الإعلام تايم- الوطن العُمانية
تلك المواقف التي ليست مواقف، استثمرت الكثير من الصفحات البيضاء في الصحف .. وأقول البيضاء أي تلك المكتوبة التي لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، وبالتالي فهي رغم كتابتها إلا أن الصفحة مازالت بيضاء.
في العالم العربي ثمة حسابات من هذا النوع، والأنكى، أن كاتباً بلا موقف في كتاباته، صاحب موقف أثناء أحاديثه. فهو يبدي تضامناً وميولاً نحو هذا الفريق أو ذاك، ولديه حماسة شديدة لإظهار موقفه الشفوي، لكنه ما أن يمسك القلم حتى تهبط عليه حسابات الخوف من قولة الحق التي يحتاجها العربي في هذه الظروف، حتى تكاد أن تكون صوتاً مهماً إلى جانب من هم بحاجة اليه.
هنالك وجه للصراع ظهر خلال السنوات الخمس وسورية نموذج، وفيه أن هنالك ارهابيين يقاتلون الدولة الأم ويريدون إسقاطها، وفي ذلك أيضاً مفاهيم ملحقة مثل إسقاط الجيش وضرب الشعب وتفتيته وإسقاط الرئيس. لم يعد هنالك شعارات البدايات الكاذبة، التي كانت مادتها الإصلاح ومشتقاته، وهي الأكذوبة التي اختبأ وراؤها كل من تآمر على سورية سواء شارك في القتال ضد جيشها أو قام بتمويل ودعم الإرهابيين الذين باتوا يقاتلون على الأرض السورية من أجل الأهداف عينها، وكلهم لايملكون الحد الأدنى من معرفة أسباب قتالهم سوى أن ممولهم هو من يشد على أيديهم من أجل معركته هو بالذات سواء كان أميركياً أو غربياً أو عربياً.
آخر الكذبات الأميركية ماقاله وزير الخارجية جون كيري من أن هنالك نقطتي خلاف مع الروس حول سورية .. وهذا غير مفهوم، فلربما كانت النقطتان تجمعان شتى النقاط التي يتم التداول بها، ثم أن الأميركي لم يصل بعد الى ما تحقق له على الساحة السورية سوى عمليات تخريب وتدمير المدن والقرى والأرياف، وتغيير معادلات مالية واقتصادية، ثم والأهم بالنسبة اليه تدمير الإنسان السوري سواء داخل بلاده أو خارجها. فهل بالتالي يمكن الوثوق بما يقوله المسؤول الكبير الذي بات لا يترك المنطقة، والذي نراه الى جانب وزير الخارجية الروسي أكثر مما هي أقامته في بلاده، لكن دون نتائج ملموسة حتى الآن.
كل هذا الا يحتاج الى موقف من الكاتب العربي يتحدث صراحة عن حقيقة السياسات الغربية وخصوصاً الأميركية المتبعة ضد سورية والعراق ضمن مخطط تغيير المنطقة كما تشتهي اسرائيل أولا ومن أجلها أولا وآخرا. اذا لم يكن هنالك موقف صارخ، فمن الممكن تلوين اللاموقف ببعض المصطلحات التي يشتم منها موقفاً. |
||||||||
|