نافذة على الصحافة

الكاستيلو تمتحن بالنار "التفاهم السوري"


الاعلام تايم_السفير
تحت عنوان "الكاستيلو تمتحن بالنار "التفاهم السوري".. كتب محرر الشؤون العربية في صحيفة السفير اللبنانية افتتاحية تناولت الاوضاع في حلب ومصير الهدنة السارية المفعول من 12 ايلول الجاري مع التمديد 48 وإمكانية التمديد 72 إضافية، رغم الخروقات التي يتم تسجيلها والتي يفتعلها إرهابيو التظيمات الارهابية ليس في حلب فقط وإنما في كافة المناطق التي انتشروا فيها في الاراضي السورية..
الصحيفة بدأت بمقدمة جاء فيها.. مشهد الجنود الأميركيين المنسحبين اضطرارا تحت سيل الشتائم والتكفير من بلدة الراعي في الشمال السوري، يختصر الكثير من التخبط الأميركي، وما جنته براقش. معضلة الكاستيلو تضيف تعقيدا إضافيا، لا على ألغاز التفاهم الأميركي - الروسي وحده، وإنما على المشهد السوري الأوسع.
وتحت عناوين فرعية جاء تحليل الصحيفة لما حدث في الكاستيلو أمس..
تفاهم جون كيري وسيرغي لافروف يتعثر في الكاستيلو
الجيش السوري الذي أخلى بموجب التفاهم بعض نقاط تمركزه على الطريق الإستراتيجي الذي كلفه وحلب، آلاف الضحايا لاستعادته، اضطر أمس إلى العودة إلى مواقعه التي انسحب منها على الطريق، بعدما تعرض الممر إلى هجمات من المسلحين، ورصدت الصور الجوية تجمعات للمسلحين، يستعدون على ما يبدو لاحتلاله.
الكاستيلو الذي يكاد يتحول رمزا للنزاع الأميركي - الروسي في سورية، كما هو معلوم، الشريان المأمول لنقل المساعدات إلى مدينة حلب، وبعضها تحديدا إلى الأحياء الشرقية في المدينة. لكن المفارقة أن الفصائل المسلحة التي ترفع شعار تحرير أهل حلب، هي ذاتها التي تؤخر تدفق المساعدات، والأدهى أنها دخلت منذ الآن في تقاتل فاضح على تقاسم "غنائم" المساعدات، قبل وصولها! وبعد مرور أسبوع على إعلان كيري ولافروف تفاهمهما العتيد، ما زالت بنوده محل تكهنات كثيرة. الرئيس باراك أوباما اجتمع مع كبار مساعديه، ومن بينهم كيري ووزير الدفاع آشتون كارتر، للبحث في الأزمة السورية.
الروس الذين يضغطون منذ أيام لنشر نصوص التفاهمات على الملأ، ويتحفظ الأميركيون على ذلك خشية أن يتسبب نشرها في دخول "المُفسِدين" على الخط، سعوا أمس ـ الروس ـ إلى تبديد التكهنات التي راجت إعلاميا حول صفقة سياسية سرية تمت بينهم وبين واشنطن. وأعلنت روسيا أن التفاهم لا يتطرق إلى مصير الرئاسة السورية ولا ما يسمى "المرحلة الانتقالية". كما لمَّحت في موقف لافت إلى أن الأتراك خففوا كثيرا من حدة خطابهم ضد الرئيس بشار الأسد.
وبدت قضية الكاستيلو كأنها دخلت في حلقة مفرغة. الروس والسوريون يطالبون واشنطن بالضغط من أجل انسحاب الفصائل المسلحة من المناطق المجاورة للطريق، والأميركيون يطالبون الروس بالضغط على دمشق للإسراع بإدخال قوافل المساعدات، كشرط مسبق قبل الدخول في المرحلة الثانية من التفاهمات، أي تشكيل غرفة عمليات مشتركة للبدء بمحاربة الإرهاب سوية.

لافروف

وتطرقت الصحفية في تحليلها الى مواقف كل من موسكو وواشنطن.. موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أشارت أن تركيا بدأت بتليين موقفها تجاه حل الأزمة في سورية، خاصة بعدما شرعت موسكو وأنقرة بإعادة العلاقات بينهما إلى طبيعتها. وقال لوكالة "سبوتنيك" في قرغيزيا: "تعود علاقاتنا مع تركيا إلى طبيعتها حالياً، وباتت تركيا تفهم أن الخطر الإرهابي يغدو عاملا مؤثرا على الأمن القومي، وهي بدأت مع عدد من البلدان الأخرى تبدي الليونة بخصوص رفض توجيه إنذارات من قبيل المطالبة برحيل الأسد كشرط لبدء الحديث حول مستقبل سورية".
وحول التفاهم مع الأميركيين حول سورية، أكد لافروف أن الأولوية الرئيسية في هذه الاتفاقات تتمثل في تنفيذ واشنطن "تعهداتها القديمة بالفصل ما بين المعارضة السورية المتعاونة معها، وجبهة النصرة وأمثالها، وذلك إن لم تكن المماطلة في تنفيذ هذه الالتزامات نابعة من إرادة جهة معينة في واشنطن تريد تحييد الضربة عن هؤلاء الإرهابيين".
وتابع: "في ما يتعلق بجبهة النصرة، فإنه لدينا الكثير من الشكوك الجدية بشأنها. لقد تسلمنا من الجانب الأميركي أخيرا قائمة تضم المنخرطين في اتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذي يحتم عدم استهدافهم، فيما يتصدر القائمة المذكورة أحرار الشام".
وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان أن "قيادة هذا التنظيم (أحرار الشام) تحديدا رفضت تنفيذ الاتفاقات الروسية الأميركية، لأن هذه الاتفاقات ترمي إلى مكافحة جبهة النصرة، هذا يعني أن الأميركيين قد ألحقوا جزءا لا يتجزأ من جبهة النصرة بقائمة المعارضة المتعاونة معهم، برغم تصنيف الأمم المتحدة للنصرة في خانة الإرهاب".
كما لفت لافروف إلى أن شعبية الرئيس بشار الأسد "في ازدياد مستمر بين مواطنيه الذين يرون فيه ضمانا لمنع وقوع سوريا بيد الإرهابيين، وانهيارها كدولة، وذلك على الرغم من تأكيدات الغرب أن أيامه صارت معدودة".
وفي هذا السياق، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة "نوفوستي" أن اتفاق موسكو وواشنطن حول سورية لا يشمل مصير الأسد، ولا يتضمن العملية الانتقالية في البلاد لأن ذلك مسألة سورية بحتة".
وأكد بوغدانوف أن موسكو لا تملك أي خطط سرية بشأن حل الأزمة في سورية، قائلا: "على خلاف تصريحات علنية لبعض المسؤولين الغربيين والعرب حول وجود خطة "باء" لديهم، نؤكد باستمرار عدم وجود أي خطط سرية يطلق عليها "باء" أو "جيم" لدينا"، موضحاً أن ما تم الاتفاق عليه في فيينا ونيويورك ومجلس الأمن الدولي يمثل الخطة الوحيدة التي تدعمها موسكو.

موسكو والهدنة
دعا النائب الأول لرئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية فيكتور بوزنيخير، الولايات المتحدة إلى اتخاذ "إجراءات حاسمة" لكي تحترم فصائل "المعارضة" السورية وقف إطلاق النار الذي مدد الأربعاء 48 ساعة.
وانتقد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف عدم قدرة واشنطن على ضبط المجموعات المسلحة التي تدعمها، معتبراً أن "الفشل حليف جميع المحاولات التي يبذلها شركاؤنا الأميركيون لإظهار ولو أدنى درجات السيطرة على الفصائل التي يدعمونها"، موضحاً أن "الجيش السوري هو الطرف الوحيد في حلب المستعد للتفاوض، ويتقيد بوقف إطلاق النار، ويعكف على سحب قواته لإتاحة وصول قوافل المساعدات الإنسانية الأممية إلى محتاجيها".
من جهته، أشار الممثل الخاص لوزارة الدفاع الروسية لشؤون فِرَق الرقابة على وقف إطلاق النار العقيد ألكسندر زورين، إلى أن الجانب الأميركي يتجاهل الأدلة التي تقدمها وزارة الدفاع الروسية وتثبت خرق المسلحين الهدنة في حلب، موضحاً أن الجانب الروسي أعرب للأميركيين عن قلقه حيال احتمال انهيار اتفاقات وقف النار في الكاستيلو.
وأكد زورين أن الولايات المتحدة سلمت روسيا، للمرة الأولى، بيانات حول مواقع تمركز مجموعات "المعارضة" الخاضعة لسيطرتها، موضحاً أن التحليل الأولي للبيانات لم يسمح بفصل "المعارضة المعتدلة" عن "جبهة النصرة".

واشنطن
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي أن واشنطن لن تتعاون عسكريا مع موسكو في سورية ما لم تسمح دمشق بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصَرة، موضحاً أن كيري ندد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بـ "التأخير المتكرر وغير المقبول في وصول المساعدات الإنسانية".
وأضاف أن كيري "قال بشكل واضح إن الولايات المتحدة لن تقيم مركز التنسيق العسكري المشترك مع روسيا في حال لم يتم التقيد ببنود الاتفاق الخاصة بالمساعدات الإنسانية"، لكنه أشار إلى أن البلدين اتفقا على أهمية تمديد وقف الأعمال القتالية.
وترفض واشنطن طلب حلفائها الاطلاع على تفاصيل الاتفاق بينها وبين روسيا، مبررة هذا التكتم بوجود بنود حساسة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر: "هناك بعض التفاصيل التنفيذية التي لها حساسية، ونعتقد أنه لم يكن في مصلحة الاتفاق أو في مصلحة أحد الكشف عنها"، مضيفاً: "هناك بعض المُفسِدين الذي يرغبون في إفشال الصفقة ونحن ندرك ذلك".
إلى ذلك، تعرضت قوة أميركية في بلدة الراعي السورية قرب الحدود مع تركيا، إلى تهديدات بالقتل وشتائم، من قبل عناصر من الجماعات المسلحة التي تدعمها تركيا بعد أن دخل عدد محدود من القوات الأميركية البلدة، في إطار عمليات تنسيق الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش".
وأظهر مقطع فيديو نُشر على الإنترنت، مسلحين في الراعي يهتفون بشعارات مناهضة للولايات المتحدة لدى تحرك القوات الأميركية في عدد من المركبات إلى خارج المنطقة، وردد المقاتلون "تسقط أميركا" و "لا للتحالف الصليبي" و "الموت لأميركا"، وقال مصور لمقطع فيديو آخر أثناء خروج المركبات: "لا نقبل أي أميركي أن يشارك معنا. نحن مسلمون ولسنا كفارا". كما سمعت هتافات: "كلاب.. وخنازير" وتهديدات بالذبح.

الجيش السوري

وختمت الصحيفة قائلة إن الجيش السوري أعاد انتشاره مجدداً في ثلاث نقاط كان قد أخلاها على طريق الكاستيلو إثر هجمات نفذتها فصائل مسلحة أبرزها "جبهة النصرة" و "أحرار الشام".
وأوضح مصدر معارض لـ "السفير" أن الجماعات المسلحة هاجمت نقاط الجيش السوري بعد خلافات وقعت في ما بينها حول تقاسم المساعدات وحصتها منها، موضحاً أنه تم تتويج تلك الاختلافات بهجوم مشترك بدأه مسلحو "النصرة"، وانضم إليهم في وقت لاحق مسلحون تابعون لـ "أحرار الشام" على منطقة الملاح، بالإضافة إلى استهداف منطقة الكاستيلو بقذائف عدة بهدف إفشال إدخال المساعدات.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=39331