسرائيل" وداعميها كونها كانت الفتح الأول في استعادة جزء أساسي من الأراضي المحتلة وبناء القاعدة الرئيسية لانطلاق المقاومة داخل الأراضي المحتلة وفي لبنان، فدخلت مرحلة انتصارات المقاومة يوماً تلو الآخر، وتراجعت قوة كيان العدوان وغدا خائفاً في أي مواجهة.


وأمام واحدة بمثل هذه الحال لم يكن بيد "إسرائيل" والولايات المتحدة إلا أن تسعى لتخريب سورية وهو ما بدأ العمل عليه منذ 5 عقود، لكن الحقيقة المؤكدة أن الحضارة تأخذ أشكالاً مختلفة صعوداً أو هبوطاً ، لكنها لا تموت أبداً.‏


وفي الذكرى 43 للحرب تتجدد في النفس مشاعر العزة الوطنية بالانتصار الذي رسم الفارق بين مرحلة النكسة ومرحلة النصر والمقاومة وفعلها التحريري على الأرض العربية والتي لا تقتصر على الماضي وإنما تندرج على الحاضر والمستقبل لأنها تعزز الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة التحديات كالتي يعيشها وطننا وشعبنا.


واليوم نحن نعيش هذه الذكرى ودماء الشهداء الطاهرة تروي كل شبر من أرض الوطن، حيث يواجه الجيش العربي السوري أعداء الداخل بنفس الحماسة التي واجه بها أعداء الخارج لأن العدو واحد والأدوات مختلفة، فالصهيونية منذ نشأتها أقامت حلفاً استراتيجياً مع الرجعية العربية المتمثلة بإمارات النفط والغاز، وكان هدفها ومازال إسقاط مشروع المقاومة والتحرير، ومع مرور الوقت أصبح هذا التحالف يشكل محوراً للتآمر والخيانة هدفه تقسيم أمتنا العربية وتحويلها إلى دويلات لتكون الغلبة والسيطرة للصهاينة ومن خلفهم مشايخ النفط التابعين الخاضعين لأسيادهم في الغرب.


ببساطة، كانت حرب تشرين أول انتصار حقيقي للعرب قادته سورية بالتنسيق مع مصر ففي 6 تشرين تنحني الهامات إجلالاً لتضحيات الشهداء وتخفض الرؤوس أمام العطاءات التي قدمها جيشنا العربي السوري هذا الجيش العقائدي الذي ما أضاع بوصلته يوماً فالهدف الأول والأخير هو الدفاع عن سيادة الوطن والحفاظ على وحدة وسلامة  أراضيه وتحرير الأراضي المغتصبة.. اليوم تسقط كل مشاريع الغرب أمام صمود جيشنا وشعبنا وحكمة قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد.. في ذكرى الانتصار مهما تحدثنا عن حماة الديار نبقى مقصرين أمام تضحياتهم فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. اليوم تقف جماهير الوطن ويعلوا هتافها بصوت يشق عنان السماء حماة الديار عليكم سلام أبت أن تذل النفوس الكرام.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=39972