نافذة على الصحافة

لماذا هذا التلكؤ الأميركي ؟!


الإعلام تايم - صحافة

 


رأت صحيفة "الوطن" العُمانية أنه لم يمضي وقت على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في سورية الذي توصلت إليه كل من موسكو وواشنطن وسريان تنفيذه، حتى بدأ التلكؤ الأميركي في الالتزام ببنود الاتفاق، وكأن الولايات المتحدة أرادت من وراء هذا الاتفاق شراء الوقت اللازم لمواصلة العبث بالدم السوري، وذلك بالاستمرار في دعم التنظيمات الإرهابية.


وأوضحت الصحيفة أن التلكؤ الأميركي ومحاولة واشنطن تغطيته ـ والذي يكاد يصل إلى التنصل الواضح مما وقَّعت عليه في الاتفاق ـ بسبك الاتهامات الباطلة ونسج الافتراءات المضللة ورميها على روسيا الاتحادية وعلى الجيش العربي السوري فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، مفسرةً أن هذا التلكؤ لا يعبِّر فقط عن عدم جدية واشنطن تجاه الاتفاق وتنفيذ بنوده بندًا بندًا، وإنما يؤكد وجود شيء ما يدور في عقل الأميركي يعمل على تحقيقه عبر الاتفاق وليس التركيز الأميركي ـ وكذلك التوابع والعملاء والأدوات للسيد الأميركي ـ على عامل المساعدات الإنسانية إلا إحدى القرائن الدالة عليه فسورية لم تعرقل ولم تمنع المساعدات الإنسانية، بل العكس من ذلك كانت هي أول المنفذين لاتفاق وقف إطلاق النار الروسي ـ الأميركي، ولا تزال هي والجيش يحترمان الاتفاق ويرحبان بدخول المساعدات ووصولها إلى كل مواطن سوري تحاصره التنظيمات الإرهابية؛ لجهة أن هذا الاتفاق حاجة إنسانية ملحة من حيث توفير المواد الغذائية والصحية ومظاهر الأمن والاستقرار، وتجنيب المواطنين السوريين ويلات الإرهاب التكفيري الظلامي، ومخاطر التشريد والتهجير التي قامت ولاتزال تقوم بها التنظيمات الإرهابية تنفيذًا لأوامر أسيادها المتآمرين على سورية.


و لفتت "الوطن" أن تركيز معسكر التآمر والعدوان على المساعدات الإنسانية وتوظيفها في قذف الاتهامات الباطلة بحق سورية  لا يمكن فهمه إلا على أنه انتقال أميركي من وضع الدفاع إلى وضع الهجوم بعد افتضاح الولايات المتحدة وانكشاف أمرها أمام العالم بأنها أول المخلين بالاتفاق، بمماطلتها في فصل من تسميهم بـ”المعارضة المعتدلة” عن التنظيمات الإرهابية المتطرفة وتحديدًا ما يسمى تنظيم "جبهة النصرة"، والتلكؤ في تسليم موسكو بيانات بمناطق تركز المعارضة الأميركية "المعتدلة" وهذا ما دفع موسكو إلى مطالبة واشنطن برفع السرية عن وثائق الاتفاق وتعريف العالم بها، والذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار من المجلس بتوثيق الاتفاق والتأكيد عليه والالتزام به، مثلما تم مع تفاهمات فيينا.


وخلصت الصحيفة أن الاتفاق يعد محكًّا جديدًا لجميع الأطراف، حيث تبدو مصداقية الولايات المتحدة ومعسكرها أمام اختبار آخر تشير نتائجه إلى افتضاح جديد لهذه المصداقية المضروبة أساساً، وبالتالي لا يختلف هذا الاتفاق عما سبقه من اتفاقات وهدن، حيث كان إفشال الأميركي وأدواته وأتباعه سريعاً بعد إنجاز ما أرادوه ليعيدوا جولاتهم الإرهابية من جديد، أي أنهم يريدون أن تظل سورية تدور في حلقة الإرهاب التي صنعوها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=39356