وجهات نظر

الهجوم الأمريكي في دير الزور: إنذار روسي لطائرات التحالف بالخروج فوراً من المجال الجوي السوري

نضال حمادة


الإعلام تايم- العهد

لم يأت العدوان الأمريكي على دير الزور صدفة، أو كان عملاً خاطئاً كما تقول الإدارة الأمريكية، بل إن هذا الهجوم  خطط له بشكل مدروس، واعتمد الخديعة في الإبلاغ عن العملية وتنفيذها وتنسيقها مع الطرف الروسي تحديداً والذي يراقب الأجواء السورية على مدار الساعة عبر الأقمار الاصطناعية أو طائرات التجسس والرادار الضخم الموضوع في الساحل السوري وفي أرمينيا حيث يتواجد رادار روسي يغطي كامل المنطقة المحيطة بسورية.

 

مصادر ميدانية في مطار دير الزور كشفت لموقع العهد عن تفاصيل الهجوم الأمريكي وما حصل قبله وبعده. المصادر الميدانية قالت أن ما حصل في جبل الثردة في محيط مطار دير الزور هو عبارة عن غطاء جوي أمريكي  مدروس  ومبرمج عسكرياً خدم قوات "داعش" المتواجدة في مواجهة جبل الثردة، وقالت المصادر أن الهجوم شن عبر طائرات اف 16 واف 15 تزامناً مع تحليق مروحي كبير في سماء المنطقة، وأضافت  أن عملية تشويش الكترونية تعرض لها الرادار في مطار دير الزور، من قبل طائرات أمريكية، غير أن الرادار في مطار القامشلي العسكري رصد الطائرات، وقالت المصادر أن الجانب الروسي أبلغ السوريين قبل الهجوم أن هناك غارات أمريكية سوف تستهدف "قوات داعش "في المنطقة، لكن الذي حصل أن التحالف الدولي بقيادة أمريكا قصف مواقع الجيش السوري. وتضيف أن الطائرات الروسية والسورية أقلعت على الفور إلى أجواء مطار دير الزور ووجهت الطائرات الروسية إنذاراً لطائرات التحالف بالخروج فوراً من المجال الجوي السوري، وتكمل المصادر حديثها: بعد القصف الجوي الأمريكي بثماني دقائق هاجم مسلحو "داعش" جبل الثردة وسيطروا على الجزء الأكبر منه، بينما بقيت قوات سورية في جزء من الجبل تحت إمرة عقيد، في وقت بدأت فيه الطائرات الروسية والسورية بشن غارات كثيفة على محيط مطار دير الزور وعلى جبل الثردة  كما أرسلت تعزيزات كبيرة الى المطار جواً انطلاقا من مطار تدمر ومطار القامشلي.

 

إنذار روسي للطائرات الاميركية

 

الطائرات الأمريكية كانت أغارت على المنطقة بين دير الزور والبوكمال قبل ثلاثة أشهر بعدما أرسلت مائتي عنصر من "قوات سوريا الجديدة" التي أسستها إلى مطار حمدان في بادية البوكمال وذلك بهدف قطع طريق العراق لبنان عبر بادية دير الزور البوكمال، وكانت تلك العملية قد منيت بالفشل بعد هروب مسلحي "سوريا الجديدة" أمام أول هجوم معاكس شنه تنظيم "داعش "على المطار، ويبدو أن الولايات المتحدة قررت استخدام الأصيل عوضاً عن البديل لتحقيق هدفها بقطع طريق العراق لبنان وحصار حزب الله. وكان معهد راند كوربوريشين الأميركي كشف قبل شهرين عن خطة أميركية لتقسيم سورية انطلاقا من دير الزور على قاعدة الأراضي المسيطر عليها حالياً بين الحكومة السورية وباقي الجماعات المسلحة، كما دعا تقرير المعهد الأميركي إلى قيام نظام لامركزي في سورية مع وجود قوات قبعات زرق من قبل الأمم المتحدة مؤلفة من أميركا وحلفائها. وتقول الخطة إنّ المنطقة الغربية من البلد تبقى مع الدولة السورية، بينما تخضع المناطق الشرقية والواقعة بالقرب من الحدود العراقية بما فيها دير الزور لسيطرة قوات دولية لحفظ السلام تقودها أميركا وحلفاؤها.

 

وحسب الخطة الموضوعة لهذا التقسيم المسمّى خطة السلام ، فإنّ الهدف الأساس منه هو قطع التواصل بين إيران ولبنان، وبالتالي عزل حزب الله وإضعافه، وهذا يخدم "إسرائيل" وأميركا بالدرجة الأولى، حيث إنّ "إسرائيل" عملت خلال السنوات الماضية على تقوية "النصرة" في الجنوب السوري وتحديداً في الجولان السوري المحتلّ.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=39442