تحقيقات وتقارير

الأهل والمدرسة.. بين الثابت والاضافي


الإعلام تايم - رنا الموالدي

 

مع بداية العام الدراسي تنشغل الأسرة بالمستوى التعليمي لأبنائها والبحث عن التفوق، وهو بالتأكيد مطلب يسعى إليه كل إنسان ويتمنى الوصول إليه.. 


وغالباً ما يكرر أكثر الطلاب  ويتردد على ألسنتهم  أننا  نريد التفوق في الشهادتين الثانوية وشهادة التعليم الأساسي وذلك لما لهما من دور في مسيرة الحياة التعليمية وأما عن الطريق إلى هذا التفوق فهي مليئة بالوعورة ونفقد الحماس للدراسة وغالباً ما يقول قائلهم "ليس هناك ما يحمّسني, أو يدفعني أو يشجعني على الدراسة" ويكاد يكون هذا هو العذر الوحيد عن كل مشكله تتعلق بالدراسة..


فالتفوق هدف مشروع للجميع، لكن الأهم من الهدف في حد ذاته، هو البحث عن الآلية المناسبة لتطبيقه التي تضمن عدم حدوث أي نتائج عكسية نتيجة التطبيقات الخاطئة التي قد ترتكبها الأسرة عن غير وعي أو قصد.. إلا أنّ تجاوزها ممكن ولكن بعد التسلح والتزود ببعض الأمور اللازمة التي يحتاجها الطالب في تلك الطريق.

 

نلجأ إلى المدرس الخصوصي لنخلي مسؤوليتنا تجاه أولادنا
يتسابق أولياء الأمور في كثير من الأحيان بحثاً عن أستاذ خصوصي أثناء العام الدراسي عله يعين أبنائهم على اجتياز الامتحان وتحصيل الدرجات العالية.. ويكاد دور الأسرة ينحصر في تأمين الجو النفسي الملائم للطالب من حيث الاستقرار لكي يتجه نحو الصواب في تحقيق غايته دون عوائق فالأسرة هي التي تنزع العوائق من طريق أبنائها أو تزرعها فالطرف الأساسي  في موضوع الدروس الخاصة هم أهالي الطلاب لأنهم يتحكمون ويتأثرون ويؤثرون بشكل كبير بالقضية  كونهم الطرف الذي يقع عليه العبء المادي ومسؤولية اختيار الأستاذ المناسب، و إذا كان الدرس الخاص قد حل مشاكل البعض فالوضع مختلف عند إبراهيم الموظف و الذي يعاني من تلك الدروس التي يطلبها أولاده يقول ابراهيم موضحاً لموقع "الإعلام تايم" "لدي ابن  "بكالوريا علمي" وأنا موظف وراتبي لا يمكن له أن يتحمل تكاليف الدروس, فأقل درس 1500   والله يعلم كيف أدبر نفسي لأغطي هذه التكاليف و كذلك ما ذنبي إذا ما حول بعض الأهالي هذه الدروس كنوع من"البريستيج"".


وإذا كانت الكثير من الدروس الخصوصية تعطى لطلاب في مراحل متقدمة من التعليم الأساسي أو الثانوي فبعضهم تابعها في الحلقات الأولى للتعليم الأساسي بإعطاء الطلاب و خاصة في الصف الأول أو الثاني و الثالث ابتدائي..
تقول السيدة ميساء "لدي 3 أولاد في المرحلة الابتدائية ولكل واحد منهم مدرس خاص يسمع لهم الدروس ويساعدهم في كتابة الوظائف لأن أولادي لا يستطيعون الدراسة بمفردهم وأنا غير متفرغة ومشاغلي كبيرة فالمدرس الخاص حل لي مشاكلي وساعد أولادي على تحسين مستواهم التعليمي".

 

لماذا  يلجأ الطلاب إلى الدروس الخاصة ؟ وهل يأخذها الطلاب بإرادتهم أم بضغط من المدرس؟ أجابنا محمد و هو طالب في الثالث الثانوي نحن طلاب "بكالوريا", هناك الكثير من الفقرات في أحد مواد الاختصاص ومن الصعب جداً أن نفهمها بمفردنا لذلك نلجأ إلى الدروس الخاصة.
وأثناء حوارنا مع محمد يتدخل زميل له ويقول "تكلفنا الدروس مبالغ كبيرة ولكننا نضطر أن نأخذ دروس عند أستاذنا  تحديداً لكي لا يتحامل علينا...
في ثانوية أخرى لم يكن الوضع أفضل لجهة التعاطي مع الدروس الخصوصية، يخبرنا ماهر و هو في الثالث الثانوي أيضاً أنا ألجأ  إليها لأن نفسية الأستاذ في الدرس الخاص تكون أفضل ويتعامل معي بلطف أكبر..


 متطلبات النجاح لدى الطالب.. كيفية تحقيق التفوق الدراسي و من هو المسؤول عن تحقيقه.. عادات الدراسة الخاطئة ..أفضل طرق الدراسة والحفظ والاستيعاب أسئلة ربما نستطيع الإجابة عنها في هذا التحقيق..
 الاختصاصية  النفسية و التربوية خيرية أحمد  وفي حديث "للإعلام تايم" اعتبرت أن أولى متطلبات النجاح لدى الطالب الاجتهاد والحماسة والنشاط ودافعية الإنجاز والتفاؤل والإصرار والمثابرة وذلك بوضع أهداف والسعي إلى تحقيقها والتحضير بشكل جيد، فمن جد وجد ومن سار على الدرب وصل.


ورأت أحمد أنه  لتحقيق التفوق الدراسي لابد من التعاون والتكامل بين الأسرة والمدرسة والطالب فالأسرة يجب عليها توفير أجواء الراحة والمودة والأمان والتركيز على التشجيع والتعزيز باستخدام عبارات ايجابية "أنت مجتهد وناجح، لديك قدرات عالية، أنا فخورة بك"، إضافةً إلى  تعويد الطالب على بعض السلوكيات التي تساهم في تفوقه من أوقات النوم والاستيقاظ والاهتمام بأكله، وعدم التشديد القاتل والتعامل مع ابنهم على أساس قدراته وعدم المبالغة لكي لا يقع الطالب في مشكلات نفسية، الحديث معهم لمعرفة الصعوبات التي يواجهونها.


كما لفتت إلى دور المدرسة في تحضير وتجهيز كافة المستلزمات الضرورية للعملية التعليمية بما فيها الأدوات والكتب والأنشطة والمسابقات وغيرها، و اتباع أحدث الطرائق والأساليب المشوقة في التدريس والتعامل مع الطلاب بروح المحبة.

 

الإجراءات العلاجية لعادات الدراسة الخاطئة...

تقول  أحمد أن أهم العادات الدراسية الخاطئة الحفظ الصم بعيداً عن الفهم واتباع استراتيجيات مناسبة، وعدم التركيز والاهتمام بالأولويات، موضحة مجموعة العادات المهمة للدراسة منها القراءة لأنها هي العملية المحورية في عملية التعلم، ففي المرة الأولى تكون قراءة سريعة، ثم تأتي القراءة المركزة بهدف فهم المادة المقروءة وتلخيصها وترتيبها، وذلك بتدوين الملاحظات وبعض الأفكار الأساسية في الفقرة، وهنا يمكن استخدام استراتيجية الكلمات الجوهرية بوضع دائرة حول الكلمات التي لا يمكن الاستغناء عنها ابداً فالتغاضي عن أي كلمة فيها قد يؤدي إلى عدم فهم المعنى المراد من المعلومة.


و تابعت.. مع ذلك لا بد من اتباع الطالب للتقويم لما تعلمه، والرجوع إلى الأساتذة في المعلومات الغامضة غير المفهومة، وجميع هذه الأساليب يجب أن تكون مرتبطة بالمكان المناسب للدراسة البعيد عن الضوضاء والتلفزيون والهاتف والإضاءة الجيدة، والعناية بالأطعمة والمشروبات والتركيز على الشوكولا والموز والمكسرات والبروتينات، والمشروبات الطبيعية بما فيها الماء والزهورات، والابتعاد عن تناول المنبهات بكثرة كالقهوة والشاي ومشروبات الطاقة والتدخين والحبوب المنبهة وغيرها، والنوم الكافي خصوصاً عند الإحساس بالتعب وقبل تقديم المذاكرة.


و ختمت.. مرتكزات التفوق في الدراسة تقوم على المدرسة والأسرة والطالب ذاته إذ إنّ لكل واحد دوره الذي يجب أن يؤدى على أكمل وجه فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع، ولكلٍ دوره في تحقيق التفوق ولا يمكن أن نجزم بدور واحد بل يجب أن تتضافر الجهود من كل الجهات.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=39603