وجهات نظر

لماذا داعش اليوم ؟!

ديما فخور


فجأة ومن دون سابق إنذار تجد "داعش" نفسها في حرب ضد الجميع ..انهيار تنظيم "داعش" على النحو الذي حصل خلال الأيام الماضية وتصاعد حدة الحرب والمعارك الدائرة  التي تخوضها المجموعات المسلحة   في ادلب وحلب والرقة مناطق آخرى شمال  وشرق سورية  ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) 
تصريحات الدول الغربية التي تظهر الدعم والمساندة للقضاء على هذا التنظيم والاهتمام الذي أولاه الغرب للمعار ك الدائرة ضد داعش معتبرا  الصراع في سورية على انه جزء من المواجهة العالمية ضد الارهاب.
تساؤلات كثيرة تطرح نفسها  مالهدف الأساسي من هذه الجبهة العالمية التي بدأت تتشكل  للحرب ضد داعش  واظهارها  على أنها التنظيم الارهابي الأخطر !!
أميركا تظهر رغبتها بلقاء الجبهة الاسلامية المدعومة إقليميا وغير مغضوب عليها دولياً والتي  شكلت بضغط من دولة اقليمية مؤثرة وحلفاءها لتقف في وجه ممارسات الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" وجبهة النصرة التي صنفتها الولايات المتحدة ضمن المنظمات الارهابية ، الغرب يبقي عيناً من طين وأخرى من عجين، للتحالف القائم بين أركان الجبهة المذكورة و"جبهة النصرة" التي أدرجتها واشنطن ذاتها في قوائم الإرهاب، متجاهلا انها وجه آخر للنصرة
مع اقتراب موعد جينيف 2 تريد المعارضة السورية استثماراً يخدم مصلحتها للتفاوض ومن ضمن الاوراق التي تريد ان تقدمها تنظيف سوريا من المجموعات الارهابية المتمثلة بداعش ، وتسعى المعارضة السورية الى كسب الشارع السوري والمجتمع الدولي بعد انتصارها على المنظمات الارهابية. وبغية وضع شروط على مائدة المفاوضات، تنسجم مع اشتراطات بعض اللاعبين الإقليميين الداعمين للجبهة الإسلامية ، والذين لم يظهروا يوماً رغبة في حل سياسي للأزمة السورية، ولطالما نظروا لـ “جنيف 2” على أنه تهديد لمصالحهم ونفوذهم وحساباتهم
ثم ما هي الروح الوطنية العالية" للجيش الحر"!! ليحمل على عاتقه تحرير سوريا من الارهابين بعد ان استنجد الاف المرات بالناتو وغيره.. كل هذه "البربوغندا" هدفها شرعنة دخوله جنيف كطرف محاور  والظهور على انه  برئء من الإرهاب ومنحه صفة الوسطية والاعتدال ومحاولة  تلميع صورته تجاه  الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين ونسبها لداعش التي سوف تحمل بالنهاية وزر جميع الجرائم التي ارتكبتها المعارضة بمختلف صورها.
الخلاصة أنه قد حانت لحظة تسديد الحساب مع "داعش" ، وأن القرار الدولي الإقليمي باجتثاثها قد اتخذ، وهذا أمر يجب أن يطرح عدة أسئلة وملاحظات، الحرب ستنتهي بتكريس نفوذ"الجبهة الإسلامية"كممثل شرعي وحيد للمعارضة المسلحة، وسيكون لها القول الفصل في تقرير موقف المعارضة،
وبحسب مسؤول إستخباراتي غربي معني بالملف السوري فإن قتال الجبهة الإسلامية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش” لم يكن صدفة ولم يبدأ بشكل عفوي بل هو وليد قرار عالمي بضرورة وضع حد للمنظمات الجهادية والقضاء عليها ليتسنى لجبهة واحدة بقيادة موحدة لمواجهة الجيش السوري، مشيرا الى أن “الجبهة التي ستوحد المعارضة السورية ستلقى كل الدعم بعد القضاء على كافة الاطراف المنتمية الى الجهاد العالمي".
البدائل التي تُعدّ لـتخلف "داعش" ليست بعيدة عنها على الإطلاق، بل أن معظمها يدور في فلكها ويحذو حذوها ، وليس مستبعداً أن تلتحق بخنادق  "داعش" إن اقتنعت بأنها ستكون الهدف التالي للحرب الإقليمية – الدولية المفتوحة على"داعش".
ولعل خير دليل على ذلك التحاق نحو 1000 مسلح من النصرة مؤخراً بداعش في محافظة الرقة التي  سيطرت عليها دولة الإسلام في العراق والشام .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=3935